الأخبار (نواكشوط) ـ غصت صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بالترحم على رئيس جالية الموريتانية بالصين سيد أحمد ولد سيدي الأمين الذي وافاه الأجل المحتوم في حادث سير بنواكشوط ليلة أمس.
وشاركت في نعي الراجل شخصيات موريتانية وأخرى إقليمية ودولية، فيما تم وصفه من طرف معارفه بأنه "فقيد القرآن"، حيث عرف ببذله السخي وإنفاقه على تعليم القرآن.
ودون المئات في صفحاتهم مترحمين على الفقيد ومشيدين بخصال الأمانة والكرم والإنفاق على المعاهد القرآنية وعلى الفقراء التي تحلى بها، إضافة إلى حسن تمثيله لبلاده كأحد أشهر رجال الأعمال الأجانب في الصين.
الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال، دون في صفحته على الفيسبوك، قائلا: "توفي سيد أحمد باسم الثغر واهب الدثر نادرة الدهر نشر بماله العلم و أحيا بخلاله الحلم".
ويضيف ولد إبراهيم فال: "أعيش مع آخرين كثر صدمة فقد أخي وخليلي وصفيي سيدي أحمد سيدي الأمين وكأني لم أستشعر بوما عظمة هذا الرجل"، مشيرا إلى أن بساطة الرجل وتواضعه "لففن عطاءاته ببساط كثيف ودثرنها بلحاف غير شفاف".
ويصف الإداري والأديب محمد ولد سيدي الملقب "بدّنَّ" في مقال نشره معددا خصال ولد سيد الأمين: "كان ذا خلفية دينية مُنطبعةٍ في سيره وسلوكه. وكان هادئا إلى أبعد حدٍّ ويكاد كلامه يكون موزونا بالعقل ولو شئتُ قلتُ مقفًّى على بحرٍ تفعيلاتُه الصدق والأمانة في صدر وعجز البيت والأسرة والمجتمع والوطن".
ويشير بدنّ إلى أنه تعرف على الراحل في العام 2009، معتبرا أنه كان رجل أعمال فعلا "ولكنها أعمالُ خيرٍ قبل أي شيء آخر. وكما أن له مكتبا تجاريا ناجحا في الخارج فإن له كذلك في الداخل مؤسسة غير حكومية نشِطة في الأعمال الخيرية وخاصةً منها تحفيظ كتاب الله العزيز".
أما الشيخ عثمان انجاي، نائب رئيس اتحاد جمعيات المدارس القرآنية في السنغال، فقد أشار إلى أنه تعرف على الراحل في زيارة سابقة لمعاهد ورش للقرآن الكريم، وقدم تعازيه لمعهد ورش وطلاب المحاظر بموريتانيا في المصاب.
وأضاف انجاي في تعزيته: "لقد فقد تعليم القرآن الكريم في المنطقة رجلا من أبرز رجاله الذين نذروا له جهدا وعونا مشهودا، تقبل الله منه".
من جانبه صالح أبو عسر من الجالية اليمنية في الصين، قال في تدوينه عنونها بـ "سيدي أحمد ... وداعاً": " لا أعلم من ترك هذا الأثر الدولي ممن غادروا وهم في سنك!".
وجاء في تدوينة أبو عسر: "الشاب الذي أكسبته الصحراء الموريتانية صلابتها، الرجل الذي علمته شنقيط مبادئ الرجولة على أصولها يغادر دنيانا...
هل تعلم أن الابتسامة التي كنا نلتقيك بها لم تكن كغيرها بل كانت نتيجة لفخرنا المستمر بك!".