على مدار الساعة

دراسة: حس المسؤولية عن أعباء أسرهم هو السبب الأول لتنقل الأطفال

22 فبراير, 2018 - 20:17
منصة تقديم الدراسة خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم في نواكشوط (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) – كشفت دراسة أعدتها منظمة "أنقذوا الأطفال" بتمويل من الاتحاد الأوربي أن حس المسؤولية لدى الأطفال، وشعورهم بضرورة المساهمة في الأعباء الاقتصادية لأسرهم هو السبب الأول لتنقلهم في موريتانيا، وفي شبه المنطقة، واستعرض المنظمة عينات من الدراسة خلال مؤتمر صحفي عقدته مساء اليوم بنواكشوط.

 

وقالت المنظمات إن دراستها شملت عينات من عدة ولايات من بينها العاصمة نواكشوط، والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، إضافة لعدة ولايات حدودية هي الحوض الغربي، والبراكنة، والترارزة، وكيدماغا بمعدل 5 إلى 10 أطفال في كل ولاية، وحددت الدراسة الفئة العمرية من 0 إلى 18 سنة.

جانب من حضور المؤتمر الصحفي مساء اليوم (الأخبار)

 

ورأت المنظمة أن العامل الأساسي لتنقل الأطفال المساهمة في الأعباء الاقتصادية لأسرهم، وإحساسهم أنهم جزء من العائلة، وأن عليهم أن يساهموا في الحياة الاقتصادية لها.

 

وقسمت المنظمة الأطفال الذي شملتهم الدراسة إلى أطفال متنقلين داخل دولة واحدة، وأطفال يتنقلون عبر حدود دولية.

 

كما قسمت الأطفال المتنقلين إلى:

- أطفال تودعهم أسرهم لدى أسر أخرى.

- أطفال يتعلمون القرآن في أماكن بعيدة عن أسرهم.

- أطفال عاملون، وأكثريتهم في الريف، وفي المزارع.

- أطفال يعملون مساعدين للسائقين.

- فتيات عاملات في المنازل.

- أطفال يعلمون بشكل موسمي خلال العطلة الصيفية.

- أطفال لديهم قضايا أمام العدالة.

 

ونقلت الدراسة أحاديث عدد من الأطفال المتنقلين، وذلك حول أسباب تنقلهم عن أسرهم، حيث قال الطفل آلاسان إنه دخل المدرسة وعمره 7 سنوات، وغادرها وعمره 15 سنة، وأرجع سبب مغادرتها ببعد المدرسة الإعدادية من مكان سكنه في التكتاكه.

 

وأضاف آلاسان أن الإعدادية توجد في التكتاته التي يقطنها البيظان، في حين أنه هو يقطن في التكتاكه التي يسكنها الفلان، وقال: "أسكن بعيدا من الإعدادية، وعندما أصل متأخرا يمنعني الأساتذة القاسين من الدخول".

 

أما الفتاة فاتي فأرجعت سبب تنقلها إلى أن أسرتها عجزت عن توفير المال اللازم لمواصلتها للدراسة هي وأخوتها، ولذا قرروا العمل لمساعدة الأسرة، فتحولت هي إلى بيع شراب "بيصام"، وحبوب اللوبيا.

 

وأكدت المنظمة أن العدد الأكبر من الأطفال الذين شملتهم الدراسة ينحدرون من أسر وافرة العدد، وهو ما أدى لعجز الأسرة عن تحمل أعباء الدراسة لكل أبنائها، لأنه حتى في حال الدراسة في التعليم النظامي فإن تكاليف الإعاشة والتجهيزات تظل تكليفا ماليا لا قبل للأسرة به.

 

كما أن من أسباب الانقطاع عن الدراسة وفاة أحد الأبوين، إضافة لحس المسؤولية لدى الأطفال وهو ما يدفعهم للبحث عن عمل، حيث إن العديد منهم يرسل أموالا لأسرته بشكل منتظم، ويصحب الهدايا لهم عند عودته.

 

ودعت لضرورة وضع المصلحة العليا للأطفال فوق كل اعتبار، ومنحهم الفرصة لتلقي التعليم خلال فترته، إضافة لدى ولادتهم على سجلات الحالة المدنية، والتبليغ عن أي عنف يتعرضون له، ومنحهم حق الكلام، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في جميع النقاشات والقرارات المتعلقة بهم.