الأخبار (نواكشوط) ـ تباينت وجهات نظر المدونين الموريتانيين إزاء تصريحات صادرة عن الناشط السياسي عثمان ولد أحمد عيدة وصفت من طرف البعض بأنها دعوة إلى انفصال الشمال الموريتاني.
فبينما انتقد مدونون ما قالوا إنه تغاضٍ من طرف الرأي العام الموريتاني عن هذه التصريحات في مقابل التشنيع على دعوات مماثلة تنسب لقادة حركة القوى التقدمية للتغيير "افلام"، اعتبر آخرون تصريحات الرجل "ًصرخة مظلوم".
المدون يسلم محمود قال إنه انتظر طويلا لعل مدونا يسبقه للتعليق على تصريحات "أمير الشمال"، وصنف ما أسماه تغاضي المدونين عن الموضوع ضمن مصطلحه الشهير "الفلسفة الرخيصة".
وأضاف يسلم محمود منتقدا: "أذكر أننا كمعارضين و موالين و ما بينهما وقفنا بحزم وصل أحيانا للمطالبة بالشنق التام رئيس حركة افلام حين طالب بحكم ذاتي لولايات حوض النهر".
أما المدون أحمد ولد صمب فقد حمل الرئيس محمد ولد عبد العزيز المسؤولية عن ظهور مثل هذه التصريحات، مضيفا: "عند ما يفتح الرئيس الباب ويدعو لتغيير ثوابت الوطن فلا تلومون مواطنا طلب الانفصال!".
وفي السياق ذاته يورد المدون محمد الأمين ولد سيدي مولود: "عندما ترعى الدولة التجمعات القبلية والجهوية، وتشجع الكيانات الموازية، وتحارب الوعي، لا تستغرب خطابات التلويح بالانفصال".
من جانبها المدونة وداد بنت غدّه، وصفت تصريحات ولد أحمد عيده بأنها "صرخة مظلوم"، موضحة أن الزائر المنصف لمدن الشمال الكبرى: الزويرات وشوم وافديرك ونواذيبو وأطار "يصدمه الغبن والنهب الممنهج والتاريخي الذي مورس على هذه العواصم الاقتصادية".
ولفتت بنت غدّه إلى الواقع الذي يعيشه السكان في الشمال الموريتاني، حيث الفقر المدقع وتهجير الشباب والعطش القاتل ومخلفات الحرب من الألغام الأرضية وغيرها وكذا انعدام البنية التحتية، بحسب تعبيرها.
أما المدون يسلم المقري فقد قلل من شأن تصريحات ولد أحمد عيده، ووصفها بأنها "هزل بدموع أثارها الواقع المر في حركة التنمية والشعور ببعض الغبن الاجتماعي والطبقي واشوي من ردت رترت".
واعتبر المقري أنه لا يمكنه التوازن في موقفه من دعوات انفصال الجنوب و دعوة انفصال الشمال، مشيرا إلى أن الأولى "مؤسسة على تمايز إثني قد يجد مسوغا في اللغة والثقافة والجغرافيا والسند الدولي المتآمر".