الأخبار (نواكشوط) – وصف رئيس رابطة التطوير والتنوير الزراعي يحيى بن بيبه زراعة الأرز في موريتانيا بأنها تعيش حالة احتضار، مردفا أن الدولة المثقلة بالديون تواصل تجاهل نزيف وارداتها من المواد الغذائية التي وصلت فاتورتها إلى 166,8 مليار أوقية سنة 2017, وهو ما يرقى إلى مستوى الانتحار الاقتصادي.
وقال ولد بيبه في بيان وصلت الأخبار نسخة منه إن أصواتا متزايدة ترتفع بين المزارعين الآن تدعو إلى التوقف عن زراعة الحملة المقبلة بسبب الخسارات الناتجة عن انعدام الدعم الحكومي، وقلة مردودية المحصول وكساده.
ورأى ولد بيبه أن الحكومة الجديدة فشلت هي الآخرى في إدراك الفرص الهائلة التي يتيحها القطاع الزراعي لمكافحة الفقر والبطالة والنهوض بمستوى التنمية بالبلاد.
وأكد ولد بيبه حاجة الرئيس الماسة لاستشارة فنية عالمة وحكيمة تسمح له بقلب السياسات الزراعية الفاشلة للحكومات المتعاقبة، والتي يراد له على ما يبدو أن تتواصل.
ووصف ولد بيبه موريتانيا بأنها أصبحت في حالة شذوذ بين دول المنطقة التي جعلت من الزراعة قاطرة لاقتصاداتها، ضاربا المثل بخطة المغرب الأخضر التي أطلقتها 2008، وخطة الاكتفاء الذاتي من الأرز التي أطلقتها جارتنا الجنوبية سنة 2010، وهما الخطتان – يقول ولد بيبه - اللتان حولتا المغرب والسنغال خلال بضع سنين إلى مثال تنموي يحتذى على المستوى الدولي. على حد تعبيره.
واعتبر ولد بيبه أنه من المخجل أن يظل الانتاج السنوي الموريتاني من الأرز الخام يحوم حول مائتي ألف طن (207300 في موسم 2016 – 2017) في حين وصل إنتاج مالي الأكثر فقراً والأقل موارد إلى 2,92 مليون طن من الأرز الخام (موسم 2017 – 2018)، ووصل الانتاج السنغالي من الحبوب عامة خلال الموسم ذاته إلى 2.54 مليون طن.
وأرجع ولد بيبه هذا الواقع إلى ما وصفه بـ"ضعف الإرادة السياسية تجاه القطاع الزراعي الوطني"، مضيفا أن ذلك ينعكس في ضآلة الميزانية المخصصة للزراعة مقارنة بالدول المجاورة. ففي حين لم تتجاوز ميزانية الوزارة المكلفة بالزراعة في موريتانيا سنة 2018 مبلغ 8,5 مليار أوقية قديمة، بلغت ميزانية نظيرتها السنغالية في العام ذاته 195,5 مليار فرنك غرب إفريقي (أي حوالي 126 مليار أوقية قديمة).