الأخبار (كوبني/ الحوض الغربي) ـ في وقت فضل العشرات من المنمّين الموريتانيين استباق الأحداث واتخاذ قرار الانتجاع مبكّرًا بالأراضي المالية، وبينما قعد ضيقُ ذات اليد بآخرين عن اتخاذ قرار مماثلٍ، هناك مَن علّمتهم التجربة أن الصمود بأرضهم قرارُ المرحلة.
فتجارب سنوات من الانتجاع داخل الأراضي المالية صاحبتها مشقة وتكاليف باهظة هزت القناعة لديهم بأفضليته، ورجّح بصيصُ الأمل في برنامج الدعم الحكومي الكفة لصالح قرار الصمود.
محمد ولد ابلال يتولى رعي أبقار بضواحي كوبني قرب الحدود مع جمهورية مالي، يقول إن أيام الانتجاع بمالي ولت إلى غير رجعة، مؤكدًا أنه لا يرغب في العودة إليها مجددًا للانتجاع.
ويجيب ولد ابلال على سؤال للأخبار حول أسباب قراره بالقول إن الانتجاع بمالي لا يغني عن شراء العلف، مشيرا إلى كثرة حالات ضياع الأبقار وسرقتها وما يصاحب ذلك من مشقة للرعاة.
من جهته شيخنا ولد معيوف منمّي قطيع من البقر قرب مدينة كوبنّي بولاية الحوض الغربي، يقول للأخبار إنه ليس ممن ينتجعون بمالي، حيث يشير إلى أن تجارب الانتجاع هناك التي اطلّع عليها غير مغرية.
ويضيف ولد معيوف متحدثا للأخبار أن حصة الـ 180 بقرة التي يرعاها لم تتجاوز 3 خنشات من العلف المقدم للمنمّين عبر برنامج الدعم الحكومي البالغة ميزانيته 41 مليار أوقية قديمة، ويؤكد أن الأبقار تستهلك أكثر من 5 خنشات من العلف يوميا.
أما أحمدَ ولد الشريف حماه الله فيؤكد أن الانتجاع بمالي غير مجدٍ بحسب تجربته كمنمّي أبقار خلال فترة طويلة، مشيرًا إلى أن الأعلاف المدعومة التي تتحدث الحكومة عنها عبر وسائل الإعلام لم تصل المنمّين.
ويبدي ولد الشريف حماه الله مخاوفه من مرض غير مشخّص نفقت بسببه فجأة عدة بقرات من قطيعه، لافتًا إلى أن المنمين تلقوا وعودًا من السلطات بتوفير مواد العلاج والوقاية إلا أنهم لم يحصلوا على هذه الأدوية حتى الآن.