الأخبار (نواكشوط) ـ قال رئيس لجنة الخطاب السياسي وعضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية محمد يحيى ولد حرمة إنه لا يمكن لعضو أو اثنين أن يشكلا عقبة أمام قيام لجنة تسيير الحزب بعملها.
جاء حديث ولد حرمة في مقابلة مع وكالة الأخبار، ردا على سؤال حول اتهامات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز للجنة والمتعلقة بمخالفة الدستور وقوانين الحزب والانقلاب على رئيسها سيدنا عالي ولد محمد خونا.
وقال ولد حرمة إن اللجنة بجميع أعضائها هي المكلفة بتسيير الحزب، واصفا مهمتها بأنها جماعية، مضيفا: "لئن قال قائل بأن أغلبية25 عضوا من أصل 27 اختطفت قرار اللجنة فلعل الوصف الأنسب أن عضوين من اللجنة تمردا على قرارها".
وأوضح ولد حرمة: "نحن أمام حالة جلسة معلقة للمؤتمر تم تجاوز الآجال الزمنية القصوى لتعليقها، وبالتالي فإن لجنة التسيير ملزمة باتخاذ أسرع الإجراءات لاستئناف المؤتمر وقد اتخذت الإجراء المناسب بحضور 25 عضوا وغياب إثنين".
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: ماهي أولويات اللجنة السياسية التحضيرية الآن للحزب؟
محمد يحيى ولد حرمة: السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
أود بادئ ذي بدء أن أشكركم على رغبتكم في إجراء هذه المقابلة معي.
أولويات اللجنة تتمحور حول المهام المنوطة بها وهي تحيين المنظومة السياسية: (الإعلان السياسي، الخطاب ا لسياسي، البرنامج السياسي)، وهو أمر وارد إذا استحضرنا أن الفاصل الزمني بين هذا المؤتمر و الذي سبقه هو عقد كامل من الزمن (عشر سنوات) ضف إلى ذلك طوارئ و متغيرات الظروف الإقليمية و الدولية.
أعتقد أن العوامل الآنف ذكرها مبرِّرة لمراجعات وتحيينات للوثائق السياسية المرجعية للحزب.
الأخبار: بماذا سيتميز المؤتمر المرتقب للحزب عن بقية مهرجانات حزب السلطة؟
محمد يحيى ولد حرمة: سوف يتميز بما تتميز به المؤتمرات عن المهرجانات.
فالأولى محطات فاصلة في حياة الأحزاب يقيم فيها النشاط الماضي ويستشرف فيها المستقبل ويتصور ويخطط له، وهي أيضا فرصة لتعيين الهيئات القيادية.
أما المهرجانات فهي أنشطة محدودة الوقت يقصد بها الحشد والتعبئة حول قضايا ظرفية.
و عموما فمؤتمر حزبنا القادم نأمل و نعمل على أن يكون أحسن تنظيما و أعمق نقاشا و أكثر ديمقراطية.
الأخبار: لماذا الحاجة للانفتاح وإعادة التأسيس؟ إلى متى سنظل نشاهد أحزاب الحكم في موريتانيا تنتهي صلاحيتها مع كل تناوب على الحكم؟
محمد يحيى ولد حرمة: الانفتاح فرصة حسنة للأحزاب بل هي حيوية بالنسبة لهم يزداد بها العدد ويتحسن الكيف كما تعبر عن جاذبية وجهة الوافدين الجدد.
ونحن نعتز بالتنظيمات الحزبية و غير الحزبية و المبادرات و الشخصيات المرجعية التي تنوي الانضمام لنا خصوصا أن منها قيادات وازنة من الصف الأول لتشكيلات سياسية عريقة.
أما مصطلح إعادة التأسيس فأعتقد أن المؤتمر الذي هو أعلى الهيآت و مستودع الشرعية هو الذى سيحدد حجم المراجعات و التحسينات التى لا يستغنى عنها الواقع و يستوجبها المستقبل.
الأخبار: اتهمكم الرئيس المؤسس للحزب باختطافه وبمخالفة الدستور وقوانين الحزب بهذه الإجراءات التحضيرية المنقلبة على رئيس الحزب سيدنا عالي ولد محمد خونا ومؤسسه الرئيس السابق، فبما تدفعون هذه الاتهامات؟
محمد يحيى ولد حرمة: اللجنة بجميع أعضائها هي المكلفة بتسيير الحزب والمهمة جماعية وبالتالي لا يمكن لعضو أو إثنين منها أن يشكلا عقبة أمام القيام بعملها.
ونحن أمام حالة جلسة معلقة للمؤتمر تم تجاوز الآجال الزمنية القصوى لتعليقها(ستة أشهر كما هو منصوص عليه فى النظام الأساسي للحزب)و بالتالي فإن لجنة التسيير ملزمة باتخاذ أسرع الإجراءات لاستئناف المؤتمر و قد اتخذت الإجراء المناسب بحضور 25عضو و غياب إثنين.
و لئن قال قائل بأن أغلبية25عضو من أصل 27 اختطفت قرار اللجنة فلعل الوصف الأنسب أن عضوين من اللجنة تمردا على قرارها.
الأخبار: اقترح في النصوص السابقة للمؤتمر الماضي تشكيل مجلس قيادي مصغر للحزب يتشكل من رئيس الحزب والوزير الأول ورئيس البرلمان ومسؤول السياسيات هل ستحتفظون بهذا المجلس ولماذا؟
محمد يحيى ولد حرمة: القرار قرار المؤتمر وحسب النقاشات الجارية في اللجان فاستحداث هذه الهيئة قوبل بالرفض الإجماعي لأن المكتب التنفيذي يكفي للغرض المنشود.
