بسم الله الرحمن الرحيم
السادة رؤساء الدول والحكومات
السادة المشاركون
أيها السادة والسيدات
اسمحوا لي في البداية أن أرحب أجمل ترحيب بإخوتي وأصدقائي رؤساء دول الخمس بالساحل كما أرحب بفخامة السيد ايمانييل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية والسيد بيدرو سانشيز رئيس حكومة المملكة الاسبانية وأعضاء الوفود المرافقة لهم. كما لا يسعني إلا أن أرحب كذلك بالسادة موسى فاكي حمات رئيس المفوضية الإفريقية والسيدة لويزى ميشيكوابوا الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية.
إن حضوركم اليوم شخصيا بيننا رغم مشاغلكم الجمة والظرف والأزمة الصحية الحالية يبرهن على الاهتمام الكبير الذي تولونه للأمن والاستقرار في الساحل كما يشكل في حد ذاته صمودا قويا أمام هذه الأزمة غير المسبوقة.
كما لا يسعني أيضا إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل للسادة شارل ميشل رئيس المفوضية الأوروبية والسيدة انجيلا ميركل المستشار الألمانية والسيد غويسب كونت رئيس مجلس الوزراء الإيطالي والسيد انتونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة على مشاركتهم عبر الفيديو في أشغال قمتنا مما يبرهن على التزامهم اتجاه الساحل.
فباسم نظرائي قادة دول الخمس بالساحل أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لشركائنا الأوروبيين على دعمهم الثابت للساحل وأعبر عن امتناني لهم بخصوص المبادارات شبه الإقليمية والدولية لصالح ساحل آمن ومزدهر.
أصحاب الفخامة
السادة والسيدات
في يناير الماضي تم عقد قمة بين دول الساحل وفرنسا في مدينة "بو" خصصت للوضع الأمني في شبه المنطقة و تم في أعقابها قيام تحالف الساحل الذي يرتكز على أربع دعائم هي محاربة الإرهاب ودعم القدرات الدفاعية للقوات المسلحة وقوات الأمن وتعزيز عودة الدولة لمناطق الأزمة ودعم التنمية.
إننا اليوم مطمئنون على كون هذه الإطار قد مكن من تحقيق تقدم معتبر، وهكذا ودون أن أفصل في الحصيلة النهاية فإنني أشير بشكل خاص بصدد سير العمليات العسكرية إلى:
- إنشاء آلية للقيادة الموحدة في انيامى مكنت من التسيير الجيد لعملية SAMA واسعة النطاق،
- مراجعة النصوص الأساسية للقوة المشتركة،
- تعزيز قوة برخان،
- كثافة العمليات منذ شهر يناير 2020 خصوصا في المناطق ذات الأولوية على الجبهات الثلاثة،
- بدأ أعمال التخطيط للقوة الإفريقية في الساحل المؤلفة من 3000 جندي
هذا بالإضافة إلى الحملة الناجحة للقوات التشادية ضد بوكوحرام في بحيرة اتشاد والتي شكلت منعطفا في مجال إعادة الأمن في هذه المنطقة .
وفيما يتعلق بعودة الدولة والإدارة إلى مناطق النزاع فإننا نسجل بارتياح عودة القوات المالية بشكل تدريجي إلى شمال البلاد وإقامة إطار لتجانس القوة المشتركة في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وفي هذا الإطار ستتواصل جهودنا من أجل تحسين مستوى أنشطتنا القضائية ميدانيا لضمان احترام كرامة وحقوق السكان التي تشكل أحد أبرز تحديات معركتنا النبيلة،
وفيما يتعلق بدعم التنمية تنبغي الإشارة إلى جهود تحالف الساحل الرامية إلى تعبئة الموارد لصالح:
- برنامج تمويل الأولويات،
- الدعم المتواصل لشركائنا في مجال الأمن والاستقرار في الساحل،
- إنشاء صندوق للتنمية المستدامة ممول من طرف الحكومة المالية وبعض الشركاء،
- التوقيع على الاتفاقية شبه الإقليمية والقارية الهادفة إلى ترقية مناخ الأعمال،
- التنسيق من أجل وضع استيراتيجية تشاركية لمكافحة الرشوة،
- إطلاق مشاريع ذات انعكاسات سريعة في المناطق الحساسة،
- المصادقة على دراسة جدوائية مشروع السكة الحديدية الساحلية،
- الإصلاح الجاري الذي تخضع له الأمانة التنفيذية.
أصحاب الفخامة
أيها السادة والسيدات
إن التقدم الحاصل وعلى الرغم من رمزيته وكونه يحمل آمالا جساما، يبقى ناقصا في وجه حجم التحديات التي يجب رفعها فالتطرف العنيف بمختلف أشكاله ما زال يستوطن العديد من مناطق فضاء مجموعة الخمس بالساحل ويتوسع بشكل مقلق نحو مناطق جديدة وفضلا عن ذلك فإن تطور الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا منذ 2011 يستدعي - ولأكثر من مبرر - منا مزيد اليقظة حيث أن الازمة الليبية التي تشكل اليوم أحد المسببات الأساسية لتدهور الوضعية الأمنية في فضاء مجموعة الخمس بالساحل تواصل اليوم تغذية مجموعات الإرهاب المسلحة النشطة في الساحل من خلال تهريب الأسلحة والذخيرة والمخدرات والاتجار بالبشر مما يستدعي منا جعلها اليوم ضمن أولويات عملنا المشترك.
أصحاب الفخامة
أيها السادة والسيدات
إن خطر الإرهاب والفقر الذي يرتكز عليه اهتمام مجموعة الخمس بالساحل والذي يستقطب حصة هامة من مصادرها، قد زادت حدته جراء الأزمة الصحية، وفي مواجهة هذه الوضعية فإننا ندعو شركاءنا إلى التزام صريح وقوي اتجاهنا من أجل إيجاد حلول مناسبة ودائمة لمواجهة الإشكاليات المطروحة.
وهنا تشكل خارطة الطريق للرئاسة الموريتانية للمجموعة تحت عنوان "الشباب والأمل" فرصة لمتابعة فعالة لتنفيذ أهداف استيراتيجية دول الخمس بالساحل. إن تحقيق هذه الأهداف يشهد اليوم عرقلة بحكم جائحة كوفيد 19 التي فضلا عن تكلفتها البشرية، هزت اقتصادياتنا الهشة والمثقلة بأعباء الديون، ولهذا فإنني أجدد اليوم مع نظرائي قادة دول مجموعة الخمس بالساحل دعوتنا القوية للإلغاء المباشر لديوننا وتوفير الدعم المعتبر لخططنا الوطنية المختلفة من أجل مساعدة بلداننا على تجاوز هذه الأزمة المتعددة الأبعاد.
أصحاب الفخامة
أيها السادة والسيدات
أجدد مرة أخرى خالص تشكراتنا لكافة شركائنا الثنائيين والمتعددي الأطراف على دعمهم المقدر وأؤكد تعويلي وأشقائي وأصدقائي قادة دول مجموعة الخمس على دعمكم جميعا في هذا المجهود الأساسي من أجل حماية الأمن في شبه منطقتنا وإفريقيا والعالم.
أشكركم.