على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية لم تصنف بعد فيروس كورونا كوباء عالمي بسبب التعريف المعتمد في تصنيف الوبائيات، إلا أن الواقع يثبت أنه أصبح فعلا وباء عالميا، لأنه موجود في أكثر من 92 بلدا، ويزداد انتشاره يوما بعد يوم، ولكنه في الوقت نفسه يعتبر أقل خطورة من فيروسات أخرى انتشرت قبله وكانت أكثر فتكا مثل "فيروس سارس" الذي وصلت نسبة الوفيات الناجمة عنه إلى 16%، و"فيروس ميرس" أو ما يعرف بـ"متلازمة الشرق الأوسط"، والذي وصلت الوفيات الناجمة عنه إلى 13%، أما فيروس كورونا فلا تتجاوز نسبة الوفيات الناجمة عنه 5%.
ومن المعلوم أن فيروس كورونا من عائلة معروفة عند بعض الحيوانات مثل الطيور والخفافيش والثعابين والفئران والدواجن والخنازير ولكنها لم تظهر من قبل لدى البشر مما يدل على وجود تطور جيني ناتج عن بعض العادات في التعامل مع هذه الحيوانات تسببت في انتقال الفيروس من هذه الحيوانات إلى الإنسان.
وهذا الفيروس ينتقل أساسا عن طريق اللعاب والسعال والعطس ويهاجم أساسا الجهاز التنفسي، ولكنه وجد أيضا في الدم والكبد والجهاز الهضمي مما يزيد من خطورته وخاصة لدى الأشخاص المسنين أو من يعانون من أمراض مزمنة أو من لديهم ضعف في الجهاز المناعي.
ومن أهم الاعراض التي تظهر على المصابين بهذا المرض الحمي والسعال مع ضيق في التنفس ولكن بعض الأشخاص الحاملين للفيروس قد لا تظهر عليهم أي أعراض وهنا تكمن المشكلة الحقيقة والتي تسببت في انتشار الفيروس في مناطق واسعة من العالم.
ورغم هذا كله، فإن مظاهر التهويل مثل انتشار الشائعات وبعض المعلومات المضللة تنتج عنها ظواهر اجتماعية سلبية مثل إقبال الناس على شراء الكمامات من غير ضرورة أو لجوء بعض الأشخاص للمشعوذين الذين يزعمون أن لديهم وصفات لعلاج الفيروس، وهو أمر غير صحيح بل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وبالتالي يجب علينا أن نتعامل مع هذا الوباء على أنه مرض معدٍ ليس لديه علاج محدد، وإنما هنالك وسائل تساعد في الوقاية منه والتقليل من خطورة انتشاره مثل غسل اليدين والأنف بشكل منتظم والحد من المصافحة والاحتكاك خاصة مع الأشخاص المصابين بالزكام أو السعال واستعمال اللثام في الأماكن العامة مثل المستشفيات والمساجد الخ. ومن أهم وسائل الوقاية لنا كمسلمين الصدقة لأنها ترد البلاء والدعاء إلى الله.