هل الشعراء هم من صوتوا ضد مشروع التعديلات الدستورية في مجلس الشيوخ ؟!
متى ( ينتشل ) الرئيس نفسه من هذه (الرؤيا) الضيقة لحقل العلوم الإنسانية عموما وهو المحاط في قصره بطاقم ينتمي في أغلبه لهذا المجال من مستشارين ومكلفين بمهام ومدير تشريفات وغيرهم..
أما إذا تحدثنا عن رموز ورؤساء أغلبيته فلن تشذ القاعدة كثيرا، وحكومة المهندس مثل ذلك؛ بدءًا بالناطق الرسمي باسمها كلهم ينتمون لنفس الاختصاصات في الشريعة والآداب والقانون والاقتصاد والوجبات السريعة.. ليس فيها علماء في التسليح ولا في العلوم الدقيقة ولا مرشح واحد لجائزة نوبل في الطب أو الزراعة أو الغاز أو الحديد أو السمك أو الذه!
سيدي الرئيس فقط لمعلوماتك الساخرة من الشعراء أو الأدباء: هل تعلم أن محمود سامي البارودي أبرز شعراء النهضة العربية ضابط في القوات المسلحة المصرية، وأن شاعر العربية حافظ إبراهيم ضابط شرطة، وأن الشاعر العملاق عمر أبو ريشة عالم كيمياء، وأن نزار قباني لم يتخرج من كلية الشعر في دمشق ولا علاقة دراسية له بالآداب إطلاقا، وأن ابراهيم ناجي صاحب الأطلال طبيب، وأن وأن الأمثلة كثيرة داخل وخارج موريتانيا.
ومادمنا في موريتانيا: هل تعلم مثلا أن عائلة الشاعر الكبير أحمدو ولد عبد القادر التي أنجبها من بنات وأولاد كلهم يعملون طبيبات وخبراء في البترول والاقتصاد والبنوك وأساتذة رياضيات ولم يتخرج أي واحد منهم من كلية الشعر!
و لعلمكم الكريم سيدي الرئيس لا توجد كلية في العالم اسمها كلية الشعر ولا توجد جامعة يتخرج منها الشعراء؛ فالشعر موهبة وإبداع وفتوة وانطباع وقيمة مضافة في تاريخ الفنون والشعوب والحضارات، وليس ظاهرة موريتانية خاصة فقط تعيق التقدم ومشاريعكم الطموحة، وإذا كنتم ترون أن الشعر والشعراء هم سبب الأزمة الحقيقية في البلاد فأنا أخاف على مستقبل استفتائكم الشعبي المقبل لأننا بلد المليون شاعر!
هل تعلم بأن عنترة بن شداد العبسي قديما فارس شجاع وليس مجرد شاعر فقط، ثم ماهي عقدتكم يا سيدي مع الشعر والشعراء؟ أليس الشعر ديوان العرب والمقاومة والوطنية ومصدر القيم والشهامة والعزة والكبرياء؟
من كتب النشيد الوطني في كل بلد وشعب والذي يقف الرئيس والكبير والصغير إجلالا وتحية له؟ أليس هو الشاعر وليس التاجر؟!
هل تعلم بأن الحرب أولها كلام، والأدب والشعر والإبداع وقود التوجيه المعنوي والنفسي والحضاري للفرد والمجتمع ووسيلة النصر الأولى ورفع المعنويات؟!
في خطاب سابق سمعتكم تقولون بأن الأنظمة السابقة كانت تسهر مع الشعراء والفنانين، هل كان بعض الشعراء وتلك فئة قليلة منهم هي وحدها من كان يتهافت ويتسابق ويحمي ويستفيد من تلك الأنظمة، ولماذا الشعراء والشعراء فقط من بين كل رعيتكم المباركة هم وحدهم الجدار القصير، ألسنا من غزية إن غوت غوينا وإن ترشد غزية نرشد؟!
ما ذنبنا نحن الشعراء إذا كنا في زمن آخر لا يقال فيه يا غلام اعطه ألف دينار!
تبيت سيدي الرئيس على عتاب كل شعراء البلاد حتى يوم الحصاد، وربما نفعلها مثل ما فعل الشيوخ الشداد!
بقلم الشاعر الإعلامي: سيدي ولد الأمجاد ـ التلفزة الموريتانية