في خضم ما تشهده الساحة السياسية من تجاذب ونقاش ونشر لمعلومات صحيحة وأخرى مغلوطة - أحيانا حد التسميم - ارتأيت أن أذكر من وجهة نظري وبصفتي الشخصية، ببعض المعطيات ، عسي أن أساهم في إزالة اللبس وإنهاء الارتباك وطمأنة المواطن وتهدئة المشهد السياسي:
أولا: لقد شهدت بلادنا الحبيبة قبل شهور ثلاثة، أول تداول سلمي على السلطة، فحجزت مكانها بين الأمم الديمقراطية وحددت بشكل نهائي معالم الطريق إلى الحكم...
ثانيا: اننا في موريتانيا، لا تحكمنا الايديولوجيا وليس لدينا نهج يستمر أو يتغير؛ ما لدينا هو رئيس يمنحه الشعب ثقته لفترة محددة دستوريا وعلى أساس برنامج يحاسب عليه عند انقضاء مأموريته..
وقد منح الشعب ثقته لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على أساس برنامج طموح وواقعي وحمله أمانة هو جدير بتحملها ويعي تماما ثقلها وجسامتها...
صحيح أن لكل قائد أسلوبا في الحكم وطريقة في التعاطي مع الشأن العام. ويتضح من خطاب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وممارسته للسلطة أن أسلوبه يتميز من بين أمور أخرى:
- بالصدق والوفاء بالعهود والالتزامات( وللعهد عندي معناه )
- بالمسحة الأخلاقية النابعة من التربية والنشأة والتكوين.
- بالواقعية والتخطيط المعقلن ( المواءمة بين الامكانات والاحتياجات ).
- بالإنصاف وتقدير الآخر والاعتراف بأهمية دوره حتى لو كان خصما أو منافسا.
- بالانفتاح والصدر الرحب والآذان الصاغية لتقبل النقد البناء والفكرة السليمة والرأي الرصين.
- بالسعي إلى الحوار الدائم وتهدئة المشهد السياسي وحصر الخلاف على مستوى الأفكار.
- بالتعاطي مع المعارضة ركنا أصيلا من أركان البنيان الديمقراطي، وبالسعي إلى مساعداتها على القيام بدورها كاملا وفي ظروف ملائمة.
إن حصيلة مئة يوم من العمل في قطاعات التعليم والصحة والتشغيل بالإضافة إلى رصد ميزانية ضخمة للقضاء على الغبن ومحاربة الفقر والتهميش ومخلفات الرق، تمثل خطوات مطمئنة في مجالات تناولها فخامة الرئيس خلال حملته الانتخابية بعفوية واريحية ترجمت صدقه وقوة قناعته، فلامست مشاعر المواطنين وصادفت هوى في نفوسهم.
وبفضل المسحة الأخلاقية التي تطبع عمل الرئيس والحكومة وبفضل التسامي وتقبل الآخر ونبذ الصراعات العبثية العقيمة، فإننا نعيش اليوم، دون مبالغة، إجماعا وطنيا غير مسبوق بمعنى أن الغالبية تعمل بجد وانسجام تام والمعارضة مطمئنة ويحدوها الأمل ومستعدة للمساهمة من موقعها في المجهود الوطني.
ومن حيث الواقعية والتخطيط المعقلن، فإن المشاريع التي أعلن عنها حتى الآن، هي فقط تلك التي اكتملت دراساتها ورصدت تمويلاتها: ليس هناك" بيع للأوهام".
ثالثا: أن فخامة الرئيس عندما أعلن ترشحه، حصل بشكل تلقائي على دعم الغالبية التي ينتمي إليها، وبخطابه الوطني الجامع والتزاماته الطموحة والواقعية، استقطب اطيافا واسعة وفاعلة من المعارضة: احزابا وكتلا وشخصيات مستقلة، فاستحق عن جدارة لقب مرشح الإجماع الوطني.
وكان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سباقا إلى إعلان دعمه بالإجماع وابلي حسنا في الحملة وكان شريكا في تحقيق النصر.
رابعا: أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية - وأنا أحد مناضليه ومندوب لدى مؤتمره الذى لا يزال في حالة انعقاد - يدعم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بالإجماع وبشكل مطلق وغير مشروط ويسعى إلى أن يكون النواة الصلبة للحاضنة السياسية لبرنامجه وأساس غالبيته الجديدة التي ستتشكل من جميع القوى التي دعمته، وهذا ما عبر عنه إجماع هيئات الحزب ومنتخبوه ومناديبه.
خامسا وأخيرا: أن الآفاق واعدة وفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مصر على الوفاء بتعهداته للشعب الموريتاني، والغالبية منسجمة ومتماسكة والمعارضة مطمئنة وراضية والبلد آمن ومستقر...