الأخبار (نواكشوط) – أطبق الصمت والحزن على خشبة المسرح بدار الشباب القديمة خلال عرض لمسرحية "نساء 89" التي تتحدث عن أحداث 1989 بين موريتانيا والسنغال، غير أن الصمت والحزن لم بزد عمرهما علىعمر تواجد الممثلين على الخشبة لتنهال بعدها أسواط النقد على الكاتب والمخرج.
حبست الجماهير أنفاسها خلال دقائق المسرحية التي قاربت الخمس والأربعين دقيقة مزجت بين فرح الطفولة ومرارة فقدان الابن فالأخ ثم الأب.
هكذا جسدت ثلاث فتيات موريتانيات واقع المتضررات من أحداث 1989 ونقلن بطريقة صامتة وبلغة الجسد كيف عانت المرأة آنذاك من ويلات تلك الأحداث التي يتمت ورملت وثكلت عشرات النسوة.
المسرحية التي كتبها الدكتور أحمد حبيبي وأخرجها المخرج الشاب عبد الفتاح سلي استطاعت أن تجعل من قاعة العرض قاعة صامتة ومظلمة لبعض الوقت، غير أن أسواط النقاد لم تكن تنظر إلا إسدال الستار الفاصل بين الخشبة والحضور لتنهال على القائمين على المسرحية.
نقد المسرحية جاء من مخرجين مسرحيين ومسرحيين هواة وشعراء حضروا العرض.
واستغرب المخرج المسرحي باب ولد ميني كون معاناة الممثلات الثلاث واحدة، وعدم تناغم الموسيقى مع حركات أجسادهن معتبرا أن الموسيقى كانت في واد وحركاتهن في واد آخر.
أما الشاعر والناقد الأدبي الشيخ سيدي عبدالله فشبه نص المسرحية بالنص المدرسي دون أن يذكر بأن المسرحية حاولت التذكير بمأساة حصلت في الماضي.
بعض الحضور رأى أنه لم يحس بذاته داخل المسرحية كما في المسرحيات الناجحة التي تجذب المشاهد ليعيش مشاهدها وهي فكرة عبر عنها المخرج الشاب الخليفة سي مستغربا كذلك الغياب التام للديكور.
مخرج المسرحية عبد الفتاح سُلي قال في تصريح للأخبار إن النقد ظاهرة صحية وأنهم قدموا شيئا يختلف الناس عليه وكل يراه من وجهة نظره مضيفا أن اتفاق الناس على روعة شيء فهو يعبر عن مخاطبة العقل لا العاطفة وأن اختلاف الحضور على مسرحيته دليل على أنه خاطب فيهم العاطفة والعقل معا.
وعبر سُلي عن امتنانه لمن نقدوا مسرحيته مشيرا إلى أنهم يعانون من ظاهرة المجاملات مضيفا "إن لم نقدم عرضا يستحق النقد والتقريع والتجريح حتى فنحن لم نقم بفعل إثارة عواطف الناس أو إثارة ما بمكنونات أنفسهم فهذا هو مقصدنا".
وتستمر أيام نواكشوط المسرحية حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة فرق امسرحية من المغرب وتونس والسنغال.