"هذه ليلتي" و "ليلة الأفكار في مواجهة الحاضر" حديث "القلب" و"العقل" في رئاسيات 2019 (الليلة الأولى 31 يناير 2019)
"ليلة الأفكار" Nuit des idées هي التقليد السنوي الذي قادت مبادرته مجموعة من مفكري وأدباء ومثقفي وفناني فرنسا، ويقضي باعتماد مساء 31 يناير من كل سنة ليلة للأفكار، سعيا إلى إعادة مكانة الفكر في عالم مشحون بالأزمات والكوارث والحروب، على نحو لم يعد يترك مجالا للمسافة المطلوبة للفكر والتأمل كموجهات للممارسة، وكطرف قادر على الاقتراح. ولا غرو ففرنسا - وإن كانت مستعمرنا السابق - هي بلد "الأنوار" وبلد "الثورة الفرنسية". وقد تم اختيار موضوع "الأفكار في مواجهة الحاضر" عنوانا لنسخة 2019 من هذه التظاهرة العالمية. وتنظم هذه الليلة فعاليات مخلدة عبر القارات. وتضم لائحة الدول المشمولة هذه السنة المغرب وتونس والعديد من الدول الإفريقية، منها في حدود علمي السنغال وساحل العاج ومالي وبنين.
ولو كنت في نواكشوط هذا المساء - ولو استقبلت من أمري ما استدبرت - لفرضت على مجموعة الزملاء الذين شاركوني المبادرة العفوية في تأبين الراحل محمد عابد الجابري غداة رحيله، وهي المبادرة التي تحولت من تحرك حالم نظم على عجل خلال 48 ساعة، إلى حدث ثقافي من الوزن المعتبر، بفضل تعاون أصدقائنا في كلية الآداب بجامعة نواكشوط والتغطية التي قامت بها "الجزيرة مباشر" ومشاركة السفارة المغربية - لفرضت على "تلك الشلة" - تنظيم حدث ما ولو رمزي يعيد للأفكار مكانتها في البلاد، ويقدم دليلا على أن "استقالة العقل" في بلاد "الإمام الحضرمي" و"الشيخ محمد المامي" وأضرابهم ليست بلا استثناء.
كما يثبت أن ذلك "الحزب – الحلم": "حزب العلم في موريتانيا" له أنصار فعليون. وهو الحزب الذي بشر به الدكتور عبد الودود ولد الشيخ في مقدمة العدد الأول من "مجلة الوسيط"، مجلة المعهد الموريتاني للبحث العلمي، أيام كان مديرا لهذه المؤسسة. وذلك حتى وإن كنت أعرف الناس بأن الحلم المذكور لم يعد يظهر في لائحة الخيارات في أحلامنا، وأن المعهد والبحث العلمي والجامعة تفتقد اليوم صاحب ذلك الحلم وكاتب تلك الافتتاحية، "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر". مد الله له في العمر، لكنه لم يستطع الصمود في بلاد تحكم بالجوع على من يريدون العيش بالثقافة - ذلك ما قاله لي عام 2000 في مقابلة أجريتها معه - وبالطبع تعرفون أنه من أولئك الذين لا يمكنهم العيش من مصدر آخر غير الفكر العلمي الحر.
لعل هذا الاستطراد حول "الإمام الحضرمي" و"الشيخ محمد المامي" ثم "عبد الودود ولد الشيخ"، يكون قليلا مما كان يتوجب القيام به - في ليلة 31 يناير "ليلة الأفكار" - من استعادة ذكرى بعض تلك البدور التي نشرت "أنوارا" في سمائنا، في لحظة يوقد فيها العالم أنوار الأفكار، في "عاصمة الأنوار" وعبر القارات، بينما تمر بنا نحن نياما بلا سهرة تأمل واحدة. لكننا هنا سنبادر إلى ما هو أكثر استعجالا بهذا الخصوص وهو "مواجهة الحاضر" بالفكر، عرض "حديث العقل" حول رئاسيات 2019.
