على مدار الساعة

قائد "سيرفال" السابق: لموريتانيا موارد استثنائية يجب استغلالها (مقابلة)

27 فبراير, 2018 - 13:36

الأخبار (نواكشوط) – أكد القائد السابق لعملية "سيرفال" الجنرال مارك فوكواد أن لدى موريتانيا "موارد استثنائية، يجب استغلالها وتقويمها"، واصفا وضعية السياحة في موريتانيا بشكل عام بأنه تبدو "جيدة".

 

وقال الجنرال مارك فوكواد الذي تحول بعد تقاعده للاستثمار في مجال تشجيع عودة السياح إلى موريتانيا إنه يرى أن وزارة الساحة الموريتانية "ستخطط للتوسع في مناطق أخرى"، مردفا أنه يعتقد أنه يفضل أن يواصل عمله مع موريتانيا، وأن تكون لديه مشاريع هامة.

 

ورأى فوكواد أنه "على الرغم من مستوى التقدم المحرز، جراء وصول السياح مؤخرا، فإنه ما تزال هناك مناطق حمراء"، واصفا ما يحصل الآن بأنه "تجربة أولية، إن اتضحت إيجابيتها، فسيتم توسيعها، وهذا مهم جدا".

 

وعن مبررات انتقاله من إلى العمل في مجال السياحة بعد تقاعده من العمل العسكري، قال فوكواد "أمضيت 37 سنة في قلب المؤسسة العسكرية، وأشعر بالكثير من الارتياح إزاء ذلك، وأعتبره جزءا هاما من حياتي، وأحتفظ بذكريات جميلة بهذا الخصوص".

 

وأضاف: "الآن أريد ـ بعد مغادرتي الخدمة النشطة ـ القيام بشيء آخر، خصوصا فيما يتعلق بالمشاركة في تنمية المنطقة، لاقتناعي بأن التنمية هي بالتأكيد إحدى الحلول لتجنب استيراد الإسلام الراديكالي".

 

وأردف: "هذه التنمية قد تكون السياحة في موريتانيا، أو مزارع الطاقة، أو مشاريع أخرى، وهذا لا يعني بالضرورة أن الأمن لم يعد مشكلة بالنسبة لي، فأنا أهتم دائما بمسألة الأمن، ولكن الجانب التنموي بالنسبة لي يعتبر أحد الحلول التي يجب أن ترافق الأمن".

 

وتحدث فوكواد في المقابلة عن تجربته في قيادة عملية برخان الفرنسية، وعن رؤيته لمجموعة دول الساحل الخمس، ونصيحته لقائد القوة المشتركة لمجموعة الساحل الخمس.

 

 

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: أي حصيلة لتجربتكم العسكرية في الساحل؟

الجنرال مارك فوكواد: بشكل عام، هناك بلدان الوضعية فيها تعتبر مرضية جدا، وأخرى الوضع فيها متحسن كما هو الحال في مالي، ولكن التجربة بالنسبة لي عموما كانت ثرية على المستويين الشخصي، والمهني.

 

وأعتقد أنه أصبحت لدي الآن فكرة بسيطة عن الطريقة التي يتم القيام بالأشياء بها في هذه المنطقة، وربما لدي بعض الإرشادات والتوصيات في المجال الأمني خصوصا، وفي مجالات أخرى كذلك.

 

إنني مقتنع بأن الأمن شيء، ولكن طريقه التنمية، عبر تطوير بعض النشاطات التي تعود بالفائدة على السكان، لا سيما فيما يتعلق بالسياحة في موريتانيا، التي تعتبر مشروعا ساعدت فيه، وأيدته بقوة، لأنني مقتنع به كثيرا.

 

الأخبار: ما تقويمكم لمستوى تعاون المصالح الاستخباراتية لدول الساحل؟

الجنرال مارك فوكواد: لقد بدأنا من الصفر عام 2013 من أجل أن يعمل كل جيش على المستوى الوطني، وشيئا فشيئا تطور الوضع، وعملنا بطريقة ثنائية، وهو ما أوصلنا مع مجموعة دول الساحل الخمس إلى مستوى جد هام.

