لا شك أن اللجنة التي شكلتها الوزارة الأولى، لإجراء لقاءات مع إدارات وطواقم مؤسسات الإعلام العمومي، لفتة دقيقة في محلها علما بما يعانيه هذا الإعلام من جمود على لغة "الخشب" ومن بعد عن القيام بالواجب العظيم بمهنية ومصاحبة التحولات التي من المفروض أنها تحصل في البلد وإبراز كل أوجهها، حيث أن هذه اللجنة، التي يرأسها الإعلامي المعروف والديبلوماسي المخضرم الذي أبعد عمدا عن دوره، تهدف إلى:
· نقاش واقع كل مؤسسة مع إدارتها وطواقمها،
· اقتراح خطوط عريضة للتحرير وللإنتاج الإعلامي يواكب التطورات الحاصلة، ويحترم المعايير التحريرية والمهنية للإعلام.
جدير بالذكر أن هذا الإعلام العمومي في أمس الحاجة إلى تنقية شاملة من تيارات بداخله تسد الطريق بكل الوسائل المرفوضة أمام القدرات والطاقات الحقيقية بداخله وتهمشها لأحد سببين:
- الأول: أنها لا تملك ظهيرا في تضاريسه التي تشكلت مسالكها بمفاهيم انتقائية لتحقيق مآرب معلومة لا صلة لها بالإعلام المهني،
- الثاني: بأنها لا تساوم في قيم المهنة العالية وارتباطهم الوثيق باحترام مواثيق شرفها ومسطرة أخلاقياتها العالية المتعارف والمعمول بها،
وتبشر هذه الخطوة الإيجابية بأن الإعلام العمومي "المحوري" في حراك البلد سيأخذ منعطفا جديدا يسير معه إلى آفاق تعد بالتصحيح الشامل والتحول المنشود الذي ستكون حتما "سمتاه":
- الأولى هي إنصاف المقيدين فيه عن العطاء المهني البناء من أصحاب القدرات الهائلة والالتزام بأخلاقيات المهنة،
- والثانية متمثلة من التخلص من السلبيين غير المهنيين "المعطلين" لدوره المحوري على مستوى الهرم وفي الوسط وعند القاعدة.
لفتة سيكون لها بالغ الأثر في مصاحبة المرحلة الجديدة التي تحمل آمال الشعب العريضة في التحول الإيجابي الذي يبشر بهد من العدالة والرفاه والبناء والتوازن للباد والإنسان.