1. الواقع:
واقع اللغة العربية مدعاة للغرابة والقلق، والحزن.
إنه من المفارقات الغريبة، أن يضعف أداء اللغة العربية، لغة الوحي والتنزيل، هاته اللغة التي تردد آياتها على ألسنة أكثر من مليار من البشر خمس مرات كل يوم، لغة الإعجاز والذكر المحفوظ، وبلاغة من أوتي جوامع الكلم وأفصح من نطق بالضاد. إنها اللغة التي تحتمي بخلود القرءان، ومما امتازت به أننا نقرأ اليوم بها ما يقول أعراب الصحراء قبل عشرين قرنا، وهو ما يزال غضاً طريا.
وهي أيضا لغة خطاب الإسلام الذي أصل قواعد التشريع، وفصل فروعه وحصل ثماره في أحكامه البينة وحكمه البالغة.
وقد ظلت طيلة قرون مرآة حضارة تنافست فيها العلوم والآداب والفنون، فنهج الشعراء بسحرها، والكتاب ببيانتها وبديعها، والعلماء بسعتها، ودقة تعبيرها. سارت مع تطور الفكر وهيأت النمو المطرد ففتحت أبواب النحت والانشقاق وزاوجت بين الحقيقة والمزاج ونقلت من أخواتها كل ما وافق صيغتها وأوزانها.
وها نحن اليوم، نرى دورها يتقلص ويتناقص، وتلهث وراءه المصطلحات العلمية فلا تبلغ منها إلا النزر اليسير. وتهجر في بيتها، وتقطع أوصال أدبها وتكسر جنباتها فوق الكراسي والمنابر وتتهم بالعجز والتخلف والقصور.
أ. الأسباب والعوامل:
فما هي أسباب هذا الوضع؟ إننا لم نتعود النظر إلى مشاكلنا وجهاً لوجه، وأن نلقي باللائمة على الغير فيما نعانيه. ولقد كان الاستعمار أول من نوجه إليه أصابع الاتهام، والحجج والأدلة لا تعوز في هذا المقام. فالاستعمار الغربي هو الذي فرض نظم التعليم الفاشلة ونجح في ترسيخ منهاجه وطرقه في التفكير واستطاع أن يجعل من لغته وسائل التخاطب الشائعة وسبل امتلاك العلوم العصرية، في فترة حكمه المباشر وأحكم الرباط بين مواطن النفوذ والعمل، وبين الولاء للغته وثقافته. وبعد حكمه المباشر ترك التقاليد التي رسخت في العقول فاستحكمت المنهجية والتفكير، والتقويم والأداء. فإذا كان الاستعمار من الأسباب الخارجية المؤثرة في الداخل فإن العوامل الداخلية كان لها أيضا الأثر الواضح في هذا الواقع المحزن ونذكر منها:
إخفاق النظم التربوية في إحلال الفصحى محل اللغة الأولى في الخطاب العادي والعملي، وإغلاق العامية دونها البيوت إذ طاردتها في المدرسة وشدت اللغة الأجنبية عليها الخناق في الجامعة وتركزت الجهود في تضخيم مشاكل كتابتها.
- اللغات العامية:
إنها البنات التي تضار بوالدتهن، فالعاميات لا يكتفين بمزاحمة الفصحى في البيت والحياة، بل يضايقنها في الميدان الذي ينبغي أن يكون من اختصاصها. كالآداب والفنون وها هي العاميات تقتحم مجال الشعر، والرواية والمسرح وتكاد تحتكر كلمات الأغاني ونرى في كل هذا تطاولا وحيفاً على اللغة العربية.
غير أن الأخطر من هذا كله، أن أناساَ اتخذوا العامية مطية لمكافحة الفصحى، ومنذ وقتِ غير قصير برزت دعوات مشبوهة، تنادي بالنهوض في لهجات كل قطر، وتدوين قواعدها وكتابتها وتعليمها، ورافقت هذه الدعوة إنشاء مراكز متخصصة في الجامعات الأوربية وصدور عدة كتب مدرسية لتعليمها.
