ليس سهلا أن تعرف أين وكيف كانت البداية فقط يمكن أن يكتفي كثيرون بنشر الواحد لخبر دون تحقيق، عبر إحدى وسائط الميديا الإجتماعية سواء كانت معلوماته ملفقة أو خاطئة، متعلقة بشخصية مثيرة للجدل أو بقضية عامة في صدارة إهتمامات النشطاء على الفضاء الإلكتروني، لتبث الشائعة وتنتشر على نطاق واسع بسرعة فائقة، ربما لأن المعلومات الكاذبة تحصل مع الوقت على تماسك قوي ناتج عن نشاط دعائي ينطلق فيما بعد الحملة المضادة ما قد يعود لكون المغالطات تحمل من الإثارة فوق ماتحمله الحقيقة بشكل مضاعف.
ذالك أن منصات التواصل الاجتماعي تضع الكثير من المعلومات والأخبار في متناول الجميع، وخارجا عن سيطرة المؤسسات الرسمية والخاصة، التي تضع آليات للضبط وتدعو للضبط الذاتي، فإلى جانب ماتتيحه وسائط الاعلام الحديثة للمستخدمين الأفراد، وتحولهم إلى "صحافة مواطنة"، فقد أصبحت الوسائط تعد محليا ، عربيا وعالميا المصدر الأول للشائعات وتداول الأخبار الكاذبة والموجهة! الأمر الذي جعل مختصين يضعون منهاجا للتربية الإعلامية يستهدف مستخدمي الأجهزة الإلكترونية، يتضمن أساليب مبتكرة للتحقق من المعلومات ومعرفة مصادرها، وهي مبادرة لاقت تجاوبا إيجابا من طرف شركات كبرى وهيئات متخصصة، فضلاً عن جهود مبادرة جودل للأخبار إهتماما بالمحتوى الرقمي والفيسبوك التي أصبحت تولى إهتماما خاصا بالمواد التي ينشرها المستخدمون ووضع معايير لتلائمها مع طبيعة المجتمع.
السعي للتوفر على مهارات التحقق من الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الإجتماعي، أمر منوط بالمستخدم الفرد أو المؤسسة لتفادي التأثيرات السلبية، أما من جهتها شركة غوغل العالمية المالكة لموقع اليوتيب كانت أعلنت عن تدابير لدعم الصحافة المؤثوقة لمكافحة انتشار المعلومات الخاطئة عبر وسائط الميديا الإجتماعية من خلال المساعدة على توفير مختبر لبلورة آلية جديدة تتابع بشكل تقني الأخبار المتداولة على منصات "غوغل" المختلفة، لعل ذالك يضع حداً لانتشار الأخبار الكاذبة وتزايد المخاوف من تأثيرها.