وفيما يخص"هذه ليلتي" فهي معروفة لديكم، إنها واحدة من ثمار لقاءات القمة العديدة بين كوكب الشرق "أم كلثوم" والأستاذ "محمد عبد الوهاب"، في هذه الحالة صحبة الشاعر اللبناني الكبير "جورج جرداق". وأنا على يقين أنكم ستطرحون مباشرة السؤال: "ليلة الأفكار" و"تحديات الحاضر" في موعدها، فما مناسبة هذه الأغنية العاطفية"؟ وإذا كانت التحديات السياسية جساما فبماذا يمكن أن تساهم القلوب والعواطف؟
أعترف أنني أحد المحبين القدامى للاستماع للراحلة الكبيرة. وأنا بالطبع على اطلاع بالفتوى الخاصة بتحريم السماع عند الجمهور من فقهاء الظاهر. لكن القليل من العلم الذي وصل "العبد الفقير إلى رحمة ربه" أفاده أن تلك الفتوى هي كلام رجال لا تسنده سوى أحاديث آحاد ضعيفة أو موضوعة، وأنها لم تكن يوما مما "جرى عليه العمل" في تاريخ المجتمعات الإسلامية. لكنني "أبوح" لكم بأن حبال الوصل بيني وبينها قد تقطعت منذ زمان، قبل أن أجد نفسي البارحة أستمتع بأغنيتها "هذه ليلتي"، التي كنت في الأصل أفضل عليها "رباعيات الخيام" أو "الألب يعشأ كل جميل" أو "فكروني".
لماذا ندندن هذا المساء مع "أم كلثوم":
هل في ليلتي خيال الندامى والنواسي عانق الخياما...
التفسير سهل، فنحن نعيش ككل الموريتانيين اليوم عيدا وجوا احتفاليا نادرا من نوعه في تاريخنا الحديث. وهو احتفال بنكهة خاصة، فيها شيء من عصير أو "زريق" - حتى لا أقول خمرا - "نواسي" "خيامي" يعرفه بالتأكيد ذلك التونسي صاحب "هرمنا في انتظار هذه اللحظة الحاسمة". إننا منذ أزيد من السنة في قبضة "جماعة إرهابية" تتبادل الأدوار لإرهابنا وتحذيرنا من الحلم وتحريمه علينا. مجموعة يصدق فيهم قوله تعالى: {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}. وفي كل مرة يخرج فيها رئيس الجمهورية بتصريح يثلج الصدر حول مستقبل البلاد وتواصل مسارها التنموي واستقرار مسلسلها الديمقراطي وحماية دستورها، يمطرنا تجار اليأس والقنوط هؤلاء بحمم من الوعود السوداوية، ويقوم عرافوهم بالتصديق على ذلك، وإعداد سيناريوهات تحضيرنا نفسيا للقبول بالمواطنة في بلد متجمد النمو، يعيش حالة من تسيير الأزمات بصفة مزمنة.
لقد جعلونا نعيش "على الأعصاب" كما يقال، يتبادلنا الخوف والرجاء، قبل أن يبادروا أخيرا - بعد أن ضاق الوقت على سيناريوهاتهم الظلامية وسنحت لهم سانحة غياب الرئيس في سفر خارجي - إلى الشروع في تنفيذ سيناريو "الضربة القاضية" على أحلام الموريتانيين. هنا وقعت حالة مشابهة لتلك التي وصفها القرآن: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر}. لقد وزعوأ أوراقا على البرلمانيين للتوقيع على تعديل المواد الخاصة بالمأمورية، موهمين نواب الأغلبية بأن تلك رغبة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وكاد أباطرة "عقيدة الجبر والقدر والظلام" يجعلوننا نستسلم للقنوط ونظن {بالله غير الحق ظن الجاهلية}.