وقادة هذه الحملة معروفون فكان من بينهم "وكولكوس وبيتا" في مصر، و "ماسنيون" في سورية، ولقد لقوا آذانا صاغية من بعض أعلام الفكر العربي.
ومشكلة ازدواجية الفصحى والعامية ما زالت اليوم من قضايا التعريب الشائكة، تحتاج دراسة منهجية تحكمهما ضوابط التوجيه والتنسيق.
وإذا كان من المألوف أن تكون في كل لغة عدة مستويات في الأداء والاستعمال، لغة التخاطب عند العامة، لا يطلب منها أن في مستوى لغة الأدباء والكتاب، غير أن المشكل يكمن في استقلالية كل لهجة ومحاولة قطعها عن اللغة الأم، بينما التوجيه الصحيح يقتضي العمل على ربط الصلة بينهما، وذلك في برفع مستوى اللهجات وتقبل تبسيط الفصحى حتى تكون مفهومة من العامة.
ج. اللغات الأجنبية:
لقد فرضت في ميادين العلوم العصرية، ومجالات البحوث والدراسات المتخصصة، والمراجع الموسوعية الحديثة، وغرزت الطبقات العليا في المجتمع العربي، حاملة معها ما يلزم من منهج وسلوك.
فصارت وكأنها المثل الأعلى في الخطاب والإبداع والإنتاج الفكري. ومن أهم ما تحتفظ بع شدة العناية بسلامتها بالتعبير بها وكل هذا على حساب اللغة العربية بما فيها العامية.
د. مشكل الكتابة:
لا جدال في وجود بعض الصعوبات التي تعترض قارئ اللغة العربية إذا لم يكن المقروء مضبوط الشكل. ويريد خصوم الفصحى تضخيم هذه المشكلة لهوى في نفوسهم. فيطلقون الشعار القائل: إن اللغات العادية تقرأ لتفهم وإن العربية تفهم لتقرأ.
والحقيقة أن عملية الفهم والقراءة الصحيحة لا تنفصل في أي لغة، والفهم يتوقف على مستوى من المعرفة يتناول ألفاظ النص ومعانيه كلما تمكن القارئ من اللغة سهل عليه فك رموز الكتابة والتغلب على غوامضها. ولعل خير مثال في ذلك أن القراء الأقدمين لم يواجههم أي مشكل في قراءة المصاحف التي عربت من النقط والشكل واحتاج من جاء بعدهم إلى الإعجام، والضبط ليتمكن من القراءة الصحيحة.
وللكتابة في اللغة العربية تاريخ أدبي حافل، تطور إلى فن رائع، اشتهرت أقلامه وفرسانه، والأمر هنا يقتضي:
أولا: عدم قطع الصلة بين القديم والحديث في فن الكتابة وضوابطها.
ثانيا: السعي إلى توحيد الخطوط بين أقطار دول العربية.
ثالثا: تحديد ضوابط الإملاء وتعميمها في المدارس العربية.
2. آليات العلاج:
إن علينا اليوم أن نشد دعائم لغتنا، وأن نحرك طاقاتها الكامنة، حتى تتبوأ مقعدها بين لغات عالم لا يرحم الضعيف ولا يترك مكانا للمستكين.
وسوف نقتصر في هذا الحديث على أربع من هذه الدعائم:
1. المدرسة من الروض إلى الجامعة
2. الإعلام العربي
3. الجامعات والهيئات المتخصصة.
4. الإدارة السياسية
1. الدعاية التربوية
لقد رأينا أنه من عوامل ضعف آداء لغتنا، فشل النظم التربوية التي لم تع ضرورة تحصيل الملكة اللغوية، ولم تفلح في استعمال الوسائل الملائمة من التمكن اللغوي التام.
وتحصيل الملكة اللغوية لا بد أن يمر بمرحلتين، وهما:
1. التلقين الفطري.
