ليس غريبا أن يفخر أنصار نظام "محمد ولد عبد العزيز" بنجاحه الباهر على المستوى الدبلوماسي، واهتمامه الواضح بشؤون الموريتانيين في الخارج، ونجدته للجاليات خلال الأزمات والأحداث، وتدخلاته المشهودة بشأن أفراد من شعبه تعرضوا لمحن عصيبة فتقاذفهم الضياع بعيدا، إلى أن جاء الخلاص من أعلى الهرم في البلاد تدفعه الوطنية والإنسانية والإخلاص…
وكيف ننسى - تمثيلا لا حصرا - تدخل الرئيس شخصيا عام 2011 من أجل الإفراج عن الصحفي الموريتاني "أحمد فال ولد الدين" الذي كان معتقلا في السجون الليبية ضمن طاقم يتبع لقناة الجزيرة القطرية، وعاد الرئيس من العاصمة الليبية طرابلس إلى عاصمة بلاده نواكشوط بفرحة عارمة وحشود تستقبله وقد اصطحب معه مواطنه، بعد أيام مريرة من محنتي السجن والاغتراب.
وظلت الدبلوماسية الموريتانية منذ استلام "ولد عبد العزيز" مقاليد الأمور سائرة عبر مسار تصاعدي ذهبي، ستحفظه صفحات التاريخ للرجل ونظامه؛
ففي هذه العشرية بدأ المسار الدبلوماسي ممانعا ينسج خصوصيته المستقلة وقراره الحر بمراجعة العلاقات التي تربطه بالدول والمنظمات العالمية والإقليمية، فخالف، ووافق، وسار، وتوقف… مسندا كل ذلك إلى المصالح العليا للبلد وسيادته، حتى شبَّت القرارات عن طوق التبعية العمياء، وعادت العجلة لمسارها الصحيح؛ فقدنا القمم الكبرى، ونظمناها في بلادنا لأول مرة، وتزعمنا قارتنا السمراء فسعينا للسلم، ورسمنا خارطته شرقا وغربا، وحفظنا دماء كثيرة كادت تجرف دولا بأكملها نحو الدمار والتشرذم.
وهانحن في يومنا نحصد الثمار تباعا، في ظل المسيرة الدبلوماسية الخضراء، ونتفيأ ظلال النجاحات المتوالية، التي ربطتنا بالعلاقات الدولية حتى صار لبلادنا ذكر وشكر في الشرق والغرب.
ولنا ــ أسرة الصحفي إسحاق ولد المختار وزملاءه ــ أن نتمنى من فخامة الرئيس قبيل زيارته المرتقبة للجمهورية العربية السورية أن يكون ملف إسحاق ولد المختار على رأس اهتماماته ولقاءاته الثنائية هناك، وأن يسعى بكل الوسائل المتاحة لإعادة مواطنه الذي يعيش عامه الخامس في تلك الأراضي البعيدة عن وطنه مختفيا سجينا لدى التنظيمات والجماعات الموجودة في تلك البلاد، متفائلين بإمكانية ذلك، ومستحضرين كل هذه الأدوار الدبلوماسية البارزة الملهمة؛ ورجاؤنا أن تعم الفرحة صدور كل الموريتانيين الذين يضرعون - مشكورين - لتفريج كرب والدة إسحاق وعودته سالما إلى وطنه.