هل خمنتم من هو الفائز في الانتخابات القادمة؟ هل عرفتم نسبة فوزه ومن سيصوت له؟ وهل فكرتم في مسوغات حظوظه؟
لا أخالكم تحتاجون إلى كبير تفكير وما عهدتكم أهل تفكير في زمن الحملات التي لا بداية لها ولا نهاية.
الفائز في الانتخابات القادمة في شوطها الأول وفي الثاني هو مرشح "الأصوات اللاغية" فلن ينافسه أحد فعوامل نجاحه عديدة منها الأمية السياسية وتحول الديمقراطية إلى متتالية عددية فارغة.
بالله عليكم كيف يمكن أن تترشح 92 حزبا وأزيد من 35 ألف مترشح في بلد لا يتجاوز ناخبوه الحقيقيون والوهميون مليونا ونصف المليون نسمة؟
هل يعقل أن ترشح الهند بمليارها 21 حزبا فقط وترشح موريتانيا بملايينها الثلاث 92 حزبا؟
هل يعقل أن ترشح الولايات المتحدة بمئات ملايينها حزبين فقط وترشح بلاد المنكب البرزخي 92 حزبا؟
وهذه الـ92 حزبا تفرخ آلاف اللوائح العبثية التي لن تستطيع أية قوة في العالم تنظيم اقتراعها؟
فمن يتحمل كل هذه التكاليف؟ ما سيفعل المواطن الحائر المحبط المطحون بهموم العيش اليومي أمام "رولابات" الشعارات الفارغة التي تتضمن كل من يمشي على رجلين وكل من يمشي على بطنه وكل من يمشي على أربع .. من يعقل ومن لا يعقل.. تتضمن الحجر والشجر وكل شيء خلقه الله كيف يختار؟ وأين يؤشر؟ أيؤشر للديك المستورد أم للحمام أم للجراد المهاجر أم لسمك البلاقع وضفادع الصحراء؟ هل يصوت للعناكب أم للسحالي أم للهواتف والدراجات والمصابيح؟.
أغلب الظن أن معظم الموريتانيين سيظلون متفرجين على هذا السرك العبثي وأن نسبة كبيرة من المتوجهين إلى صناديق الاقتراع لن يوفقوا في القيام بتصويت سليم وستذهب أصواتهم غصبا عنهم لمرشح الأصوات اللاغية الذي يظل الفائز الأوفر حظا في هذا النوع من الانتخابات والذي يتوقع له أن يصبح حزب البلاد الأول في المرحلة القادمة إذا استمر هذا الهراء تعددي العبثي واستمر انهيار القيم وخلط الأوراق.