يتحدث الرأي العام منذ أيام عن نقاش سياسي بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية أشبه بكأس من النعناع زَبَدُهُ أكثر من مشروبه.
إنه نقاش يُهوِّل و يضخم الأمور و يُفوِّتُ فرصا تاريخية لتأطير و تسيير و توجيه التنوع فى الآراء داخل الحزب بطريقة مسؤولة،ديمقراطية و منفتحة تتماشى و الظرف السياسي الهادئ و الفريد الذى ينعم به البلد.
و من الغريب حصول هذا النوع من النقاش العقيم فى وقت تهيأت كل الظروف من أجل تنشيط ديناميكية حزبية إجماعية خصوصا بعد حفل تدشين المقر الجديد للحزب الذى حضره الوزير الأول و الوزراء و ديوان رئيس الجمهورية و الهيآت القيادية للحزب بمختلف مستوياتها.
و قد كان من اللازم اغتنام هذا الحدث الإجماعي من أجل إيقاظ الحزب من حالة السُّبات التى يعيشها عبر الإسهام العريض لكافة الأطر و المناضلين الحزبيين كي يضطلع الحزب على وجه أكمل بدوره كذراع سياسي للسلطة.
إن الاتحاد من أجل الجمهورية مطالب بخلق ديناميكية سياسية جديدة لا يمكن أن تغفل المكاسب التى تحققت فى عهد الرئيس المؤسس محمد ولد عبد العزيز لكنها تركز بكل اهتمام على الحاضر و المستقبل من خلال تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،ذلكم هو ما تمليه الواقعية السياسية التى أخبرت التجارب أن كل من لم يأخذ بها بَاءَ بفشل سياسي ذريع.
و تأسيسا عليه، فإن المأمورية الأساسية للحزب هي خلق مناخ إجماعي و هو ما يجب أن تنصرف له جهود القيادة المؤقتة من خلال تحريض البحث عن الإجماع و الوحدة و اللحمة بين أطر الحزب و الترفع عن الأهداف السياسية الضيقة و تأسيس الخطاب السياسي للحزب على البرنامج الانتخابي الرئاسي الطموح و الواقعي المتناغم مع تطلعات الشعب الموريتاني.
إن تنشيط الديناميكية الإجماعية بالحزب يطمئن على اضطلاع القيادة المؤقتة بمسؤوليتها التاريخية التى لا يحق لها الإخلال بها خصوصا ضمن محيط سياسي شرس المنافسة و فى كَنَفِ دولة تعاني تحديات داخلية و خارجية.