انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد الناجم عن فيروس كورونا الجديد على أراضي الصين، وخاصة في مدينة ووهان وسط البلاد جاء بشكل مفاجئ خلال فترة خاصة من عطلة رأس السنة الصينية الجديدة المعروفة بعيد الربيع،وتجاه هذه الوضعية الطارئة وضعت الحكومة الصينية الوقاية واحتواء الفيروس على رأس أولويات أعمالها، وفي هذا الصدد ترأس الرئيس الصيني السيد شي جين بينغ في أول يوم للسنة القمرية الصينية الجديدة إجتماعا للجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وخصص فيه التدابير والإجراءات الوقائية الشاملة من الفيروس، وكذلك تم تشكيل المجموعة القيادية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لمكافحة الفيروس برئاسة رئيس مجلس الدولة السيد لي كه تشيانغ، الذى وصل شخصيا إلى مدينة ووهان بؤرة انتشار الفيروس لزيارة الأطباء والمرضى، مما عزز من عزيمة الشعب الصيني في مكافحة الفيروس، و رفع من معنوياته وثقته في جهود احتوائه وعلاجه والانتصار في النهاية.
تحت القيادة الحكيمة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ، أبرزت الصين قدرة وطنية قوية للتعبئة متمثلة في إطلاق الدرجة الأولى من الرد على حالة الطوارئ الصحية العمومية في 31 محافظة، مع بناء نظام شامل متعدد المستويات للوقاية والسيطرة بشكل مستعجل، وأصبح الشعب الصيني كله يسابق الزمن في السيطرة على الفيروس. وقد اتخذت الحكومة الصينية جملة من الإجراءات الوقائية للحيلولة دون انتشاره منها على سبيل المثال وقف وسائل النقل العام وتقييد حركة الأشخاص في مدينة ووهان و المدن الأخرى المنكوبة بشدة في إقليم خوبى، كما تم بعث الأطباء والممرضين من كل أرجاء البلاد إلى ووهان ، ونقل المستلزمات الطبية التى تم جمعها من مختلف المناطق الصينية، وكذلك تشييد مستشفيين متخصصين بطاقة استيعابية تصل إلى 2500 سرير في غضون 10 أيام، بالإضافة إلى ذلك، تم تمديد عطلة عيد الربيع ودعوة الشعب الصيني إلى إلغاء التجمعات الاحتفالية خلال العطلة، مما قد يحد من زيادة انتشار الفيروس.
وحسب آخر إحصائية صادرة من اللجنة الوطنية الصينية للصحة، فإنه حتى الساعة صفر ليلا يوم 5 فبرابر، وصل عدد المصابين بفيروس كورونا في الصين إلى 28018 حالة مؤكدة، وعدد الوفيات إلى 563 شخصا، أما عدد الحالات المؤكدة التي تماثلت للشفاء فقد بلغ 1153 شخصا، وقد بلغ معدل الوفيات 2.1% ، وهومعدل أقل بكثير من وفيات بسبب أوبئة أخرى انتشرت في منطاق أخرى من العالم مثل فيروس الإيبولا وإنفلونزا الخنازير ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، و منذ أول فبراير، تخطي عدد المتعافين عدد الوفيات،وهذا يعتبر خبرا سارا وهاما لمكافحة الفيروس.
كانت وستظل الحكومة الصينية تتبنى موقف الانفتاح والشفافية والمسؤولية والاتصال والتعاون الوثيقين مع العالم،وقد قامت على الفور بإخطار منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بالوضع الوبائي، وتبادلت المعلومات الفنية معهم، وعملت على ضمان صحة وسلامة الجاليات الأجنبية بمن فيهم الجالية الموريتانية، وطمأنتهم بشأن مخاوفهم المشروعة، والعديد من الدول والمنظمات الدولية تتفهم وتدعم تدابير الوقاية المتخذة من الصين، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن فاشية الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد الذي رغم اعتبارها له " حالة طارئة للصحة العامة تثير قلقا دوليا" إلا أنها في نفس الوقت تقدر الإجراءات الحاسمة والفعالة التي اتخذتها الصين لمنع انتشار الوباء والسيطرة عليه.