لكن الرئيس لم يمهلهم ولم ينتظر العودة إلى أرض الوطن، بل رد عليهم بذلك "البيان الرئاسي التاريخي" - الذي يستحق أن يكتب بماء الذهب - معلنا أنه لا يريد تغيير الدستور الذي يتحمل مسؤولية الدفاع عنه، وآمرا بالوقف الفوري لهذه المحاولة الانقلابية ضد الدستور. إن قوة الفرح عندنا بـ"هذه الليلة" إنما تنبع من المستوى العالي من الرعب الذي كنا نعيشه في ظل كابوس المحاولة اليائسة لإدخال الرئيس والجمهورية في نفق مظلم. هذا الرئيس الذي تتاح له اليوم فرصة انفتاح أكثر آفاق الزمان والمكان فساحة، وما يتبع ذلك من فتح أبواب العالم والمستقبل له ولأفراد أسرته دون أية قيود، بممرات مفروشة بالسجاد الأحمر أينما حل وارتحل، يريدون له أن يكون رهينة محاصرة بين ظهرانيهم، خادما لرغباتهم ومصالحهم الخاصة، على حساب مصلحته وسمعته، وعلى حساب بلده وأهله.
وقد عم الفرح والاحتفال جميع الموريتانيين، بمجرد بث البيان الرئاسي المعلن لنهاية المغامرة الإرهابية ضد الدستور. أنظر مثلا كيف أن قلم "منى منت الدي"- أحد أكثر الأقلام المعارضة معارضة وإيلاما - لم يستطع إلا أن يعلن تحقق النصر للمعارضة، مطالبا بالعبور نحو مرحلة جديدة من التعاطي الإيجابي مع النظام، وفتح المجال للقبول بالخسارة المحتملة في المنافسة الانتخابية معه. أنظر مثلا كيف يخاطب الكاتب المعارض - صاحب القلم الرصين - "محمد الأمين ولد الفاضل" مرشح الأغلبية بسطور، تقرأ بينها اعترافا مسبقا بالنصر الانتخابي للرجل، يطالبه فيها بالاعتراف للمعارضة بدورها في إيصاله إلى السلطة بجهودها في مقاومة التعديل الدستوري.
ذلك شأن الاحتفال عندهم في المعارضة فهل تنتظرون منا نحن أبناء "الأغلبية الدستورية" "الاقتصاد" في التصفيق والاحتفال. أعني هنا "الأغلبية" مجتمعة، إذ أن "الأغلبية غير الدستورية" قد تبخرت كالشبح أو الروح الشرير، بمجرد أن تلونا عليها الفاتحة والمعوذتين وقرأنا عليها "البيان الرئاسي الذهبي".
لكن بعض فلول "الجماعة الإرهابية" من أعداء الحلم تابعت محاولاتها وسيناريوهاتها الظلامية، لتركز هذه المرة على "النواة الصلبة لحلمنا"، على محاولة إطفاء الشمس، والتنقيب لها عن بدائل لا وجود لها. هنا بادرهم الرئيس بالـ"ضربة القاضية" صبيحة الثامن والعشرين يناير، وأشار لهم بالأصبع إلى جهة الشمس. ولم يمهلهم حتى يتعافوا من الجرح، بل عاودهم اليوم بعد اجتماع الحكومة، قائلا لهم "إنه هو مرشحنا لانتخابات 2019، تعرفوا عليه، إذا كنتم لم تعرفوه بعد".
