على مدار الساعة

مفرغو السفن بنواذيبو: حمالو ثروة هائلة حظوظهم منها محدودة

1 أبريل, 2018 - 19:17
يفرغ هؤلاء العمال قاربهم المحمل بأسماك من أنواع وأحجام مختلفة قدمت بها إحدى السفن التركية (الأخبار)

الأخبار (نواذيبو) – على شاطئ الصيادين التقليدين يتراءى للزائر عشرات العمال في محيط القوارب الصغيرة أو على متنها، ينهمك بعضهم في تفريغ قواربها، ويحاول الآخر إعدادها للمغادرة، ويصف ثالث قاربه عائدا من الأعماق، في حركة دائبة تخفي في تفاصيلها – حسب هؤلاء العمال - حركية ثروة هائلة حظ هؤلاء العمال منها يكاد يكون معدوما.

 

سفن من جنسيات مختلفة تنتظر هذه القوارب للتعامل معها، لا شيء يحكم التعامل سوى التراضي، وهو ما يرى العمال أنه يتسبب في أضرار كبيرة لهم في ظل ما يصفوه بالفوضوية، وابتزاز ملاك السفن لهم بالأجانب كبديل جاهز يمكن أن يقوم بالعمل عنهم في أي لحظة.

 

أسماك بكل الأشكال والأحجام، وبأسعار جد متفاوتة يحملها العمال من السفن في عمق المياه لتفريغها على الشاطئ، ويتراوح عدد العاملين في كل سفينة ما بين 4 إلى 8 عمال، ويتراوح تعويضهم – أيضا – ما بين 6 إلى 8 آلاف أوقية، وهو مبلغ يصفه العمال بـ"التافه" مقارنة مع الجهد الذي يقومون به، ومع حجم الثروات التي ينقلوها يوميا.

 

غياب للتنظيم

يتحدث العمال الذي التقت الأخبار اليوم على متن قواربهم، أو على الشاطئ تشوفا لفرصة قد تلوح في أي لحظة عن تأثير غياب تنظيم مجال التفريغ على عائدات المجال عموما، ويرون أن الفوضى تضر العمال بشكل كبير.

 

محمد، شاب في العشرينيات من عمره قادم من أعماق الحوض الشرقي (أكثر من 1600 كلم من نواذيبو) يقول إن انعدام إطار ينظم عمل المفرغين يشكل خسارة كبيرة لهم، كما يجهل من العمالة الأجنبية عامل ضغط عليهم، ويدعو الحكومة لإيجاد إطار ناظم، مؤكدا استعداد العمال للتجاوب مع أي خطوة في هذا المجال، بل وحتى دعمها بما يمكن حتى ولو كان منحها جزءا من عائداتهم في مقابل تنظيم المجال.

 

ولا يتردد محمد – رغم قصر تجربته في المجال – في التأكيد على أن هذا التنظيم سيكون مفيدا للجميع، عمالا، وملاك سفن، وجهات رسمية، معتبرا أن الفوضى الآن تؤثر على الجميع، لكن وقعها على العمال البسطاء أشد.

 

مخاطر بلا تغطية..

العامل اعل الشيخ تحدث عن مخاطر يتعرض لها العمال خلال عملهم، معتبرا أن مداخليهم قد تذهب سدى في حال التعرض لأي من هذه المخاطر.

 

وأكد اعل الشيخ أن من أقل المخاطر التي يتعرض لها مفرغو السفن الإصابة بأشواك السمك أثناء نقله من السفن إلى القوارب، أو من القوارب إلى السيارات، مردفا أن تعرض قبل يومين لإصابة بإحداها، وكان عائده من الرحلة لا يتجاوز 3 آلاف أوقية، في حين أن علاج الإصابة تطلب 6 آلاف أوقية.

 

ويرى اعل الشيخ أن تدخلا بسيطا من الجهات الحكومية يمكن أن يوفر الكثير من المزايا لهؤلاء العمال، معتبرا أن من بين المطالب الملحة توفير مركز للعلاجات في محيط الميناء، ومنح العمال ميزات تفضيلية فيه، فغالبيتهم فقراء، يعيشون من دون مدخرات، لأن مداخليهم بالكاد تغطي احتياجاتهم اليومية.

 

ومن بين الحلول التي يقترحها عمال التفريغ في ميناء الصيد التقليدي في نواذيبو إنجاز بطاقات خاصة بهم تخول لحاملها ممارسة هذه المهنة، وذلك على غرار مهن أخرى، وكذا إيجاد إطار يضبط المجال، ويحدد العلاقة بينهم والمشغلين المؤقتين، مشددين على أن ضبط هذه العلاقة سيكون في خدمة الجميع.

 

واعتبر العمال في أحاديثهم أن إيجاد هذه البطاقة سيحد ممن وصفهم بالدخلاء على المهنة، والمنافسين الذي يشكلون ضغطا يؤثر على أسعار الأعمال، سواء من العمال الأجانب، أو من موظفين في قطاعات حكومية يلجؤون في أوقات فراغهم لهذا المجال المفتوح.

 

يتحدث العمال عن سفن من جنسيات مختلفة، وصادف وجودنا في الميناء تفريغ سفينة قال العاملون في تفريغها إنها تركية، فيما غادر قارب آخر يحمل مواد غذائية باتجاه سفينة روسية أخرى تربض في عمق المياه الإقليمية الموريتانية.

 

غير بعيد من الشاطئ يملأ بعض العمال فراغهم بلعبة "ظامت" التقليدية في انتظار فرصة لا يدرون متى تلوح، وعائد لا يمكن تحديدها لأسباب كثيرة، وثروة طائلة حظهم منها جد محدود.