الأخبار: ماهي علاقتكم بالرئيس وهل ستقنن المرجعية؟
محمد يحيى ولد حرمة: علاقات الأحزاب الحاكمة مع الرؤساء المنتمين إليها علاقات متشابهة في جميع الدول وجميع الأزمنة.
ما يجري على المثل يجري على المماثل. النظام يتكون من الحزب الحاكم ورئيس الجمهورية والأغلبية البرلمانية الداعمة له. والرئيس هو رأس النظام ومرجعيته وبرنامجه هو دليل تصور وإنجاز السياسات العمومية التي يتم تنفيذها خلال فترة حكمه.
الأخبار: ماهي ملامح الخطاب السياسي الجديد للحزب وبماذا سيحتفظ من خطاب العشرية؟ وما الذي ستتخلون عنه من خطابها السياسي؟
محمد يحيى ولد حرمة: الخطاب السياسي هو شرح وتبرير وتعميم الإعلان السياسي الذي سيتم تحيينه ليتجاوز المضامين المتقادمة ويتبني أفكارا معاصرة لزمننا هذا ورأيي الشخصي والذي هو رأي كثير من الإخوة والأخوات هو أن القضاء على الفقر والغبن وتعزيز الوحدة الوطنية على أسس قوية و عادلة وكذا التصدي للتحديات الكونية كالإرهاب والتغيرات المناخية الهدامة ستشكل المعالم الكبرى للخطاب السياسي للحزب خلال المرحلةالمقبلة.
و لهذه الأسباب يستوجب علينا انطلاقا من برنامج '' تعهداتي'' الرئاسي واستراتيجية النمو المتسارع...أن ندرس ونناقش و نعتمد وثيقة "نموذج للتنمية" على غرار الدول المجاورة وأن يكون النموذج التنموي المنشود واضح المرتكزات ليجنبنا أضرار الارتجال و غياب التخطيط الاستراتيجي.
الأخبار: كنتم ضمن قيادة الحزب في فترة سابقة حاسمة. كيف كانت علاقة الحزب بالرئيس وهل كانت قراراته مستقلة عن قرارات الرئيس السابق؟
محمد يحيى ولد حرمة: بإمكانكم العودة إلى الجواب علي السؤال السادس. فالنظام السياسي مهما كانت ظروفه و خصوصياته متداخل لا يستغني بعضه عن البعض و تأثير الرئيس بالغ الوقع ودور قيادة الحزب معتبر في مجال تخصصها.
الأخبار: يلاحظ ضعف المؤسسية الديمقراطية في الحزب عدم انتظام هيئاته غياب التصويت على قراراته ماذا تحضرون للتغلب على هذا الأشكال؟
محمد يحيى ولد حرمة: حزب الاتحاد ماكينة كبيرة صعبة التسيير والتنظيم الدقيق لم يبخل جهد في ضبط وتحسين هيكلته وأدائه على أيدي القيادات المتتالية على رئاسته والمأسسة عملية تراكمية و تبنيها والانصياع لها لا يزال صعب المنال و مع ذلك فالاتحاد قطع أشواطا على طريق ترسيخ الديمقراطية الداخلية .
أملي كبير أن الإخوة والأخوات الذين سنوليهم قيادتنا سيضعون الديموقراطية الحزبية نصب أعينهم.
يجدر التذكير فى هذا المقام بالانتخابات الشفافة وبالتصويت على اللائحة عند انتخاب هيئات الشباب والنساء.
الأخبار: القوانين التحضيرية السابقة كانت تتضمن انتخاب رئيس الحزب وهيئاته القيادية عن طريق اللائحة النسبية وعمل فعلا به في مؤتمرات الشباب والنساء. هل تحافظون على امتياز التصويت عبر اللائحة؟
محمد يحيى ولد حرمة: انتخاب الرئيس لا يتم على اللائحة فهو اسم واحد لمنصب واحد وفعلا بالنسبة للهيئات تلكم هي الطريقة المعتمدة في النظامين الأساسي والداخلي.
الأخبار: ماهي المعايير التي ترى ضرورة توفرها في الرئيس المقبل للحزب؟ وهل سيترشح محمد يحي لرئاسته؟
محمد يحيى ولد حرمة: بالنسبة لمعاير الترشيح والترشح فرأيي الشخصي هو مراعاة:
- التجربة والأداء
-الأقدمية أو الرسوخ في الانتماء
- النزاهة والأيادي البيضاء
- الثقافة وتقبل الراجح من الآراء
وإذا وجدنا ضالتنا بهذه المواصفات نكون محظوظين وأرجو ذلك من صميم قلبي.
ولا أفشي سرا إذا قلت إنني لم أترشح قط لوظيفة ولن أترشح لهذه.
الأخبار: يتحدث البعض عن تغيير استعدادات لتغيير اسم الحزب، ما هي الأسماء المقترحة؟
محمد يحيى ولد حرمة: المؤتمر هو المخول وحده باتخاذ قرار بهذا الخصوص .
و عموما فإن اقتراح تغيير إسم الحزب يتداول في بعض أوساط الجماعات الراغبة في الانضمام إلى الحزب.
الأخبار: شكرا جزيلا لكم
محمد يحيى ولد حرمة: شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله.