الأخبار (نواكشوط) ـ قال القيادي بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الخليل ولد الطيب إن لجنة إصلاح الحزب "فشلت فشلا ذريعا في التحضير لمؤتمر كنا نعقد عليه آمالا كبيرة، وانتظرنا فيه انتخاب وفرز قيادة منتخبة بالطرق الديمقراطية".
وانتقد ولد الطيب في مقابلة مع الأخبار ما أسماها "عملية الانتساب المليوني الذي كان مسخرة كبيرة"، واصفا مخرجات المؤتمر الأخير للحزب بأنها جعلته و"كأنه يعيش أزمة".
وشدد ولد الطيب على أن العمل السياسي "فن كبير يحتاج للخبرة وللحنكة ويتطلب تجربة وممارسة وقدرة على الإقناع"، مشيرا إلى غياب التعاطي السياسي "منذ أن تم إبعاد وإقصاء المكتب التنفيذي وتضييق الخناق على الرئيس الأخ الأستاذ سيدي محمد ولد محم".
وقال ولد الطيب إن ما أسماه فشل الحوار مع المترشح الرئاسي بيرام الداه اعبيد، يعود لعدة عوامل من بينها "ضبابية أهدافه، ونقص التجربة السياسية عند من أداروا هذا الحوار".
وأضاف ولد الطيب أن رئيس لجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدنا عالي ولد محمد خونا "ورط نفسه توريطا لا لزوم له، وكان عليه أن يستخدم رصيده الأخلاقي لإجراء حوار عام مع بقية المترشحين ومع الأحزاب الداعمة لهم".
وإليكم نص المقابلة كاملة:
الأخبار: بوصفكم قياديا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، كنت قد انتقدتم لجنة تسيير الحزب في برنامج تلفزيوني، ما هي مبررات هذا الانتقاد؟
الخليل ولد الطيب: ما تعتبرونه نقدا للجنة تسيير الحزب يجب النظر إليه في سياقه الذي ورد فيه، فقد كان مجرد رد على سؤال وجهته إلى القناة البرلمانية يتعلق بفشل الحوار الذي أجرته لجنة التسيير مع المترشح النائب بيرام الداه اعبيد، فأرجعت هذ الفشل لعدة عوامل منها ضبابية أهدافه ونقص التجربة السياسية عند من أداروا هذا الحوار، وقلت إن العمل السياسي فن كبير يحتاج للخبرة وللحنكة ويتطلب تجربة وممارسة وقدرة على الإقناع.
وإن رئيس لجنة تسيير الحزب سيدنا عالي ولد محمد خونا الذي حاول بسلوكه الرزين التوصل في اللحظات الأخيرة الاتفاق مع بيرام ورط نفسه توريطا لا لزوم له، وكان عليه أن يستخدم رصيده الأخلاقي لإجراء حوار عام مع بقية المترشحين ومع الأحزاب الداعمة لهم.
الأخبار: لجنة إصلاح الحزب أعلنت أنه سيكون حزبا ديمقراطيا وستتنافس لوائح مترشحة على الفوز بقيادته، كما سيكون له مجلس رئاسي. وفي مؤتمر الحزب الماضي كانت هناك لجنة معينة دون أي انتخاب. هل أنتم راضون عن مستوى التعاطي الديمقراطي في الحزب؟
الخليل ولد الطيب: نحن في تقييمنا الداخلي نقر بأن لجنة إصلاح الحزب أخفقت في عملها الذي أسند إليها حين فشلت في عملية الانتساب المليوني الذي كان مسخرة كبيرة، كما فشلت فشلا ذريعا في التحضير لمؤتمر كنا نعقد عليه آمالا كبيرة وانتظرنا فيه انتخاب وفرز قيادة منتخبة بالطرق الديمقراطية تكون قادرة على مواكبة ومواجهة التحديات فإذا به يتمخض عن مجرد لجنة سميت لجنة التسيير فجعلت الحزب وكأنه يعيش أزمة.
أما الشطر الثاني من السؤال المتعلق بمستوى تعاطي الحزب فهذ التعاطي قد غاب منذ أن تم إبعاد وإقصاء المكتب التنفيذي وتضييق الخناق على الرئيس الأخ الأستاذ سيدي محمد ولد محم.
الأخبار: نائب رئيس البرلمان بيجل ولد هميد قال إن من سيحدده الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لقيادة الحزب هو من سيفوز، هل توافق ولد هميد في هذا الرأي؟ ومن تراه الأصلح لرئاسة الحزب الحاكم؟
الخليل ولد الطيب: لا أخفي احترامي وتقديري للأخ الرئيس بيجل ولد هميد الذي له كامل الحق في التعبير عن رأيه أو موقفه الذي لا يلزم غيره.
أما أنا فإنني أرى وأجزم بأن رئيس الحزب سيكون ذلك الإنسان الذي سيحصل على أكثرية المؤتمرين ومن سيحظى بتزكية ومباركة الأخ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي اختاره الشعب الموريتاني وائتمنه على قيادة سفينة الوطن للوصول بها بأمان إلى شاطئ النجاة.
