على مدار الساعة

عام من الحكم.. لنستبشر بالوطن المنتظر

3 أغسطس, 2020 - 12:53
سيد أحمد التباخ ـ إعلامي

في حياة الدول وأعمار الشعوب لايمكن الحساب بسنة ولا حتى بعقد من السنوات.

 

 إن سنة واحدة لاتساوي شيئا في حياة الفرد العادي أحرى حياة أمة ومصير شعب.. ويصعب - او حتى يستحيل - الحساب بها، لكن يمكن القياس عليها، ويمكن الانطلاق منها واستخدام متتالية احداثها وحدة تحليلة لتحديد المنتظر ورسم المآلات من خلال محاكمة تلك الأحداث وما يمكن أن تبشر به في منتظر الأيام القادمة. 

 

نعم، إن سنة واحدة فترة قصيرة حين تقاس بقياس الزمن أياما واسابيع وأشهر، وليس من المنطقي (ولا من الممكن حتى)  محاكمة خمس سنوات - هي مأمورية رئيس الجمهورية - بناء عليها، لكنها بقياس السياسة عبر استخدام امكانات الاستنتاج وقدرات الاستشراف هي فترة كافية للتوقع والانتظار وقراءة المستقبل. 

بعد مرور سنة على وصول رئيس الجمهورية السيد "محمد ولد الشيخ الغزواني" تكون الفرصة مواتية لمساءلة اللحظة وقراءة المشهد الوطني بغرض استخدامه للتوقع والاستشراف.

 

مرت سنة من حكم رئيس الجمهورية السيد "محمد ولد الشيخ الغزواني"، خلالها تغير المنطق (او لنقل: تغير النهج) عن السائد طوال عشر أتت على آمال الناس واحلامهم وضيعت موعدهم مع التاريخ وشاهدوا بأم عين كل واحد منهم النجوم في عز الظهر بعد أن استحال وطنهم أسواقا مشيدة وأرصدة بنكية و فللا فارهة وقطعان إبل وغزلان وظباء محلية و مستجلبة من مختلف أدغال الدنيا. 

 

خلال سنة تغيرت فلسفة الحكم بالمطلق وعادت الثقة لتبنى من جديد في مؤسسات الدولة ومفاصا الحكم. تعانق فرقاء وخصماء السياسة تأكيدا على أن الوطن وطن الجميع مهما تباينت وجهات النظر حول التسيير وصناعة القرار، وعاد المنفيون لأرضهم، واستبشر الناس بقرب محاسبة المسؤولين عن نهب مالهم وعودة مال الله المنهوب إلى الشعب المغلوب على أمره طوال عشر صعاب. 

 

شيء آخر مهم، بل ومهم جدا، أسرار الدولة وخصوصيات الحكم، وما يحدث وما سيحدث، كل ذلك لم يعد متاحا للكزانات والمشعوذين المترفين، ولم يعد من الممكن لمبادرة سياسية أن تمنح صاحبها حقيبة وزارية، ولم تعد صداقة احد بنجل رئيس (أو كريمته) تمنحه صفقة تجارية بمجرد اتصال هاتفي...

 

سنة من الحكم كانت على خلق، بعد سنوات من البذاءة، ومن الوقاحة وسب المخالفين ونعتهم بشتى الأوصاف. 

 

سنة من الحكم - وهذا هو الأهم - لم تحمل معها مشروع رجل أعمال من الهامش، يفتقد الخبرة ورأس المال، لتمكن له في الاقتصاد والصفقات، وتسخر له امكانات الدولة.. 

 

سنة من الحكم غاب فيها الخطاب الشرائحي الممول والموجه والساعي لخلط الأوراق وخلق نخب سياسية يوجهها الحاكم وفق مصالحه. 

 

سنة من الحكم فيها تحملت الدولة عن الناس أعباء مواجهة جائحة أنهكت العالم وبطشت باعتى اقتصادات الدنيا. 

 

لم تكن السنة المنصرمة من الحكم كافية لنقل شعب او حتى فرد من واقع لواقع مغاير، لكنها كانت كافية لتبشر الجميع بموريتانيا الممكنة، موريتانيا المنتظرة، موريتانيا الرائعة التي تتسع لجميع أبنائها ولا تفاضل بينهم ولا تمايز الا في الكفاءة والقدرة على خدمة الوطن.. موريتانيا التي لاتتنكر لرموزها ولاتدوس على قوانينها ولا تخل بالتزاماتها ولا تتهرب من "تعهداتها".. 

 

موريتانيا التي لاتعرض في سوق النخاسة العالمية، ولا تباع في معارض المحاور الدولية، ولاتقبض مقابل مواقفها السياسية الإقليمية والدولية. 

 

عام من الحكم كان كافيا ليسبتشر الجميع - موالاة ومعارضة - بوطنهم المنتظر، وبأعوام قادمة فيها - إن شاء الله - يغاث الناس وفيها يعصرون بعد عشر من النهب والسلب والبذاءة، ومن الضياع والسير نحو المجهول.

 

إنها سنة سنت على الأرض قانونا للأخلاق يمكن البناء عليه لانجازات على الميدان سنين أخر قد تذكرها - بكل خير - أجيالنا اللاحقة ربما لعقود، لعهود، لأزمنة ودهور... وما ذلك على الله بعزيز.