لقد قطعت عهدا على نفسي أن أقدم للقراء الحديث السياسي في ثوب مختلف وبنكهة أدبية، على أن يكون ظل "شهرزاد" رفيقنا طيلة ليالينا، ليحلو السمر. ولا شيء يحرم علي أن أزيدكم على "ألف ليلة وليلة". وفي هذا السياق، تذكرني قصة الرئيس في مجلس الوزراء مع هؤلاء الذين لا يريدون رؤية الشمس في رابعة النهار، بقصة "الفرزدق" مع "هشام ابن الحكم"، يوم رأى الأخير الناس تفسح الطريق في زحام الحج لـ"زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب" فقال مستنكرا: من هذا؟ فرد الفرزدق بميميته المشهورة، التي يقول فيها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم
وليس قولك من هذا بضائره *** العرب تعرف من أنكرت والعجم
و قبل أن أنهي بوحي ومناجاتي لكم حول هذه الأغنية التي طلبتها من "اليوتيب" وهو الذي حل محل برنامج "ما يطلبه المستمعون"، أفيدكم بأن ثمة سببا آخر - قد يكون الأهم - يتعلق ببيت القصيدة الذي هو عندي بيت القصيد، حيث يقول الشاعر:
و"حديث في القلب" إن لم نقله *** أوشك "الصمت" حولنا أن يقوله
كلمتان في البيت تستوقفاننا: "حديث القلب" و"الصمت"...
"حديث القلب"، ومعه كل "أفعال القلوب" تتجه إلى أن تصبح كبريتا أحمر في الميدان العام وفي الميدان العام السياسي على وجه الخصوص. شيئا فشيئا أخذت السياسة تقطع مع المثل والعواطف، وبدأ يحتجب في الأفق مبتعدا ذلك الزمن الجميل حيث كانت السياسة رومانسية ومثالية، وكانت "القضية" "حورية بارعة الجمال" في شعر "نزار قباني"، "بلقيس" أحد أسمائها. وكانت فيه "أم كلثوم" تلهب الجماهير العربية منشدة: "أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم".
ويحاول أعداء المثل و"أعداء العواطف الصادقة"، و"المفكرون نصف تفكير" أن يصطادوا هنا في المياه العكرة ليقولوا لك: ذلك عصر الإيديولوجيات ونحن دخلنا عصر "نهاية الإيديولوجيات" أو عصر ما بعد الإيديولوجيات. لا بد من التحذير مما في هذه الأطروحة من مغالطة تقفز على حقيقة أن تلك الإيديولوجيات إنما انتهت يوم طحنت الإنسان وقطعت مع المثل التي ألهمتها. دعك من ذلك فهو ميدان أنا من فرسانه المستعدين للنزال "فهل من مبارز". لقد كتبنا في الصحافة الوطنية في السنوات ما بين 1990 و2000 ما يتجاوز 300 صفحة من الحجم المتوسط حول نهاية الإيديولوجيات الكبرى، وليس المقام مناسبا الآن.
قد يكون من الصحيح أن السياسة تحتاج قدرا عاليا من العملية والبرغماتية، لكن هذا الإنسان الذي كرمه الله وكرمته المثل الحقوقية الحديثة لا يمكنه أن يعيش بلا أخلاق ولا قلب ولا عواطف، إلا إذا تحول إلى حيوان أو قرر أن يمارس - أكرمكم الله - العهر علنا، أو نجح في الوصول إلى مبتغاه - لا قدر الله - استثمار أولئك الذين يريدون لنا أن نتحول إلى مجتمع آلي يحكمه الذباب الالكتروني.
"كفاية" من هذه الممارسة السياسية التي تخلو من "حديث القلب". وينطلق فيها اللسان متحررا من كل قيود المنطق والأخلاق، في حالة أشبه ما تكون بحالة جماعة "السفسطائيين" من مجموعة "غورجياس" و"بروتاغوراس" التي نشطت في ظل حكم "الثلاثين طاغية" في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، حتى تدخل أفلاطون ليؤسس الفلسفة والسياسة باعتبارها مشروعا لا يمكن بناؤه إلا على أنقاض السفسطة. كفاية من "حديث اللسان" وهذه التسونامي من الأمواج البليونية من كلمات التصفيق اللفظي التي لا يصاحبها صدق قلبي ولا قناعة فكرية، وهي في الغالب بدون انعكاس عملي على حياة المعنيين بالحكم والسياسة.
