إدارتنا تعانى منذ عقود من الفساد العميق و بعض رجال أعمالنا أشد فسادا...نذر تحوم حول صفقة القمح ...و حتى فى أحلك الظروف يبتغى سادة النهب، الربح الواسع على حساب الضعفاء؟!.
أين مفتشية الدولة،لإجلاء حقيقة صفقة القمح المثيرة؟!.
إن القضية هنا ،ليست مسألة سياسة و شعارات ،و إنما مسؤولية حكومة ،فما حقيقة ما تم بهذه الصفقة؟!.
كم المبلغ،و لمن أوكلت إليه بالتراضى، صفقة استيراد القمح ،و هل فعلا تجاوزوا الربح المعتاد بكثير،من 8 يورو مثلا فى الطن، إلى ما يزيد على 80 يورو،فى الطن الواحد.
هل فعلا هو قمح حيواني،يصلح فقط لعلف الحيوان،و ما خلفية ما يروج حول هذا القمح،الذى ذكرت مصادر إعلامية مستقلة مطلعة، توقيف عملية توزيعه،بينما نفت وزارة التنمية الريفية،و بسرعة،ذلك.
و إذا وافقنا على سلامة نية مقصد الرئيس، فيما ذهب إليه من إجراءات دعم معيشي، للمواطنين الأكثر فقرا،فى هذا المعنطف الوبائي الاستثنائي،فهل من السهل إتمام عمليات الصرف،دون استغلال و ركوب معتاد للموجة، من قبل المفسدين،الظاهرين والمستترين،على السواء؟!.
تسيير الشأن العام ،مهمة صعبة بامتياز،فأنا لن أتساءل فى الوقت الراهن،عن تلك التشجيعات،التى منحت لقطاع الصحة و القطاع الأمني،من مختلف التشكيلات،التى تشرف على تنفيذ أوامر الحظر و العزل و الحجز و رعاية الحدود من الاختراق،رغم تأخر دعم المواطنين الأكثر فقرا،لأن هذا الدعم الاجتماعي سيأتى ،و قطاعي الصحة و الأمن،فى الوقت الراهن،محل أولوية ملحة،لكن ذلك لا يبرر التأخير المخل الحاصل فى أمر المعونات الاجتماعية،التى تندرج فيها،صفقة القمح هذه،و التى تتطلب التدقيق و الرقابة المكثفة،لأن المال العمومي،شديد الحساسية،فمن باب أولى، فترة الأوبئة و الأزمات.فالكورونا تحيط ببلدنا،لدى الدول الشقيقة المجاورة،إحاطة السوار بالمعصم،و لا معنى للتفريط فى أوقية واحدة،أحرى مليارات الأوقية.
سيادة الرئيس،محمد ولد الشيخ الغروانى، الإجراءات و المبادرات،التى أعلنتم عنها فى خطابكم مهمة،لكن اختيار العنصر البشري الأمين،هو وجه الإشكال،فاجتهدوا و لا تفرطوا فى أمانتكم.
الوزير الأول، احترس،فالمسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفا،و خصومك يتحدثون عن فشلك فى تسيير مشروع إعادة إعمار الطينطان و مواضيع أخرى،فشد الحزام،و لا تضيع هذه الفرصة لإثبات كفاءتك و أمانتك،و حسن العمل الوطني ،فى هذا الظرف العصيب،قد يجب ما قبله.
وزير المالية انتبه ،و راقب ما بين يديك من مسؤوليات حساسة،فما وصل لآذاننا عنك طيب،و ذلك قبل توليك الوزارة،لكن اعلم أن الأعمال جلها معطلة و الناس كثير منهم جالس فى بيته،لا حول له و لا قوة،و هم ينتظرون إغاثة رمزية، وعدوا بها،و مازالوا ينتظرون فحسب!.
قادة الجيش و الأسلاك الأمنية،ما تشرفون عليه من تطبيق تلك الخطة الأمنية فى غاية الأهمية،لكن ما أوثرتم به، من مخصصات مالية،لا تبخلوا على أفرادكم به،ففيهم الفقر و الحاجة الفائقة،و من لم يحظ منهم بالمساعدة،فربما يطيش و يفرغ شحنة غضبه فى بعض المدنيين،بحجج غير مقنعة،فلا تكونوا بالبخل أحيانا،سببا فى فتنة و صراعات، نحن فى غنى عنها و لا معنى لها.
و يا و زير الشؤون الإسلامية،حرصكم على منع الزحمة، فى المساجد و غيرها، مبرر فى الوقت الراهن،لكن احذروا ثم احذروا، من تشجيع تعطيل المساجد،فهي بيوت الله و مصدر رد جميع المخاطر و تأمين القيم و حفظ جميع التوازنات، الظاهرة و الخفية.
و أما الخطة الإعلامية،المقترنة بأهل الاختصاص ،من نقابات و روابط و صحافة،فلم تحظ بدعم معلن ملموس، رغم أولوية نشاطها.
و عود على بدء،أقول بضرورة التحقيق و فحص الصفقات و متابعة التوزيعات الاجتماعية،التى هي على وشك التنفيذ،بإذن الله.