بعد ملاحظة ركوده لأسباب لا داعي لذكرها عين رئيس الجمهورية لجنة لتفعيل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية. فيما بعد وإثر عديد اللقاءات بهيئاته وأيام تشاورية تقرر فتح حملة انتساب يراد لها أن تكون دقيقة جدا.
الأوامر الصادرة تقضي بحضور الشخص المنتسب وتقديم بطاقة تعريفه الأصلية ودفع مبلغ 200 أوقية عن الفرد وهو معدل 10000عن الوحدة المتشكلة من 50 منتسب.
فإذا أردت أن تعلم ميزانية الانتساب فلاحظ الآتي:
- 200 أوقية عن المنتسب الواحد.
- 10000 عن الوحدة المكونة من 50 منتسبا.
- 100.000 أوقية عن مندوب المؤتمر من 10 وحدات.
وأما مندوب الاتحادية: فـ 250، والقسم: 200، والنساء والشباب: 500 للمؤتمر.
القائمون علي العملية يرفضون النيابة، لا بد عندهم من حضور المعني وفي سبيل ذلك يتعرضون لكثير من المحاولات للتخلي عن مبدإ الدقة، لا ندري أيصمدون أم لا؟
رئيس الجمهورية يريد الدقة وتجاوز الممارسات الماضية وهو أمر صعب لمتانة تعود أهل الحزب العتيق علي اللين في الحملات.
دخول المعارضة علي الخط:
المعارضون بدورهم خضعوا لطلبات الأقارب والأصدقاء فسجلوا في الحزب الذي يصدون عنه صدا في كل اقتراع إنهم بذلك يلعبون علي عقول الحزب الحاكم: متظاهرين أنهم مع وهم ضد.
غياب الشفافية وتكريس الضبابية في العمل الحزبي من أسباب ظهور الفساد واستشرائه فكلما زاد الفساد قلت الشفافية والعكس...
وكما أن مكافحة الفساد سارية في الدولة فينبغي أن تصل الحزب أيضا فهو أداة أساسية للحكم وإذا لم تسلم من الفساد تصيب عدواها كل القطاعات.
الحاجة إلى إدراج القسم للانتماء للحزب:
نظرا إلى صعوبة التمييز بين الحق والباطل في الانتساب للأحزاب وسعيا إلي الحد من انتماء غير المقتنعين، فمن الضروري العمل علي إيجاد آلية تعصم من الفوضى في الحزب كأن ندرج اليمين: "أقسم بالله العظيم أني أؤمن بمبادئ حزب الاتحاد وأهدافه، وبأن أكون خاضعاً لأنظمته، وطائعاً لأوامر قيادته، ومستعداً للدفاع عنه وعن رسالته في خدمة موريتانيا والله على ما أقول شهيد".
هذه اليمين أثرت في الحجاج وقد يكون لها صدي في الانتساب.
التنصيب المنتظر والخشية من طلوع المعارضين في الهيئات:
انه إذا استمر الوضع علي حاله فسيفرز عند التنصيب مسؤولي وحدات ومناديب منتمين إلي المعارضة أصلا وبإمكانهم فيما بعد وفي الوقت الذي يرونه مناسبا إحداث البلبلة.
وقد قضى الواقع بأن يتبارى سياسيو الاتحاد في تسجيل الممكن من الناس لا يهم أكانوا حزبيين حقا أم لا فالمهم هو التظاهر بأكبر عدد ممكن.
باب الرجاء مفتوح والأمل معقود:
لا يزال الرئيس يصر على الشفافية ويراقب الوضع عن قرب فبالشفافية تتم مناصرة المستضعفين وقيام أحزاب في مجتمع تضامني يعيش فيه أناس أحرار متساوون في الحقوق والواجبات وذلك من خلال تنمية الإنسان والتنمية لأجل الإنسان والتنمية بالإنسان.
المبادئ الثلاثة أعلاه تمثل الضمان الأمثل لمشاركة الجميع والحيلولة دون الأشكال غير المتمدنة في الحكم التي لا يكون للفرد فيها أي دور.
الخشية من زيادة فوق العادة في تعداد المنتسبين:
ثمة من يخشى أن تصبح أعداد المنتسبين أوفر بكثير من المصوتين في الاستحقاقات الماضية ما يعني أن خللا ما أصاب العملية وأفقدها المصداقية.
انتساب المعارضة للاتحاد:
إن انتساب أعداد غير يسيرة من المعارضة لحزب الاتحاد يدل على عدم اقتناع ببرامجها وعلى بساطة ودنو مستوى المنتسبين الذين لا يولون أي اعتبار للمواقف منطلقين من أنهم بإمكانهم التقلب في المواقف في كل مرة وأن الرأي العام تعود هذا التصرف ولم يعد يثيره.
لكن في المقابل: إذا فتحت أحزاب المعارضة الانتساب فهل تعاملهم الأغلبية بالمثل وتسجل في اللوائح أم أنها لن تقبل ازدواجية الانتماء الحزبي فلا ترد الجميل؟
إذا لم تفعل فقد لا تلاقي نفس التعامل في حال فتح حزب الاتحاد حملة جديدة واحتاج فاعلوه مساعدة الغير في إطار الصراع داخل الحزب نفسه.
موقف الحزب من وضع - بين بين -هذه ين خشي أ لي الجد.ت . نفعها ان كان فيها نفع هذاهذا هذا:
على الحزب والحال هكذا أن يصدر أوامر صارمة باتجاه عدم السماح بالألاعيب والفوضى داخله وأن لا يفتح باب الانتساب إلا للمنضوين فيه حقا فغير مقبول أن نسخر من أنفسنا ونترك الآخرين يسخرون منا أيضا، عليه أن يكون بالمرصاد لسياسة بين بين هذه وأن لا يسمح بها لأن إثمها أكبر من نفعها إن كان فيها نفع.
وإلى أن تتم عملية الانتساب والتنصيب فالذي على الجميع وعيه أننا أمام استحقاقات مهمة تتطلب اليقظة وحسن الاختيار.
أدام الله عافيته على الجميع...