أتساءل عما إذا كان يجوز التقدم بفرضية حول ما يمكن اعتباره "قانون الندرة" الذي يحكم العلاقة بين الوفرة في الكلمات والخطابات والتوسع في "حديث اللسان" من جهة، وبين ما في الصدر والإرادة من توجه وصدق، وما يتوقع من تجسيد وانعكاس عملي معيش لما في الخطاب السياسي والإداري؟ ألا يمكن القول في ضوء "قانون الندرة" و"قانون الاقتصاد في الكلام" هذا، أن الوفرة في الخطاب مؤشر على قلة في الإنجاز وعدم دقة وهلامية في تحديد المسار العملي المستهدف، وذلك حتى لا نقول رغبة مبيتة في التلاعب بالمحكومين والمتعاملين المعنيين بالمرافق والخدمات العامة؟ أليست الكثرة هناك تعويضا "قبليا" أو "بعديا" للقلة المتوقعة أو الملموسة هنا؟
إن معادلة "القلة" و"الكثرة" في "الصمت" و"الكلام" هذه، هي السؤال واللغز الأكبر الذي يواجه المراقبين والأطراف المعنية في رئاسيات 2019 التي تم إعلان محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني المرشح الأوفر حظا لنيل ثقة الموريتانيين فيها. وكم أشعر في أحيان كثيرة بالشفقة على هؤلاء الصحفيين والسياسيين والعامة الذين لا يحسنون قراءة أو سماع شيء آخر سوى الكلام، عندما يصطدمون "بالندرة" غير المسبوقة في الخطابات المنسوبة لهذا الرجل، الذي يستعد في شهور قليلة ليكون الرقم الأول في حياة الموريتانيين.
"ولد الغزواني" رجل أحيل إلى التقاعد، بعد عقود من العمل في الجيش وفي الحكم صامتا. رجل أدار البلاد بصمت طيلة فترة استشفاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز في باريس، تاركا الكلام والواجهة لرئيس البرلمان والوزير الأول. أدار في صمت مع صديقه الرئيس محمد ولد عبد العزيز انقلابين ناجحين. مرشح للرئاسة لم يعلن هو شخصيا عن ترشحه، ولم يصدر عنه في الموضوع إلا حديث يتركب من 9 كلمات لصحيفة Jeune Afrique التي انتهزت فرصة وجوده في باريس فوجهت إليه السؤال حول ترشحه المعلن في نواكشوط، ليرد قائلا: "الرئيس تحدث بالفعل مع بعض الأشخاص في هذا الموضوع".
إذا كان "جورج جرداق" و"أم كلثوم" و"محمد عبد الوهاب"، ومن على شاكلتهم من ذوي الحاسة السادسة، لا يجدون مشكلة في قراءة "الصمت" والاستماع ل"حديث القلب":
"وحديث في القلب إن لم نقله *** أوشك الصمت حولنا أن يقوله"
فأنا أعتقد أن لسان حال هذا الرجل وإنهاءه للخدمة في صمت، وصمته في مواجهة كل الاستفزازات من أطراف في الأغلبية كما في المعارضة - ممن ليس ثمة مبرر لهجومهم عليه - وصمته في مواجهة الذين يلمزونه بمرشح العسكر، ويعلنون معارضتهم لحقه في الترشح باعتباره خطرا على الديمقراطية، بينما يعرف الكل أنه أنهى خدمته في الجيش بشرف، وتقاعد وفقا للقانون وأصبح مواطنا مدنيا، ووزيرا عاديا للدفاع ككل الوزراء - هذا الصمت - أقرا فيه حلما جميلا لموريتانيا في أفق 2030، وأسمع فيه خطابا واعدا بالكثير مما يستحق صاحبه أن يجرب.
و"هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح"
يتواصل أسبوعيا بإذن الله.