الأخبار (نواكشوط) – قال زعيم المعارضة في موريتانيا الحسن ولد محمد إن منطق الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو أنه "لا يلقي بالا لرأي الشعب الموريتاني ولا لاحترام الدستور ولا للعلاقة مع دول الجوار ولا بالشركاء الدوليين ويعتبر نفسه في جزيرة معزولة يتصرف حسب مزاجه وهواه".
ووصف ولد محمد هذا المنطق بأنه "ليس دليل حكمة، لأن الدول تحكمها مؤسسات ومصالح وعلاقات، والعقلاء هم الذين يقدرون ذلك ويضعونه في الحسبان"، مردفا أن "التجارب والوقائع أثبتت أن أغلب هذه التصريحات إنما هي شعارات ودعايات للتغطية على الفشل والتعثر في الداخل".
واعتبر ولد محمد في مقابلة مع صحيفة "القلم" أن معركة المعارضة الآن هي "تحقيق الديمقراطية، وصيانة حقوق الإنسان، هي معركة الحفاظ على الدستور ومنع التغييرات غير الدستورية، أولويتها هي الانشغال بهموم المواطنين ومعاناتهم المتفاقمة وفي مختلف المجالات"، واصفا الحديث عن الموقف من الاستحقاقات القادمة بأنه "سابق لأوانه"، مضيفا أن "الفكرة العامة هي أن الأصل هو مشاركة الجميع عندما تكون الاستحقاقات توافقية وفي ظرف طبيعي، وعندما تكون الظروف غير مواتية، تكون مثار خلاف ومثار تقديرات واجتهادات، البعض يعتبر المشاركة فيها أفضل من غيرها ولكن الموضوع ـ حتى الآن ـ سابق لأوانه".
وشدد ولد محمد على أن "لا بد من حوار شامل وهادئ وصادق يخرج البلد من أزماته المتعددة، أزماته الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والاجتماعية، ويكون بداية للانتقال من مرحلة دولة الفرد وسلطة الفرد، إلى دولة المؤسسات ومن امتيازات المجموعة ومصالحها الخاصة، إلى التوزيع العادل وتكافؤ الفرص بين مختلف مكونات المجتمع، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر هشاشة، والانتقال من دولة المزاج إلى دولة القانون وتحكيم الدستور".
وأردف ولد محمد أن ذلك "لن يتأتى إلا من خلال حوار هادئ وشامل، تقدم فيه السلطة تنازلاتها بالتخلي عن الطريقة التي تسير بها البلد وتقدم فيه المعارضة والمجتمع المدني الأفكار المناسبة للخروج من الأزمة ولبداية مرحلة جديدة".