الأخبار (نواكشوط) – وصف اتحاد المواقع الالكترونية في موريتانيا تراجع ترتيب البلاد في مؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود بأنه "إنذار واضح على وجود اختلالات قد تؤدى إلى تدمير المكتسبات التي حققتها بلادنا في السنوات الماضية"، وذلك "
واعتبر الاتحاد في بيان صادر عنه بمناسبة العيد الدولي للصحافة أن غياب معايير واضحة في توزيع صندوق الدعم الهزيل والبالغ 200 مليون أوقية، أدى "لتحويله إلى صدقات تمنحها لجنة الدعم، حسب المزاج، ودون اعتبار للمؤسسية، وهو ما أدى إلى ردات فعل قوية، كادت تقضى على ما تبقى من المشهد الإعلامي الذي يقف على حافة الانهيار، إن لم يكن قد انهار".
وتحدث الاتحاد عن تراجع "المؤسسية وبالتالي المهنية، فانهارت أغلب المؤسسات الصحفية نتيجة انعدام موارد رئيسية تضمن الاستمرارية، وأصبح التنافس في المواقع الالكترونية على الإثارة للحصول على موارد كأقل تقدير، بعد تلاشت الموارد العمومية".
وأضاف في توصيفه لواقع الإعلام الإلكتروني: "وللتمكن من الحصول على موارد أكثر فتحت مساحات في بعض وسائل "الإعلام" الالكتروني لمدح الأشخاص وقدحهم، مما أنتج مادة "صحفية هزيلة"، ورسم صورة سيئة عن القطاع والعاملين فيه.. فلم يعد لما يكتب من معني، ولا لـ"الصحفي" العامل من قدسية، ليختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين.. وكأن الحرية هي وحدها ما يحتاجه الإعلام للقيام برسالته المقدسة القائمة على حق الولوج للمعلومة وإيصالها للرأي العام، واحترام الخصوصيات الفردية، والفصل بين التحرير والإعلان..".
وأشار الاتحاد إلى أن هذه الذكرى الكبيرة على الصحافة الوطنية تمر "دون أن تثير أي انتباه رسمي، ودون الزخم الذي كثيرا ما لاقته ذكرى الثالث مايو في السنوات الماضية، فالأزمات الخانقة التي تعيشها المؤسسات الصحفية وانسداد الأفق أمام الصحفيين نتيجة التمييع، كلها عوامل أدت إلى موجة من الركود المهني ألقت بظلالها على كل شيء".
واستعرض اتحاد المواقع الإلكترونية توصيات "لم تطبق بعد"، مؤكدا أن السلطات الرسمية لا تخفي "امتعاضها من الحال الذي وصله الإعلام في موريتانيا ومن حالة التمزق التي يعاني منها، ورغم ذلك فقد ظلت توصيات الأيام التشاورية 11 – 12 – 13 - 14 يوليو 2016 ، حبرا على ورق".
ورأى الاتحاد أنه "رغم ما يعانيه القطاع، فقد ظل يلعب دورا بارزا في حق الولوج للمعلومة وتمكين المواطنين من الاطلاع على ما يدور، وإنجاز أعمال صحفية رائدة كان لها تأثيرها القوي في الرأي العام، وربما كانت أكثر جدية وعمقا لو أنها جاءت في وضع طبيعي".
ودعا الاتحاد الذي يرأسه الإعلامي محمد عالي عبادي السلطات العمومية إلى التعامل بجدية مع معاناة هذا القطاع، والمساعدة في البحث عن حلول لها، وتفعيل قانون الإشهار الذي تمت المصادقة عليه، والرجوع عن التعميم الذي يفرض على المؤسسات والهيئات العمومية منع وسائل الإعلام المستقل من الاستفادة من الإعلان والدعم العمومي.
كما طالبها بـ"البدء في تنفيذ توصيات الأيام التشاورية حول إصلاح قطاع الصحافة"، داعيا لـ" تفعيل الهابا التي لم يعد لها من دور سوى استنزاف موارد الدولة، دون أن يكون لها أي دور يذكر"، ودعا "الزملاء إلى احترام الميثاق المهني للاتحاد، والابتعاد عن ما يشوه المهنة الصحفية ويسلبها قدسيتها كسلطة رابعة"، مشددا على ضرورة "البحث عن معيار مهني وموضوعي، مجمع عليه، لتقييم وترتيب المؤسسات الإعلامية الإلكترونية، والابتعاد عن استغلال وسائل الإعلام للقضاء على روح الزمالة التي تعتبر مصدر القوة الوحيد لحماية المهنة الصحفية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- لقراءة نص البيان اضغطوا هنا