 

وهنا لا بد من بدء مجموعة الساحل في العمل، وهو ما أعتقد أنه الحل للخروج من الأزمة، وتحسين الوضعية الأمنية، وبالطبع لموريتانيا دور خاص في هذه المجموعة.

 

الأخبار: انتقلتم إلى السياحة، هل يعني ذلك أن المقاربة العسكرية ليست كافية؟

الجنرال مارك فوكواد: سؤال في غاية الأهمية، أولا أنا أمضيت 37 سنة في قلب المؤسسة العسكرية، وأشعر بالكثير من الارتياح إزاء ذلك، وأعتبره جزءا هاما من حياتي، وأحتفظ بذكريات جميلة بهذا الخصوص.

 

والآن أريد ـ بعد مغادرتي الخدمة النشطة ـ القيام بشيء آخر، خصوصا فيما يتعلق بالمشاركة في تنمية المنطقة، لاقتناعي بأن التنمية هي بالتأكيد إحدى الحلول لتجنب استيراد الإسلام الراديكالي.

 

وهذه التنمية قد تكون السياحة في موريتانيا، أو مزارع الطاقة، أو مشاريع أخرى، وهذا لا يعني بالضرورة أن الأمن لم يعد مشكلة بالنسبة لي، فأنا أهتم دائما بمسألة الأمن، ولكن الجانب التنموي بالنسبة لي يعتبر أحد الحلول التي يجب أن ترافق الأمن.

 

الأخبار: عادت مؤخرا الرحلات السياحية إلى إفريقيا، ما هي الإجراءات التي اتخذت من أجل عودة السياح إلى ولاية آدرار الموريتانية مثلا؟

الجنرال مارك فوكواد: أعتقد أن هناك نهجا على المستوى الفرنسي من أجل تطوير الخريطة الأمنية الموريتانية، والخروج من المنطقة الحمراء المحظورة على السياحة، وهو ما تطلب عملا كبيرا من الحكومة الموريتانية.

 

وأعترف هنا أن مختلف الفاعلين الموريتانيين الذين تعاطوا معنا ساعدونا كثيرا، ودعموا جهودنا، وقد كان للسفير الفرنسي جويل مايير على وجه الخصوص دورا حاسما في هذا المشروع، حيث ساندنا، كما ساندتنا السلطات الموريتانية ممثلة في الرئيس، والجنرال غزواني، ووزيرة السياحة، ووزير المالية، حيث عملوا جميعهم في ذات الاتجاه، وأعتقد أن هذه هي الطريقة التي يتحقق بها الانتصار، حينما يعمل الجميع في اتجاه واحد.

 

الأخبار: بشكل أكثر تحديدا ماذا تقترحون لتعزيز السياحة؟

الجنرال مارك فوكواد: سنجري تقويما للسنة الأولى من السياحة، لنرصد ماذا حصل بشكل فعلي، وعموما فإن النتائج الراهنة تعتبر مرضية للغاية، وأعتقد أن سكان آدرار والسلطات في هذه المنطقة، كما باقي السلطات الموريتانية، لديهم ما يقومون به. وقد كان الاستقبال الذي خص به السياح الأول الذين وصلوا في عيد الميلاد استثنائيا.

 

إن ساكنة المنطقة يدركون أن هذه السياحة ـ السياحة الإيكولوجية ـ لا تلوث، فهناك أناس يأتون لأنهم يحبون الصحراء ويحبون سكانها، لذلك فإن الأمور في هذا الإطار تجري على ما يرام، والناس يعرفون ما يمكن أن يجلب لهم النفع.

 

إن 6 أشهر من السياحة تعتبر سنة في العمر لدى سكان آدرار، لذلك ينبغي استحضار هذا البعد، وبذل قصارى الجهد في سبيل الحماية، من حيث التدابير الأمنية، وضمان استحالة تنفيذ أي هجوم، والسكان هنا معنيون بشكل مباشر، وقوات الأمن كذلك، ولكن أيضا على الجميع أن يحمي السياحة، لأنها بالنسبة لهم هي الحياة.

