ما إن اعلن الفريق محمد ولد الغزواني ترشحه، وغربلَ "المتمخزنون" خطابه وفهموا ما تضمنه من رسائل أبانت عن رؤية شاملة تعيد الأمور إلى نصابها، وتكشف الاختلالات البنيوية التي تخبط فيها البلد خلال عشرية زميله، حتى اتضح لهم أن الرجل بات خطرا داهما على مصالحهم وربما سيضع حدا لنفوذهم من أول يوم.
الجميع يدرك أن غزواني فرض فرضا على رأس النظام وعلى حزبه وبرلمانييه، وكل من يدور في فلكه من أحزاب وشخصيات اعتبارية ووجهاء، لكن المفاجئة كانت في حجم الإرتياح الذي تلقف به الشارع خطاب الرجل والأمل الذي تولد لدى كل الموريتانيين بانبزاغ فجر جديد يعيد البلاد إلى سكة المصالحة والعيش المشترك بعيدا عن عشرية الخوف والتوجس من فتنة أينعت، ومجتمع أصبحت مكوناته كلها تلعن بعضها وأخذ منها اليأس ما أخذ..
ولأن ولد الغزواني - وإن كان جزءا من نظام ولد عبد العزيز - إلا أنه نجح في الخروج من غير ملاحظات تذكر.. لم تتسمى (بنوك ولا عمارات) باسمه، ولم يتدخل في نزاعات ولا مواجهات مع أحد، والأهم من كل ذلك أنه لم يَذكر أحدا بسوء طيلة تلك السنين.. بل كانت لمساته واضحة على المصالح التي تولى تسييرها.
بحثوا للرجل عن ما يضره، إشاعات.. تسريبات.. لكن دون جدوى، إلى أن أهتدوا إلى محاولة نعته بظل الرئيس عزيز والمؤتمر بأمره قصد تنفير الناس طبعاً، وراحوا يلصقون صورهم كلما أتيحت لهم فرصة..
فبأي معنى يصرّ البعض على أن تكون صورة غزواني المترشح إلى جانب صورة عزيز المنصرف؟!..
وأي مغزى لذكر إنجازات عزيز في تظاهرة يفترض أنها داعمة للمترشح غزواني؟، وكأن الرجل لن يخرج بأي حال من جلباب عزيز؟!
إن خبث هؤلاء وتماهيهم في إهانة المواطنين والاستخفاف بإرادة الشعب ككل، يعكس بأن البلد ما زالت تتحكم فيه أيادي عبثت بحاضره وتريد أن تواصل نفس الشيء مع مستقبله، وهي نفسها الأيادي التي أدخلتنا في دوامة من الكراهية والجوع والتفّت على مقدرات بلدنا وخيراته ولن تألوا جهدا في أن تأتي على ما تبقى، أو أن تتركنا للضياع..!