أصدقائي الأعزاء تؤسفني الإشارة إلى أن معاداة السامية في تفاعلكم على صفحتي تدعو نفسها إلى أسفي الشديد.
إن من المعروف أن هدفي كباحث موضوعي لا يعني أي التزام سياسي أو منافسة للذاكرة الجمعية، ناهيك عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومع ذلك، يشارك العديد من الأفارقة في هذا الموضوع، متجاهلين كل شيء عن نشأته إلى تعقيد تطوره الحالي.
إن الحقيقة هي أنه في هذه المنطقة من العالم، كان هناك فلسطينيون، قدموا من الشمال، وظهروا في المصادر المصرية خلال القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وقدموا على أنهم أعداء لمصر، وكانوا جزءا من "شعوب البحر".
وبعد مواجهاتهم مع المصريين، استقر هؤلاء الفلسطينيون على الشريط الساحلي لجنوب غرب أرض كنعان، أي في المنطقة الواقعة على طول البحر الأبيض المتوسط من قطاع غزة الحالي إلى يافا.
ويعود آخر ذكر للفلسطينيين إلى القرن الثاني قبل الميلاد في الكتاب الأول من "المكابيين"، وكانت لغتهم الهندية الأوروبية.
وفي الواقع ومن أجل استجلاء حقيقة أنتربولوجية وتاريخية، فإن اسم فلسطين مشتق من كلمة فلسطيني، وتعني بالعبرية الغازي.
وبعد ثورة اليهود ضد الرومان (تمرد بار كوخبا (132-136 ميلادي) ضد الإمبراطورية الرومانية، أطلق الإمبراطور هادريان على بلد اليهود اسم فلسطين، رغبة منه في معاقبة هؤلاء على الثأر ضده.
وبعد تقسيم الأمم المتحدة عام 1948، تخلى اليهود عن هذا الإسم، ليأخذوا الاسم الأصلي لإسرائيل "أرض إسرائيل" ويطلق عليها المسيحيون اسم الأرض المقدسة، وهو ما يقابل اسم أرض كنعان، وقد لعبت دورا محوريا في تاريخ اليهود، لدرجة أنهم كثيرا ما يطلقون عليه اسم "إيرتز" (أرض).
وهكذا وعلى الرغم من النفي والمذابح، كانت هناك حياة لليهود على أرض إسرائيل، وفي الأزمنة الغابرة غزا أرضهم الصليبيون، والعثمانيون والعرب... ولكن وعلى الرغم من نفي الكثير من شعبهم خلال القرون العشرة الأخيرة، كان اليهود ولا يزالون يشكلون أغلبية على أراضيهم.
وقد اضطهدوا في كل مكان وجدوا به، من "إيفان" حيث "الحل النهائي المشؤوم، الذي تفتقت عنه قرائح النازيين المريضة، وهو حركة بطيئة للغاية لعودة من هم في الشتات إلى أرض إسرائيل، وهو ما حدث بعد ذلك، وأصبح مهمة لدى كل من طرد من اليهود من إسبانيا عام 1492.
وستتسارع في أواخر القرن السابع عشر وبوضوح هذه الحركة مع ولادة الصهيونية في أواخر التاسع عشر.
لقد استعاد اليهود سيادتهم على أرض أجدادهم مع ولادة دولة إسرائيل في العام 1948، وهكذا فإن أي وجود غير يهودي آخر على هذه الأرض هو نتيجة للغزوات الأجنبية، لا سيما العربية منها.
ولعل تعقيد المشكلة يكمن في أن هؤلاء عادوا إلى بلدهم، لكن السكان غير اليهود عاشوا هناك أيضاً لمدة 13 قرنا، ثم إنه بالنظر إلى قانون الدم، فإنه كان ينحاز دائما إلى اليهود.
لكن وبموجب قانون الحوزة الترابية يستطيع الفلسطينيون أيضا المطالبة بالأرض، أو على الأقل بجزء منها، وقد أخذت الأمم المتحدة هذا في الحسبان خلال تقسيم البلاد في عام 1948.
وقد قبل بن غوريون والقادة الإسرائيليون ذلك بحسن نية، لكن الفلسطينيين الذين ساعدتهم دول عربية أخرى رفضوه، وفضلوا حل المشكلة عن طريق الدخول في أربعة حروب خسروها جميعا.
إن هذا التعقيد يفسر الصمت الأكثر إحراجا لكل الدول العربية المحيطة، فما الذي يفعله الأفارقة؟
أصدقائي الأعزاء لا ينبغي استخدام صفحتي على الفيسبوك للصراع حول هذا الموضوع، وسأحذف أي تدخل بشأن هذه المشكلة لأنه يعتبر خارج الموضوع.
نقلا عن صفحة صمبا تيام على الفيسبوك.
ترجمة وكالة الأخبار.