 

الأخبار: ما هي العوائق العسكرية التي واجهتكم في المنطقة؟

الجنرال مارك فوكواد: (يضحك)، إذا لم تكن هناك مصاعب، فلن يكون هناك عسكريون، لقد واجهت صعوبات، ونحن نتقاضى الأجور على ذلك، ومن أجل حل المشاكل، وتجاوز التحديات، وإيجاد حلول لها.

 

وعلى أية حال، يمكنني أن أؤكد لكم أنه لم تواجهني مشاكل في موريتانيا، وأشيد هنا بالروابط القائمة بين الجيشين الفرنسي والموريتاني، والتي من خلالها كانت الودية تطبع علاقاتي خلال فترة وجودي هناك. وبالطبع هناك مشاكل، نعم، فقد خسرنا جنودا، فالعمليات جذابة جدا، وتعتبر تجربة رائعة.

 

الأخبار: هل يمكنكم أن تقدموا لنا أرقاما بخصوص السياحة؟

الجنرال مارك فوكواد: من الضروري الانتظار، ولكن بشكل عام تبدو الوضعية جيدة، وأعتقد أننا سنتعلم من السلطات الموريتانية، من خلال هذه التجربة الأولية، لإطلاق تجارب أخرى قادمة.

 

وهكذا، إذا كان الوضع جيدا، فيبدو لي أن وزيرة السياحة ستخطط للتوسع في مناطق أخرى، وبصرف النظر عن ذلك، فإن لموريتانيا موارد استثنائية، يجب استغلالها وتقويمها، وينطبق ذلك على الصيد والزراعة.

 

كما أن هناك الكثير مما يمكن القيام به في قطاع البيطرة، وأعتقد أن لدى فرنسا معرفة خاصة جدا في هذا المجال. أما بخصوصي فإنني أفضل أن أواصل عملي مع موريتانيا، وأن تكون لدينا مشاريع هامة.

 

وهكذا فعلى الرغم من مستوى التقدم المحرز، جراء وصول السياح مؤخرا، فإنه ما تزال هناك مناطق حمراء، وأعتقد أن ما يحصل الآن يعتبر تجربة أولية، إن اتضحت إيجابيتها، فسيتم توسيعها، وهذا مهم جدا.

 

الأخبار: هل حققت عملية سيرفال الأهداف المتوخاة منها؟

الجنرال مارك فوكواد: أعتقد أنه فيما يتعلق بالجماعات تمكنا من "جعل رؤوسهم تحت الماء"، لكننا تأخرنا فيما يتعلق بتكوين الجيوش الإقليمية، وأعتقد أنه لا تزال هناك الكثير من الجهود من أجل تطوير قوة الساحل على مستوى العتاد، ويجب تعبئة العالم أجمع من أجلها، ونفس الاعتقاد أعتقده بخصوص الجيشين البوركيني والنيجري.

 

كما يجب وضع الجيش المالي في مستوى مختلف، أما الجيش الموريتاني، فأعتقد أنه والجيش اتشادي يعملان بالفعل بشكل عملياتي.

 

إن العمل الذي قيم به في موريتانيا يرتبط بإرادة سياسية حقيقية، هدفها ضمان أمن جميع المواطنين الموريتانيين، وأعتقد أن ذلك أمر هام، إذ لا توجد سياسة دون إرادة، وإستراتيجية حقيقية، وأعتقد أن لديكم في موريتانيا إستراتيجية.

 

الأخبار: كقائد عمليات سابق، بما تنصحون قائد قوة مجموعة الساحل؟

الجنرال مارك فوكواد:

رأيي سيكون متواضعا جدا، لأن المشكلة معقدة جدا، ولكن ما هو مؤكد أنه لا توجد بدائل أخرى عن مجموعة الساحل.

 

وهنا لا بد من تعلم العمل معا، والتنسيق من أجل قابلية التشغيل، والفاعلية في الميدان، لتكون الاستجابة أقوى، وقادرة على التكيف ورد الفعل، وتكون لديها قوة نفسية من أجل تحقيق الانتصار.