رُبْعُ قرْنٍ ولَمْ نَزَلْ في اكْتِئابِ **** واخْتِلافٍ ودَمْعُنا في انْسِكابِ
رُبْعُ قرْنٍ مضـى. وداحِسُ والغَبْــ *** ـراءُ فينا موْصولَةُ الأنْسابِ
رُبْعُ قرْنٍ به اسْتَقالتْ أمانيـ *** ـنا ومَلَّ السحابُ عُقْمَ الترابِ
نَحْسبُ الدهرَ واقِفاً وهْوَ ماضٍ *** كالرَّواسي تَمُرُّ مَرَّ السحابِ
رُبْعُ قرْنٍ وفي المَحاجِرِ ثُكْلٌ **** والعَصافيرُ آذَنَتْ بِغِيابِ
ونُواحُ الخُيولِ في الأذْنِ وَقْرٌ *** كَبُكاء النخيل والأعنابِ
خَيْبةٌ بعد خيبةٍ.. وانْقِلابٌ *** لِدَواعي الثراء بعدَ انْقِلابِ
لمْ نزلْ في انتظار عهدٍ خَلوفٍ *** ووُعودُ السُّـرَّاقِ محضُ سرابِ
انْتِصاراتُنا وُعودٌ.. وآفا **** قُ رُؤانا شاختْ بعـصْرِ الشبابِ
لم نزلْ في انتظار فجرٍ نسينا *** شَكْلَهُ بعد كلِّ هذا الضبابِ
قد دَقَقْنا لِمَنْشِمٍ ألفَ عِطْرٍ **** فافْترقْنا تَفَرُّقَ الأغرابِ
لا تَلوموا على النحيبِ فؤادي **** فهْوَ بوحٌ بخَيْبَتي واغْتِرابي
لَهُمُ في الجُحودِ والظلْمِ أسْبا *** بٌ ولي في انْتِقادِهمْ أسْبابي
وطني رغْمَ كلِّ تِلكَ المآسي **** في هوانا ورغم كلِّالصعابِ
ها أنا اليومَ جئتُ ألْقاكَ جَذْلا **** نَ لِقاءَ الأحْبابِ بالأحبابِ
وجْهُك المُثْقَلُ المَلامحِ وجْهي *** وعذابُ الغُضون فيكَ عذابي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيدة قيلت صيف 2008 - ديوان "وحي المساء".