على مدار الساعة

التغيير البناء: ثورة الانصاف

14 مارس, 2018 - 13:12
عبد الله ولد حرمة الله ـ مدير إذاعة موريتانيا سابقا

"مسيرة البناء والتشييد التي تعيشها البلاد منذ تسع سنوات ستتواصل بدعم ومساندة كل الموريتانيين الذين لن يقبلوا من أي كان أن يعيدهم إلى براثن ماض ولى إلى غير رجعة"

فخامة الرئيس المؤسس السيد محمد ولد عبد العزيز أمام جماهير التغيير البناء/ مارس 2018

****

كان إشراف المناضل الوطني التقدمي فخامة الرئيس المؤسس محمد ولد عبد العزيز على إطلاق ورشات الإصلاح لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية كفيلا بإعادة بريق فرحة التأسيس لعيون المهمشين والشباب الوطنيين الذين رافقوا اللحظات الأولى لثورة التغيير البناء.

 

تجسد تمسك الموريتانيين بشخص القائد ومشروعه، في تلبيتهم للنداء بصفة جماعية في المدن والقرى والأرياف: حاملين شعارات التأسيس وصور المؤسس في استجابة صادقة لكاريزما النداء الثوري لقائد يحاسب معاونيه على مدى اهتمامهم وتفانيهم في خدمة الشعب الذي دخل السياسة من أجله وضحى أكثر من مرة بحياته لينعم بالكرامة ويطاول عنان ثقله الحضاري ويعيش سيدا على أرضه مطمئنا لمستقبله فخورا بانتمائه لمشروع لا يقبل بأقل من الريادة.

 

انسحب واقع الاستقطاب الذي عرفه العالم بعد توقف أصوات مدافع الحرب العالمية الثانية، على مسارات تأسيس وحياة الأحزاب السياسية في العالم العربي وإفريقيا، لتأخذ التشكيلات السياسية الحديثة النشأة دورها ـ في أحسن الأحوال ـ في تسيير السلطة ومواكبتها بترسيم أساليب وممارسات الغبن في تنافس مفتوح مع بقية أذرع ماكنة الاستبداد بمنطق التملص من الحقوق وتقييد الحريات، تحت لبوس أهازيج التأييد والمساندة المفرغة من كل فكرة تخدم المواطن وتعزز مؤسسات الدولة.

 

يعتمد منطق الجهد التحليلي و معايير التقييم لمسار تشييد الشرعية والمصداقية للتشكيلات السياسية حضور المرجعيات الفكرية والقيادية ودورها في ضخ روح النضال وقدرة الأفكار والخطاب السياسي على خلق مكانة الأحزاب السياسية في عقول وقلوب الشعوب والحياة السياسية للأمم.

 

في مشهد التعددية الكوني، ارتبطت الأحزاب السياسية في العصر الحديث بقيادات تاريخية دفعت بالعمل السياسي نحو نحت إيديولوجيات تنسجم مع تاريخ وواقع وطموح أممها، لتصبح نضالاتها جزء من التاريخ السياسي للبشرية تتبناه الشعوب وتحتضنه أعرق مكتبات ومراكز البحث السياسي والإستراتيجي في العالم.

 

في أوروبا ارتبطت الجمهورية الخامسة كنظام ديمقراطي للحكم بالجنرال ديكول، وفي آسيا سما غاندي بعد التأسيس بالمؤتمر الوطني الهندي إلى عالم النضال المرجعي الأصيل، وفي القارة السمراء فرض مانديلا سيادة سلم وإنصاف المؤتمر الوطني الإفريقي؛

 

في موريتانيا هزم القائد محمد ولد عبد العزيز أمن واستقرار المستبد وأطلق التغيير البناء الذي تجاوز في مضامينه مواطن ارتهان المحيطين العربي والإفريقي وطفق ينافس الأنظمة الديمقراطية العريقة في مجال إرساء التعددية وتكريس الحريات وتشييد المؤسسات والتأسيس لواقع المساواة وسيادة العدل والحق.

 

في لحظة ثورية، خارج النسق الرجعي لممارسة السلطة، انتصر الرئيس المؤسس للشعب لانتشاله من قهر الأنظمة المتعاقبة و جبروت الأحزاب الحاكمة بالهراوة والخفير؛ وضمن طموحه: الاتحاد من أجل الجمهورية الذي أودعه أحلام المهمشين المعطلة وتقدمية الأجيال المغيبة وتجديد الطبقة المهيمنة منذ النشأة الأولى على الحياة العامة للدولة والمجتمع.

 

إن التأسيس لدور مرجعي للشباب الموريتاني، وإرساء القطيعة مع تسخير المال العام وغول الإدارة للعمل السياسي انتصار لذكاء الشباب وحماس المهمشين من أجل صناعة مستقبلهم بأنفسهم وتأمين المشروع الحضاري للأمة الموريتانية التي سجلت بسلطان الاقتراع تمسكها بالقائد ومشروعه واحتقنت مرافقته سدا للطريق أمام احتمال عودة إلى ما وراء الصواب وخلف المنطق وفوق المصلحة العامة.

 

اليوم: تنتفض الجماهير الصادقة معلنة أن الحلم أصبح واقعا، وأنها متمسكة بالرئيس المؤسس للذود عن بنيان التغيير البناء ومرافقته إنصافا لأجيال الغد.