الأخبار (كوبني) ـ عادت مدينة كوبني الواقعة على الحدود مع جمهورية مالي جنوبي ولاية الحوض الغربي إلى عزلتها إثر تهالك مقاطع واسعة من الطريق الذي يربطها بمدينة العيون عاصمة الولاية.
فبالإضافة إلى التشققات والحفر التي لا تكاد تختفي عن أعين سالكي الطريق، اختفت بالكامل مقاطع أخرى يصل طول بعضها إلى عدة كيلومترات متتابعة.
شكاوى الناقلين
لا يخفي الناقلون وسالكو طريق كوبني امتعاضهم من ما يصفونه معاناة شديدة يعانونها جراء الوضعية التي تمر بها الطريق منذ سنوات، قبل أن يؤدي بدء إصلاحها من طرف شركة ATTM إلى صعوبات جديدة جراء إزاحة بقايا الطريق.
تغره ولد المختار وهو أحد الناقلين على طريق كوبني يقول للأخبار إن التشققات والحفر واختفاء مقاطع من الطريق تؤدي إلى حوادث مميتة فضلا عن ما تسببه من خسائر مادية، داعيا الحكومة إلى العمل على إكمال عمليات الترميم في أسرع وقت وعلى أحسن ما يرام.
ويضيف ولد المختار أنه يقدر المقاطع المختفية والمتعطلة من الطريق بحدود 60 كلم من أصل حوالي 100 كلم هو طول الطريق الرابط بين كوبني والعيون، لافتا إلى آن الـ 40 كلم الباقية تعرف انتشارًا مكثفا للتشققات والحفر.
وأكد الناقل في حديثه للآخبار على أهمية الطريق باعتبارها دولية تربط بين موريتانيا ومالي ومنها إلى عدد من الدول الإفريقية الأخرى، منبّها إلى الترابط بين الشعبين الموريتاني والمالي وحاجة المنمين الموريتانيين إلى المراعي في مالي خلال فصل الصيف من كل عام.
آراء الفنيّين
ويواصل عمال فنيون من شركة التنظيف والأشغال والنقل والصيانة ATTM أشغالَ ترميم طريق كوبني، فيما تتمركز عدد من الآليات التابعة للشركة جنوبي مدينة العيون.
يقول حمود ولد أحمد، وهو أحد العاملين في مشروع ترميم طريق كوبني متحدثًا للأخبار، إن الحمولة الزائدة لدى الشاحنات المالية هي المتسبب الأول في تهالك هذا الطريق.
ويشير ولد أحمد إلى أن كل طريق يبنى على أساس معدل حمولة السيارات المتوقع أن تمر عبره، مؤكدا أنه ما لم تتخذ إجراءات للحد من تجاوز الحمولة العادية للشاحنات تبقى أعمال ترميم الطريق أمرًا عبثيًّا.
معايير دولية
وتولت كل من الشركة الوطنية لصيانة الطرق ENER وشركة النظافة والأشغال والنقل والصيانة ATTM المملوكة لشركة SNEM، ترميم طريق كوبني قبل أن تتولاه الأخيرة كاملا بعد تصفية ENER.
وبحسب المهندس محمد ولد أبو بكر فإن عملية الترميم الجديدة تتم وفق معايير دولية وذلك من خلال الآليات والمواد المستخدمة، إضافة إلى الرقابة الصارمة على الإنجاز.
وأوضح ولد أبو بكر متحدثا للأخبار أن المكتب الوطني لمراقبة الأشغال العمومية يتولى الرقابة على إنجاز طريق كوبني، حيث لا يسمح باستخدام أي مواد دون إجازة المكتب وموافقته.
وتوقع المهندس المشرف على أشغال الطريق اكتمال الأشغال قبل نهاية عام 2018 الجاري.