على مدار الساعة

المرأة مستضعفة في موريتانيا

8 مارس, 2018 - 16:48
فاطمة علال ـ مدونة وناشطة

أرى أنه من الواضح أن المرأة في موريتانيا مستضعفة وليست مبجلة ومكرمة كما يروم البعض أن يصور لنا.

 

أين تبجيل المرأة وهي في الغالب الأعم محرومة من التعليم سواء من خلال المنع من دخول المدرسة النظامية، أو بفرضها على دخول التزامات اجتماعية أكثر فائدة عليها من الدراسة من وجهة نظر المجتمع، أو بحرمانها من متابعة تعليمها خارج الحيز الذي توجد فيه أسرتها، حتى غدا الكثير من الأسر في الداخل يتنقل لدراسة أبنائه في الجامعة لكنه لا يكترث لدراسة البنات!

 

وبموجب ذلك غدت الأغلبية الغالبة من النساء مجبرة على العيش تحت رحمة الظروف القاسية في الريف حيث الخدمات شبه معدومة وأساسيات الحياة بالكاد متوفرة وذلك بغض النظر عن إمكاناتها المعرفية والإنتاجية!

 

ووجود المرأة في هذا الواقع الصعب جعلها تتزوج أساسا من أقربائها. ومع أن هذا ليس جرمًا ولا خطيئة لكنه يكبل هذه المسكينة عن أي مطالبة بحقوقها أو حقوق أبنائها الذين هم بنسبة 99% سيغدون عالة عليها وعلى أخوالهم في أحسن الحالات، كل هذا خوفا من "وهم" الفضيحة ومن "تشويه" سمعة القبيلة!

 

نساء أخريات يتم التنكيل بهن والاعتداء عليهن ويبقى الأمر طي الكتمان لبعض الاعتبارات السابقة إضافة إلى توهم النساء الضحايا بأن الأمر عادي كلما تم التكتم عليه، وبأن الحديث عنه لن يفضي بهن إلا للتندر بهن وجلب العار لهن!

 

وحتى المحظوظات من النساء اللائي قاومن وواصلن تعليمهن ونجحن بقيت الكثرة منهن دون عمل، واللواتي اشتغلن منهن لم توكل إليهن مسؤوليات كالتي أوكلت إلى الذين لديهم نفس التخصص والمستوى من الرجال!

ومَن مِن هؤلاء أبانت عن طموح يتكالب عليها المتكالبون لكسر شوكتها.

 

ولهذا نشاهد أن بعض اللواتي تولين مسؤوليات عمدن إلى إقصاء النساء درءا للتهمة، وإمعانا منهن في نفس التوجه يطفقن في كيل الشكر والقرابين للسيد الأول صاحب النعمة والفضل وكأنهن لسن معنيات بما تعانيه المرأة ولا مطالبات بالإسهام في تغييره، وهذا التوصيف ينطبق على نساء تقلدن مسؤوليات مختلفة بما في ذلك اللواتي استفدن من الإجراءات السياسية لتحسين ولوج المرأة لمراكز القرار!

 

أما اتضح لكم بعد كل هذا ما تعانيه المرأة المسكينة يا سادة؟           

 

عليك أيتها المرأة أن تنزلي للميدان وتتحرري من أغلال الوهم، فأنت أول متضررة من هذا الواقع، خذي مثلا غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي أنت أول ضحاياه لأن والد أبنائك تركك وإياهم تجابهون الحياة دون عدة وذهب لسبيله.

 

لا تكترثي لمن سيشبهونك بالرجال لأنك تكلمت وأعلنت الرفض فهم يريدونك مكرمة بالأحاديث "الرومانسية" الكاذبة والكلام الأجوف، مطحونة بالممارسات وسلطان التبعية للرجل، والارتهان للنظرة الدونية حتى تظلي بعيدا في تضاعيف الريف وقصدير الأحياء العشوائية غير متعلمة ولا منتجة.

 

يا سادة آن لنا أن نفتح أعيننا على حقيقة واقع المرأة ونعطيها الفرصة لأن تكون على المستوى الذي يليق بها كإنسانة وشريكة حياة بكل ما تعنيه الحياة من فاعلية وعطاء وإبداع وعمل.