2. تنمية التعليم اللغوي
- مرحلة التلقين: مرحلة التلقين أساسية في منطلق التكوين، وهي لا تعني تعليماً بالمعنى التقليدي، وإنها هي عملية غرس وإيحاء، فالأم لا تعلم طفلها اللغة، وإنما تحاوره، ويسمع منها فيفهم دون شرح أو تفسير، ويحاكي ما تقول مع المدة، تنطبع أصول اللغة في ذهنه، ويصل إلى ما يسمى بالسليقة، حيث تستقر ملكته في الحديث العفوي المخزون في فكره دون تكلف أو شعور، وتنمو مواهبه عن طريق الحس اللغوي الطبيعي في التعبير تلقائيا عن أحاسيسه.
وبما أن اللغة العربية لم تعد لغة الأم، فإن على المعلم في السنوات الأولى من المدرسة أن يقوم مقام الأم في عملية التقلين الفطري. عملية تستعيد في منهجها، تدريس القواعد النحوية والصرفية، وشرح الكلام بالكلام، وإنما قوامها الصبر على المحادثة البسيطة، والعناية بتسجيل المعاني والألفاظ في ذاكرة التلميذ، وحمله على تثبيتها واستعادتها بصيغ مختلفة.
وقد يكون مقياس الوصول إلى مستوى السليقة حينما نلاحظ رغبة الطفل بالحديث دون طلب أو استشارة، لأنه يشعر حينئذ أن هذه اللغة هي لغته هو.
ب. مرحلة تنمية التعليم اللغوي:
إنها عملية تستمر مدى الحياة، وفيها على التلميذ، والمتعلم والطالب والأستاذ، مواصلة الرحلة مع لغته عبر مراحل الحياة، وتنوع المشاغل.
3. الدعاية الإعلامية:
إننا بقدر ما نلوم الصحافة العربية على ما تمارسه من التساهل في الأداء وفي الاقتراض والترجمة الحرفية من اللغات الأجنبية، بقدر ما نعترف لها بدورها البالغ في نشر العربية وتبسيطها وإيصالها للجماهير، ذلك أن الإعلام العربي، المقروء والمسموع والمنظور يساهم بصفة مؤثرة في نقل الوقائع اليومية ومعالجة القضايا الراهنة بلغة عربية ومقبولة، فاستطاع بذلك تضييق الهوة بين اللهجات العامية، وبين الفصحى وهو مما يساعد على إشاعتها وترسيخها.
وفي المحيط العام للإعلام العربي، لا بد من الإشارة إلى جوانبه الثقافية والفنية، التي تصدر عنها الأفلام والمسلسلات الواسعة الانتشار، ومن الملاحظ أن جلها كتب باللهجات العامية. وقد رأينا ما في ذلك من مس بتوحيد اللغة بين الأقطار العربية.
وقد يصعب الوقوف أمام هذه الظاهرة دون القيام بحملة إقناع قوية تستدعي على وسائل تشجيعية، مثل تخصيص جوائر تشجيعية للأعمال الفنية، التي تكتب بلغة فصيحة ومبسطة، ومفهومة من قبل الجماهير العربية في كل قطر منها.
فالمطلوب، أن يعي هذا الإعلام دوره وأن يقدر مسؤوليته الثقافية، بالحد والاجتهاد في تحسين أساليبه اللغوية، وبلورة نموذج يجمع بين البساطة في التعبير واحترام القواعد الأساسية.
ولابد من تضافر جهود الدوائر الحكومية المسؤولة عن الإعلام الرسمي، مع فعاليات الإعلام الخاص الذي أصبح مجاله يستع يوماََ بعد يوم.
4. الدعاية المجمعية:
يتوفر العالم العربي اليوم على اثنتي عشرة مؤسسة مجمعية متنوعة الأهداف والأنشطة، إذ منها ما يهتم ببحوث الحضارة وقضايا التشريع، ومنها ما يركز على قضايا الدراسات المعاصرة، غير أنها جميعا تهتم باللغة العربية.