وقد أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشكل واضح أن الصين اتخذت تدابير رقابة صارمة غير مسبوقة،و التي في معظمها تتجاوز توجيهات المنظمة ومتطلبات اللوائح الصحية العالمية، وبذلك تكون الصين قد شكلت نموذجا يحتذى به لمختلف دول العالم للوقاية من الأوبئة، مضيفا أن إعلان المنظمة هذه المرة حول حالة الطوارئ الصحية العمومية لفيروس كورونا يهدف إلى تقديم الدعم الدولي الضروري للدول التي أنظمتها الصحية هشة، و قال "كي أكون واضحا، هذا الإعلان ليس تصويتا على انعدام الثقة في الصين". وأضاف "مبعث قلقنا الأكبر هو احتمال انتقال الفيروس إلى البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية".وعلى العكس، تواصل منظمة الصحة العالمية الثقة في قدرة الصين على السيطرة على الفيروس، ولا توصي بفرض قيود على السفر والتجارة مع الصين.
إن هذا الفيروس لا يعرف حدودا، و لا يفرق بين الأعراق، و سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى موريتانيا انطلاقا من حرصها على صحة وسلامة الشعب الموريتاني والجالية الصينية في موريتانيا، شكلت منذ الوهلة الأولى مجموعة الطوارئ وعممت تدابير الوقاية والسيطرة على الفيروس، وأصدرت العديد من الإعلانات والإنذارات الموجهة إلى المؤسسات والشركات والجاليات الصينية لإرشاد أعمال الوقاية، كما اقترحت على رعاياها تأخير أو إلغاء السفر من الصين إلى موريتانيا،هذا بالإضافة إلى إبقاء السفارة على التواصل الوثيق مع وزارة الصحة الموريتانية، والمعهد الوطني لأبحاث الصحة العمومية، وتبليغ الوزارة بمعلومات القادمين الصينيين إلى موريتانيا.
الجدير بالذكر أنه قد قام الكثير من أفراد الجالية الصينية في موريتانيا، والأصدقاء الموريتانيين، والمنظمات الموريتانية الصديقة بالتبرعات الكريمة للصين،وذلك يجسد وطنية الجالية الصينية، والصداقة الودية بين الشعب الموريتاني والشعب الصيني والمشاركة في السراء والضراء.
وقد أصدرت وزارة الصحة الموريتانية عدة مرات بيانات حول الوقاية والسيطرة على الفيروس، وعقد وزير الصحة الدكتور محمد نذير ولد حامد مؤتمرا صحفيا لتوضيح بعض الشائعات المنتشرة ، وقد قام أمين عام وزارة الصحة السيد أحمد سالم ولد بوهده بزيارة الصينيين المحتجرين في المركز المخصص لذلك. كما أصدرت وزارة الخارجية الموريتانية بيانين قنصليين من أجل إزاحة شكوك وقلق المواطنين الموريتانيين على سلامة وصحة الجالية الموريتانية في الصين، ويسرنا أن نرى أنه قد تم إجلاء 4 طلاب موريتانيين من مدينة ووهان بسلامة، وتم التأكيد على أن الجالية الموريتانية في المناطق الصينية الأخرى بالخير وكل أمورها على ما يرام، وذلك يعكس أن الحكومة الصينية قد أحرزت نتائج ملحوظة في التحكم في الفيروس.
وكما يقال إن الصديق الحقيقي في وقت الضيق، وهناك عدد متزايد من المدونين الموريتانين على منصات التواصل الاجتماعي يعبرون عن تمنياتهم الودية للصين، و تصلني أنا شخصيا كل يوم رسائل الدعم والمساندة من أصدقائي الموريتانيين، بالإضافة إلى ذلك، قد قامت رابطة خريجي الصين الموريتانيين، و مكتب الجالية الموريتانية في الصين ومركز طريق الحرير للتبادل الثقافي الموريتاني الصيني وغيرهم من المنظمات والأفراد الموريتانية بالتبرعات الكريمة الرامية لتضامنهم مع الصين في مكافحة الفيروس المتفشي، ولقد تأثرت كثيرا بذلك وأدركت أن الصداقة الصينية الموريتانية متجذرة بعمق في قلوب الناس، كما شعرت بالمسؤولية الثقيلة والمهمة النبيلة على عاتقي وعلى السفارة الصينية لدى موريتانيا.
وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص امتناني للحكومة المورينية وأصدقائنا من جميع أطياف المجتمع على مساندتهم ودعمهم للصين في معركتها ضد هذا الوباء، كما أغتنم هذه الفرصة لطمأنة الشعب الموريتاني الصديق بأن الحكومة الصينية تحت القيادة الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني وبفضل الأساس الصلب من الخبرات التكنولوجية المتراكمة على مدار 70 عاما لديها الثقة والعزيمة والقدرة على الانتصار في هذه المعركة ضد فيروس كورونا.