أقف في مفترق طرق لا أعرف أي الطرق تؤدي إلى نقطة الوصول التي بدأت السير في اتجاهها، فحين أفكر في الكتابة عن واقع مجتمع، أعتبر نفسي جزءا منه تفكيرا صريحا كاشفا جميع آلامه، تقف أمامي حواجز فقري المدقع وحاجتي الماسة في التغيير من حالتي الاقتصادية، والتي يبدو أنه لا طريق للتغيير منها إلا بالصمت أو الابتعاد عن الأضواء وتمجيد الواقع على الرغم من عدم الاقتناع به.
زد على ذلك مراقبتي لمن كان بالأمس يعيش نفس الظروف الاقتصادية التي أعيشها اليوم، أصبح يتمتع بوضع اقتصادي أفضل، بسبب ركوبه مع الفرق التي تُغني في أوقات الشدة وترقص دون أن تسمع أوتارا تُعزف ولا حتى أن تسمع قرع الطبول وابتعاده عن ذكر آلام المحرومين.
كل هذا جعلني صغيرا أمام ضغط المنافع الشخصية، لأجد نفسي مضطرا للسير في طريقهم، وإلا وجدت نفسي شخصا غير مألوف وحُكم علي بالتطرف أو بلغة المجتمع "الشخص المشؤوم".
صحيح أنه لكل فرد الحق في التعبير عن رأيه، فلست متمسكا برأيي بقدر ما أريد الإصغاء له على الأقل.
ففي المجتمعات الهشة يكون الإعلام آلة في يد المجتمع، يُوجهها إلى حيث يريد عكس المجتمعات المتعلمة والتي يُعتبر الإعلام هو الموجه لها، وهو الراشد والحافظ من مخاطر الانزواء تحت الضغوط الشخصية.
إخوتي الكرام إن ما يعيشه إعلامنا اليوم، من تمجيد لأفراد مُنحوا تسيير الشأن العام واختراع أزمات بين آخرين، لهو إعلان الفشل أمام المجتمع.
أما آن لكم أن ترفعوا اللثام عنكم، ليتضح للجميع أنكم وقعتم في الأسر، وأصبحتم سِهاما موجهة إلى الأصدقاء.
وفق الله قادة موريتانيا.