ونغتنم هذه الفرصة للتنويه المستحق بمجمع اللغة العربية في دمشق الذي نعتز بوجودنا في رحابه، وإن تراثه الحفل ونشاطه المتجدد أكبر شاهد على ما لهذا البلد العريق من صدق الإيمان بمقومات الثقافة العربية، ومن إخلاص في العهد رفع شؤون الحضارة الإسلامية.
كما يشمل هذا التنويه مجامع بغداد وعمان ومجمع القاهرة الذي يتميز بنشاطه الثقافي والمجتمعي البارز ما يضطلع به من مهام خطيرة في وضع المصطلحات العلمية وإضفاء الشرعية اللغوية على الألفاظ والأساليب الجديدة إثراء للغتنا.
ومما لا شك فيه أن إثراء اللغة وتسهيلها يدعو إلى تقبل الصيغ التي لا تخرج عن دائرة الأوزان العربية، ولم لم يكن استعمالا شائعا في العهود الأولى. فإننا نلاحظ بعض المتشددين ينكرون جمع النية على «نوايا» ويدعون إلى الاقتصار على «النيات» ومنهم من يعد خطئا أن تقول «أعاني من كذا» لأن فعل المعاناة يستعمل دول «من»، وقد قيل:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلى من يعانيها
وقد بلغ الأمر ببعض المتشددين أن ينكروا بعض الصيغ الصحيحة نذكر منها من يخطئ قول «الأماني» احتجاجا بقراءة {ليس بأمانيك ولا أماني أهل الكتاب}.
وهذا غير معتبر لأن «الأماني» بدون تشديد قراءة أبي جعفر عن استعمال المدني وهو من شيوخ الإمام نافع.
وأعترف شخصيا لأنني ما زال في نفسي شيء من كثر استعمال «التواجد» وأن هذا الأمر «يطال» الجميع.
ولكن أعتقد أن يثبت و «يطال» كل الألسنة.
غير أن الذي أرى من الصعب تحمله، هي الألفاظ التي عبرت بصورة مزعجة وبأوزان ناشزة مثل: السيناريوهات، والمكانيزمات، وكذلك الاستراتيجيات، فلكل من هذه المدلولات عبارات فصيحى.
فالسيناريو، هو الخطة، أو التصور، والمكانيزمات هي الأجهزة، والاستراتيجيات هي الغايات إلخ..
ومما ينبغي الانتباه إليه، أن استعمال عربية فصيحة سليمة من اللحن نقية من الشوائب لا تعني المبالغة في التشدد والبحث عن الأخطاء الشائعة أو لحن الخواص.
فاللغة يجب أن تكون سهلة تتجنب حوشي وغريبه، وأن لا يظهر حتى في إعرابها أمارات التكلف والتشديد.
فالبراعة تتجلى في صفاء اللغة وقربها مما وصفه البحتري بقوله :
حزن مستعمل الكلام اختيارا *** وتجنبن ظلمة التعقيد
وركبن الألفاظ القريب فأدركن *** به غاية المراد البعيد
قد يكون هذا المثال الأعلى والسهل الممتنع، ولكن الغاية النهائية في اللغة هي حسن التعبير وسهولة الإفهام.
ومما يساعد في تحقيق الأهداف المتوخاة أن هذه المجامع انضوت تحت لواء «اتحاد المجامع» الذي نعلق عليه كبير الآمال في إعطاء دفع جديد في سبيل تقدم حضارة أمتنا.
ورجاؤنا أن يكون هذا الاتحاد السلطة الأكاديمية والأدبية لمعالجة قضايا اللغة، وأن يمد الجسور إلى العالم التربوي عن طريق الكتب المدرسية، وإلى العموم عن طريق الإعلام.
ذلك أن أعمال المؤسسات الأكاديمية والهيئات الثقافية العربية، بقيت في محابس الرفوف فلم تصل إلى المدرسة، ولم تشق طريقها إلى وسائل الإعلام التي تعرف الآن تطورا هائلا من حيث تقدم التقنيات، ووفرة الإقبال، ولما له من تأثير في مستقبل التكوين الثقافي.
