لقد تم إسْدَالُ السِّتار على ملف الترشحات البلدية والجهوية والنيابية، باختيار قوائم المترشحين الاتحاديين بصورة نهائية وقطعية، وهي مناسبة أتقدم فيها بالتهنئة لأخوتي وأخواتي على امتداد التراب الوطني الذين وقع عليهم الاختيار متمنياً لهم التوفيق والنجاح والفوز بالأغلبية المطلوبة التي يعمل حزبنا على تحقيقها.
كما أتمني للذين لم ينالوا التزكية هذه المرة فُرصاً أُخْرى داخِل حِزبنا، مُذكراً الجميع بأن إسناد المسؤولية ينبغي النظر إليه من زاوية أنه تكليف في المقام الأول قبل أن يكون حظوة أو تشريفاً وأن التناوب عليها هو من ضوابط الديمقراطية الحزبية، ومن مقتضيات العدل والإنصاف فَلَو كانت تدوم لغيرنا ما وصلت إلينا حتى"نُكَنْطِطَ" فيها كحق مكتسب يحرم الاعتداء عليه.
إننا كحزبيين ينبغي أن نعي جيداً أننا نجتاز مرحلة حاسمة ومفصلية من تاريخنا السياسي تتطلب كثيراً من النضج السياسي ودرجة عالية من اليقظة والحذر تفرض التسامي فوق الحسابات الضيقة والترفع عن الأنانيات الفردية لأنها مرحلة دقيقة ومعقدة يشتد فيها التنافس بين مشروعنا المجتمعي الواعد الذي أرسي أسسه وثوابته الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز وبين مشاريع التجزئة والحوصصة والعودة إلى الوراء وبالتالي فهي مرحلة لا يجوز التخاذل فيها ولا تقبل الميوعة في المواقف.
بل إن واجبنا الوطني والتزامنا الحزبي وإخلاصنا لبرنامجنا السياسي وارتباطنا بقيادته السياسية يملي علينا التعامل معها بالصدق والإخلاص حتى نرفع التحدي ونكسب رهان المعركة التي يظل زادنا وسلاحنا الأساسي فيها ما تراكم من إنجازات عملاقة شملت مناحي الحياة العامة في بلدنا طيلة العشرية الماضية وأداتنا الفعالة فيها هي صفوتنا الملتزمة والواعية في حزبنا والتي أدركت حجم التحديات وقررت النزول إلي الميدان في القرى والمدن والأرياف دفاعا عن مشروعنا المجتمعي وعن خياراتنا وبرنامجنا الانتخابي ومرشحينا على عموم التراب الوطني.
لقد دقت ساعة العمل إيذانا بفرز حتمي وحقيقي به نكون أو لا نكون، لا قدر الله، وَوُضِعنا على محك عملي وجُعِلنا أمام خيارين لا ثالث لهما، خيار الالتزام والنضال لنيل شرف الالتزام والانتماء والولاء الصَّادق والدخول في كُلِّ حساب وإثبات أن سلوكنا لا يتأثر بتغيير المواقع، أو ـ خِيَّار الميوعة والتخاذل والتمصلح والارتزاق والسقوط من كل حساب لنصبح بعد ذالك مجرد ثلة من الانتهازيين.
ستظل قناعتي راسخة بأن الغالبية الساحقة تتبني الخيار الأول وأن حزبنا سيخرج منتصراً في هذه الاستحقاقات ومن هذه المعركة بالذات لأنه حزب يرعاه وأسسه المقاوم الأول في هذا البلد الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز ويقوده شخص بحجم الأخ الأستاذ سيدي محمد ولد محم الذي أثْبَتَ الْواقِع الميداني مستوي كفاءته العالية ورمزيته النِّضالية كما أنه حزب زاخِرٌ بطاقاتٍ وكفاءاتٍ شابة تمتلك حيوية وديناميكية الشباب من الذين وجدوا في النظام الوطني القائم أملا جديداً أو متجدداً في مستقبل واعد لن يفرطوا فيه.
وأخيراً أدعو كل الغَيورين على مستقبل موريتانيا وأهلها للتصويت على لوائح حزبنا ضماناً لمواصلة نهج العطاء والنَّماء.