الأخبار (نواكشوط) ـ أثارت فصول الأزمة الغامبية والوساطة التي يقودها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في غامبيا، جدلا واسعا في موقع التواصل الاجتماعي: فيسبوك، بفعل تباين وجهات نظر عدد من المدونين اتجاه الأزمة والوساطة وعلاقة موريتانيا بمحيطها الأفريقي.
ففين حين أشاد مدونون بالوساطة الموريتانية لحل الأزمة الغامبية وما اعتبره البعض منهم مسعى موريتانيا لحفظ مصالحها الاستراتيجية بالمنطقة والحيلولة أمام انفراد السنغال بالتأثير في غامبيا، حذر آخرون من أن تخلق وساطة ولد عبد العزيز عداء مع السنغال التي تناصر الرئيس الغامبي المنتخب آدما بارو.
محمد احريمو الصحفي الموريتاني بقناة روسيا اليوم، علق على التدخل السنغالي في الأزمة الغامبية قائلا: "بارو منتخب، نعم، السنغال تدعمه حباً في الديموقراطية، لا ورب الكعبة".
واعتبر ولد احريمو، أن الرئيس الغامبي المنتخب آدما بارو "غامر بنفسه وبلده بالتنصيب في السنغال"، كما وصف الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي بأنه "ديكاتور أوصل غامبيا لكل هذا".
من جهته تساءل الصحفي سيد أحمد ولد التباخ: لماذا لم تتدخل السنغال في مالي حين قاد النقيب "صونغو" انقلابا على الرئيس المنتخب "توماني توري" رغم أن هذا الأخير لجأ مباشرة الى داكار ولم تعتبره رئيسا شرعيا؟؟!!.
ويضيف ولد التباخ: "السنغال تتدخل في غامبيا لهدفين: مصالحها الوطنية العليا أولا (وهذا حقها) وسلب موريتانيا ورقتها الرابحة أو بالأحرى خنجرها الغامبي المدسوس داخل الأحشاء السنغالية ثانيا..".
أما الإعلامي أحمدو ولد الوديعة، فقد اتهم من أسماهم "السلاليون"، بأنهم يسعون لفرض أزمة مع السنغال، قائلا: "حين يلتفتون شمالا يحدثونك عن العمق وحين ينظرون شرقا تسيل دموعهم من الشوق وحين يلتفتون جنوبا يستشعرون الخطر... حقا إنهم سلالة مدمرة".
ويضيف ولد الوديعة: "لا يكتفي السلاليون في هذا الفضاء بالتعلق بالدكتاتور المخلوع يحي جامي ولا ببيع أوهام "استراتيجيات" ولد الطايع ودبلوماسيات ولد عبد العزيز بل يودون الإضافة إلى كل ذلك فرض أزمة مع السنغال لأنها انحازت شعبا وجيشا لحق شعب جار في الخلاص من دكتاتور دجال.
ويوضح الصحفي أحمد ولد اباه، أن السنغال تدخلت في أزمة غامبيا ضمن مجموعة إيكواس وتحت غطاء أممي وبتفويض من مجلس الأمن الدولي وبطلب رسمي من رئيس دولة منتخب منع ظلمًا من مزاولة مهامه، وتدخلت لإعادة الشرعية الدستورية وليس لاحتلال بلد وهي تدرك أكثر من غيرها أنها المتضرر الأول من القلاقل في غامبيا، حسب تعبيره.
كما يعتبر أنه لا تمكن المزايدة على السنغال في الديمقراطية "فهو البلد الوحيد في غرب إفريقيا الذي لم يحدث فيه انقلابٌ عسكري ورئيسه منتخب بصفة ديمقراطية وفاز على مرشح كان في الحكم".
ويعلق الصحفي سيدي محمد بلعمش على السجال القائم إزاء الأزمة الغامبية والوساطة الموريتانية لحل هذه الأزمة: "موريتانيا لها رأي في غامبيا، في مالي.. في ما يجري بالمنطقة . أعتقد أن هذا الأمر مهم".