5. الدعاية السياسية
إن على قادة الأمة العربية والمسؤولين في دولها على كل المستويات، حماية لغتهم القومية، التي هي جزء لا يتجزأ من كيانهم، وهويتهم وسيادتهم، فهي الأساس لمقومات هويتهم ودينهم وكرامتهم.
فعليهم رعاية جميع الفعاليات التي استحضرناها في مجال التربية والإعلام والأنشطة الأكاديمية والثقافية.
فمن حقهم، ومن الواجب عليهم حماية لغتهم بسلطة القانون، وباتخاذ جميع الإجراءات المناسبة ليعيدوا لها مكانتها في العلم والحياة، ولا عيب أن يأخذوا المثال من الدول الغربية التي تركز كل جهودها في تنمية لغاتها، فنظٌمها استعمال اللغات الأجنبية في الأماكن العمومية أو في الوثائق الرسمية، كما أنها أسست هيئات متخصصة تتمتع بإمكانات هائلة لنشر لغاتها وتحصينها، فالفرانكفونية مثلا صارت مؤسسة شبه عالمية، لها اجتماعاتها على مستوى القمة، ووزارة الخارجية، وميزانيتها الضخمة، ومهمتها الوحيدة هي الحفاظ على اللغة الفرنسية، وأنشأت كذلك عدة هيئات فرعية في ميدان التعاون الثقافي والعملي والفني. وجهود المعهد البريطاني ومعهد «غوته» الألماني معروفة كذلك، وبالمقارنة فإن جهود الدول العربية وهيئاتها المتخصصة ما زالت بعيدة عن المستوى المطلوب من حيث الإمكانات والأداء.
كما أننا نلاحظ عند القادة الغربيين أنهم يحرصون حرصا قويا على احترام لغاتهم في استعمالاتهم الخاصة، إذ لن تجد أبدا من بين هؤلاء المسؤولين من لا يجيد لغته ويستحيل عليه أن يتفوه بجملة واحدة لا تراعى فيها قواعد اللغة الدقيقة، بل إنهم أكثر من ذلك، يتنافسون في إظهار المقدرة والبراعة في التعبير بلغة أنيقة في جميع المناسبات، ويبذلون في سبيل ذلك جهودا بالغة. وقد يكونون محل ازدراء وسخرية لاذعة إذ سمحوا لأنفسهم باستعمال لهجاتهم الإقليمية في خطاباتهم العمومية والشعبية.
ولقد كانت هذه الظاهرة معروفة في القرون الأولى من أمثلتها ما يروى أن عبيد الله بن زياد قال يوما لجنوده «افتحوا سيوفكم» وهو يريد منهم أن يجردوها. وضحك منه الناس وسخر منه ابن مفرغ بقوله:
ويوم فتحت سيفك من بعيد *** أضعت وكل أمرك للضياع
ومما يؤثر من هذا النوع شدة إعجاب الأصمعي بفصاحة الإمام الشافعي، وتعجبه من تفوه الإمام مالك بما يخالف قواعد إعراب اللغة.
ونحن نقلد الغرب في كثير من عاداته، فليتنا في هذا الميدان اتخذناه مثالا في الاعتزاز باللغة القومية، وحمايتها وتنميتها وتطورها، وعممنا القوانين في الدول العربية، وأعطينا لهيئاتنا الثقافية، سواء القطرية منها والمشتركة، الوسائل الكافية للنهوض باللغة العربية، وقد يكون من الضروري إنشاء مجلس أعلى للغة العربية، يرسم الخطط للنهوض بمستوى اللغة حتى تكتمل مكانتها العلمية والأدبية، في الأقطار العربية، وتقوم بوظيفتها الثقافية في البلدان الإسلامية.
ومن المهمات التي على المجلس الاضطلاع بها تقديم الوسائل الكفيلة بتنفيذ الخطط والتنسيق بين المؤسسات المختصة التي يعهد إليها بتنفيذها.
والله ولي التوفيق.