الأخبار (نواكشوط) – أكد الدبلوماسي الموريتاني والمبعوث الأممي السابق أحمد ولد عبد الله أنه "بغض النظر عن الأخطاء، وبفضل التقدم الذي أحرزه مواطني بلدي، لا يساورني شك في أن هذا البلد سيجد ذاته. وسيتصالح مع نفسه، ويعود للقيم الأخلاقية، التي تمقت الاستبعاد العرقي والاجتماعي، والغطرسة ونتيجتها الطبيعية الفساد".
وأكد ولد عبد الله في مقال كتبه بمناسبة ذكرى الاستقلال استعاد فيها بعض ذكرياته عن تخليد أول ذكرى للاستقلال أن "تقدير الماضي ليس بالضرورة دافعا للتشكيك في الحاضر، ولا في المستقبل"، مشددا على أنه "يجب علينا جميعا أن نتذكر أنه لا توجد نكبة في حياة الرجال أو الدول، وبأن القوانين الأخلاقية هي متطلبات لدى المجتمعات، لأنها تشكل جزءا أساسيا من تراثها غير المادي، وعلى هذا النحو، يجب الدفاع عنها من طرف الجميع، وخاصة القادة".
وأشار ولد عبد الله إلى أن يوم الاثنين 28 نوفمبر [1960] "بمدينة نواكشوط قيد البناء، كان يوما جميلا، بلا رمال... واستثنائيا كذلك، كانت تزينه أسماء المجتمع الموريتاني في ذلك الوقت، واستعراض القوات الوطنية "الجَمَّالة"، وحضور عديد المدعوين الأجانب، فقد كان حضورهم، يعبر عن دعم دولي لسيادة الدولة حديثة الميلاد".
وأشار إلى أنه كان "مع 3 أصدقاء بثانوية "فان فولانفوهن" "لامين غي" حاليا، بداكار، حيث كنا نحضر للبكالوريا، قدمت إلى نواكشوط كدليل لأحد الضيوف الرسميين، القادمين من الخارج"، واصفا الاحتفاء الأول لعيد الاستقلال بأنه تميز بـ"الاحتفال والحماسة، والاعتزاز".
وشدد ولد عبد الله على أن ذلك "الجو المتسم بالفرح، والرزانة، كما تستدعي الأخلاقيات في ذلك الوقت، والمفضل أن يتسم بالتواضع، واليقين من النجاح السريع للاستقلال السياسي والتنمية الاقتصادية"، مردفا أن "قناعة مشتركة ألهمت حماسنا، فالوزراء الرسميون، والنواب والإداريون يشعرون بالمسؤولية تجاه الحاضر والتحضير لمستقبل البلد".
ووصف ولد عبد الله الرئيس المختار ولد داداه بأنه كان "يرمز لهذه القناعة، كان متواضعا، ورديفا للاستقامة والصرامة، كما تعرف عنه ذلك بعض الأوساط".
وأردف ولد داداه: "وعلاوة على ذلك، فقد اتسم خلفاؤه الأوائل بطابع الصرامة، وكان العقداء المصطفى ولد محمد السالك، وأحمد ولد بوسيف، ومحمد خونة ولد هيداله، مثله بسطاء في تعليمهم الاجتماعي، وعلى المستوى المادي، يتسمون بدرجة كبيرة من الإنصاف".
وأضاف: "وبطبيعة الحال، تبقى بعض الأشياء القليلة ثابتة، تقلبات التاريخ تغير حياة الأمم والرجال، وموريتانيا ليست استثناء فالقيم والرموز الاجتماعية تتحرك كطموحات القادة في بلدانهم، لكن القاعدة التاريخية أبدية".
ولفت ولد عبد الله إلى أنه "اليوم، وفي عام 2018 ، تعطلت الأولويات الوطنية، أصبحت اختصارات بسيطة لأولئك الذين يخدمون بثقة في النفس في المجال العام".
واعتبر ولد عبد الله أنه "بناء وتوطيد الاقتصاد الوطني، وطموح سنوات الاستقلال، لم يعد يقف إلى جانب رغبات بعض القيادات، على الرغم من أن الموريتانيين يقولون إن "التقدير والجشع لا يمكن الجمع بينهما".

.gif)
.gif)













.png)