الأصلح من وجهة نظري لرئاسة الحزب فو كل من تتوفر فيه معايير القيادة كالمصداقية والكفاءة والنزاهة الفكرية والسمعة الأخلاقية والصدق والتجربة والخبرة والوطنية والجاذبية والحبكة السياسية ومن يمتلك نظرة شاملة لقضايا الوطن.
كما أرى أن الذين يتوهمون أو يطرحون أو يفترضون أو يدعون لثنائية القيادة في البلد فإنما هم واهمون وأغبياء لأن تجارب الشعوب وحقائق التاريخ السياسي في العالم تفضح مثل هذا التصور ولنا في تجارب الأحزاب العقائدية خير مثال حي، كما أن الذين يتصورون أو يدعون أو يسعون لإعلان قطيعة مع العشرية الماضية أو التنكر لها إنما هم مثاليون وغير واقعيين.
فالرئيس الأخ محمد ولد الشيخ الغزواني تربطه أكثر من علاقة بأخيه وصديق دربه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي يجب أن يحترمه ويكرمه لكل هذه الاعتبارات وكرئيس سابق لموريتانيا أنجز الكثير وأخفق في الكثير، نجح في مجالات عدة وفشل في أخرى وهذه طبيعة العمل البشري مثل فشله في التعاطي مع أصحاب الرأي والسياسيين عامة.
الأخبار: البعض يرى أن الرئيس الجديد محمد ولد الغزواني لم يتشاور مع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ولا مع أحزاب الأغلبية التي دعمته في تشكيل الحكومة، هل من تعليق لكم؟
الخليل ولد الطيب: لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي حدوث تشاور مع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وأحزب الأغلبية التي دعمت الرئيس حول تشكيل الحكومة، وإن صح أن التشاور لم يحصل فإن غالبية أعضاء الحكومة هم من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مع تمثيل لأحد أهم أحزاب الأغلبية وأكثرها حيوية وديناميكية، فقد وفق الأخ الرئيس في اختيار الوزير الأول وفي أسلوب اختيار أعضاء الحكومة الذي كان اختيارا مزدوجا بين الكفاءة والتمثيل فعكست خريطتنا الوطنية بشكل يجعلني أسجل هنا احترامي له لاعتبارات ذاتية وموضوعية.
الأخبار: في مقال سابق طالبتم بإعادة العلاقة الدبلوماسية مع دولة قطر وبالعفو عن رجال أعمال يوجدون بالخارج، هل لا زلتم تحتفظون بنفس الطلب للرئيس الجديد؟ ولماذا؟
الخليل ولد الطيب: كل ما يصدر عني من موقف فهو يشكل قناعة شخصية، فدعوتي للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى إلغاء مذكرتي التوقيف الصادرتين في حق كل من الأخوين محمد ولد بوعماتو والأخ المصطفى ولد الامام الشافعي، كانت رغبة مني في أن يتوج نهاية مأموريته بمصالحة تسهم في ترتيب بيتنا الداخلي مثل دعوتي لافتتاح مركز تكزين العلماء بشكل يسمح للعلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو بالعودة ومزاولة نشاطه العلمي بشكل الدعوي وهي دعوة تظل قائمة.
خاصة أن محمد ولد بوعماتو والمصطفى ولد الإمام الشافعي لم يرتكبا أي جرم في حق البلد، إن قضيتهما مع الرئيس السابق الأخ محمد ولد عبد العزيز هي قضية شخصية لا علاقة لها بأمن البلد ولا سيادته.
وبخصوص المصطفى فقد بذلت جهودا كبيرة مع محمد ولد عبد العزيز لتسوية مشكلته وقد راودني أمل في وقت معين بتسويتها قبل أن يتعقد الأمر إثر محاولة اختطافه في دكار فتوقفت عن تلك المساعي وأعلنت فشلها الذي يعلم به بعض من هم في قمة الهرم الان.
أما قطع العلاقات مع دولة قطر الشقييقة فهو خطأ جسيم أتمنى أن يتم تصحيحه بما يخدم مصلحة بلدنا وأمتنا.
الأخبار: لو استشاركم الرئيس ولد الغزواني، فما هي أولويات المرحلة الراهنة؟
الخليل ولد الطيب: أولويات المرحلة الراهنة قد تم تحديدها في البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس، وقناعتي تظل قائمة بقدرته على تنفيذها ـ بنفس الدرجة ـ بقدرته على إدارة ملف التعامل مع الأحزاب السياسية التي دعمته أغلبية ومعارضة لأنه رئيس الجميع.
وهي مناسبة أدعو الجميع إلي التعاطي معه بشكل جاد وجدي وإلي إعطائه فرصة حتى يرتب أمور البلد وملفاته الكبرى.
الأخبار: شكرا جزيلا لكم.