أثار افتتاح النسخة الـ9 من مهرجان المدن القديمة، والثالثة من نوعها في مدينة شنقيط، والأولي في عهد الرئيس ولد الغزواني، جملة من الملاحظات العابرة:
1. كان حضور الثقافة ضعيفا ومحتشما رغم أنها هي عنوان المهرجان وماهيته حيث غاب الفن الموريتاني الأصيل، كما اختفى الفلكلور الشعبي، وغاب حتى المديح النبوي الذي هو لون فني موريتاني صرف يناسب الشعار الذي يرفعه المهرجان حول تخليد عيد المولد النبوي الشريف.
2. كان حضور الزعيم أحمد ولد داداه الحدث الأبرز في المهرجان، وقد حظي باهتمام رسمي وإعلامي كبير مما جعل السياسة تسرق الأضواء من الثقافة الباهتة، وكاد يؤثر على طبيعة التظاهرة بعد أن علا الحديث عن الإجماع، وعن وحدة الصف السياسي على الأصوات الثقافية المبحوحة.
3. فشلت الوزارة المعنية في إقناع عدد كبير من رموز النخبة الثقافية الموريتانية بالحضور، الأمر الذي أثر سلبا على صورة المهرجان وسبب حالة فوضى بروتوكولية عارمة داخل المنصة الرسمية سمحت لشخصيات لا تمتلك أي صفة باحتلال المقاعد الأمامية قرب الرئيس.
4. كانت مشاركات بعض الفرق الفنية الغربية (من فرنسا وإسبانيا) نشازا شكل خروجا غير مبرر على الظرفين الزماني والمكاني للمهرجان.
5. ضعف التغطية الإعلامية خاصة بعد الأزمة التي نشبت بين الوزارة ووسائل الإعلام الخاصة حول المخصصات المالية للتغطية.
6. كان الحضور الأدبي موفقا حيث تعاقب على المنصة شعراء معروفون وقدموا نصوصا تناسب المقام.
وفي الختام، فإنه من الضروري مراجعة الطريقة التي تنظم بها هذه التظاهرة الثقافية الهامة والفريدة على المستوى الوطني، وذلك ما يمر حتما بـ:
- تعيين لجنة دائمة من الخبراء والمختصين يعهد لها بمهمة تنظيمها، وتمكينها من الوقت الكافي كي تتراكم لديها التجارب (من نجاحات وإخفاقات كل نسخة) لتتمكن من تطوير المهرجان، عكس مسؤولي الوزارة الذين يتم تبدليهم وتحويلهم باستمرار.
- اختيار موضوع ثقافي معين لكل نسخة حتى يتحول المهرجان إلى تظاهرة سنوية تعرّف بألوان الثقافة الموريتانية وتنفض الغبار عن مكنوناتها بطريقة ممنهجة ومدروسة، ولا يظل مناسبة لهدر المال العمومي بطريقة عبثية لا تحقق أية نتائج.