ظل ابن ياسين أهداني مآثره
فهل تلاقيك في الصحرا سرائره
إذ لا يزال بأختام مــــــــــــغلقة
خلف الظلام وإن لاحت بشائره
أبقى الخراب على أنواره حجــــبا
من فرطها الزهر قد ماتت نواضره
تبكي على ظلها المسلوب بهجته
فيرسل القلب شكوى لا تغادره
ينساب في خلسة خلف الفناء بلا
نبض ليعلم أني لا أسايره
فيلهث الهمس في البيداء مغتربا
يرجو المتاب فما تجدي معاذره
يزاور الروح عن لقياه في غضب
إذ لم ير النصر تتلوه مآثـــره
ولم ير البوح في الأزهار منفتقا
يرقى إلى وصله العلياء سامره
فتنمحي عنه آهات الجراح ولا
يبقى من الحزن ما أبدت أسارره
يسائل الشعرَ عن قيثارة عبثت
بها يد التيه إذ سارت قواطره
هل عاد في أفق الصحراء مرتبع
يعروه وبل به ازدانت أزاهره
ظل ابن ياسين هل للأمس مرتجع
فيسكن الفيء من خوف يخامره
ما كان يرقب إلا أنة زفرت
من بين أشلاء من جذت أواصره
يرجو إياب السرور الدهر مرتهنا
بقيد ذل طغت يوما أساطره