الأخبار (نواكشوط) ـ قال رئيس لجنة الأمن والدفاع بجبهة البوليساريو ووزير الأمن الصحراوي عبد الله لحبيب البلال، إن الاحتجاجات أمام معبر الكركرات «عمل شعبي نصالي عفوي».
وأضاف أن جبهة البوليساريو تحتفي بهذه الاحتجاجات وتدعمها، موضحا: «ندعم هذا الموقف ونقف إلى جانب شعبنا وإرادته ونحميه وسنبقى أوفياء له ومعه في السراء والضراء وسنواصل نضالنا وكفاحنا من أجل فرض خياراتنا في الاستقلال».
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: ما سر التصعيد الجديد المفاجئ بالكركرات؟
رئيس لجنة الأمن والدفاع بجبهة البوليساريو: السلام عليكم، مرحبا وأهلا بكم
في البداية نشكركم على اهتمامكم بالقضية وتسليط الضوء عليها في الوقت الراهن، ويسعدنا اللقاء والتواصل معكم.
فيما يتعلق بسؤالكم فالأمر ليس تصعيدا مفاجئا، بل هو عمل نضالي عادي يقوم به بعض المناضلين ردا على تمادي المحتل وغطرسته.
المحتل هو من يقوم بالتصعيد ويقمع الشعب يوميا ويسجنه وينكل به ويسحل النساء، لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بحقهم في العيش بحرية وكرامة كباقي شعوب المعمورة، إنهم يطالبون بالاستقلال وبحقهم في تقرير المصير ووقف نهب خيرات بلدهم. هذا هو الظلم وهذا هو التحدي وهذا هو الاحتلال الغاشم.
أما ما يقوم به الشعب الصحراوي فهو عمل نضالي شعبي سلمي راق، يحاول من خلاله إرجاع الأمور إلى نصابها بعد أن تقاعست الأمم المتحدة عن مهمتها، لأن هذا المعبر غير شرعي وغير قانوني وهو خرق لوقف إطلاق النار. والمحتل المغربي هو من فتح هذه الثعرة وجعل منها طريقا لتجارته، كما حاول بناء الطريق عليها في 2016 ويسيطر عليها لولا أن تصدى له جيش التحرير الشعبي الصحراوي وأرغمه على الرجوع إلى حزام الذل والعار.
الأخبار: متى ستنتهي الأزمة الجديدة لتنساب حركة المرور في المعبر؟
رئيس لجنة الأمن والدفاع بجبهة البوليساريو: نحن نقول إن هذ المعبر غير شرعي وغير قانوني ولم يكن في اتفاق 1991 وبالتالي فهو يمثل خرقا للاتفاق وعملا استفزريا يهدد السلم والأمن في المنطقة ويهدد وقف إطلاق النار، والتمادي فيه وتقاعس الأمم المتحدة عن إرجاع الوضع إلى الحالة التي كان عليها قبل 1991 هو ما جعل المواطنين الصحراويين يحاولون إرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل 1991.
بالنسبة لنا نحن في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب نعتبره غير قانوني ويجب غلقه.
وإن كان العمل النضالي الشعبي السلمي لم يحقق هدفه في غلق المعبر ولم تتدخل الأمم المتحدة لإرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل 1991، فإننا في الجبهة نقول إن الاستمرار في الوضع القائم لم يعد مقبولا وهو مرفوض.
نقول إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قد صبرت وتحملت وانتظرت أكثر من اللازم ولحوالي ثلاثة عقود من الزمن، والآن من باب المسؤولية عليها أن تتعاطي مع هذا المطلب والإرادة الشعبية وأن تدعمها وتقف معها وتتصدى للاحتلال، والمفروض أن نتعامل مع الوضع بالحزم والجدية اللازمين وأن لا نبقى مكتوفي الأيدي، وبالتالي فكل الخيارات أمامنا مطروحة بما فيها العودة إلى الكفاح المسلح والقتال من أجل فرض خيارات شعبنا في الحرية والاستقلال.
الأخبار: البعض أن إغلاق المعبر يتسبب في أضرار لموريتانيا بل ودول أخرى عديدة، بمعنى أن المغرب ليس المتضرر الوحيد من إغلاقه، ما تعليقكم؟
رئيس لجنة الأمن والدفاع بجبهة البوليساريو: جوابا على سؤالكم الثالث الذي يقول إن إغلاق المعبر يضر بالمصالح الموريتانية، أقول إننا نحن وموريتانيا شعب واحد ومصالحنا مشتركة وتكمن بالدرجة الأولى في الاستقرار والأمن وحسن الجوار وبناء العلاقات الوطيدة المنبية على القواسم المشتركة،
مصلحة موريتانيا هي في قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وربط العلاقات معها، علاقات حسن جوار ومحبة وأخوة دائمة وأبدية، والوضع الحالي غير ثابت بل مؤقت وفي كل مرة ومن حين لآخر ربما يتعرض لهزات فالمصلحة الدائمة لنا جميعا هي في قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تكون جارا لموريتانيا… إذن الحدود مشتركة وهنا تكمن المصلحة الموريتانية والمصلحة الصحراوية.
الشعب الموريتاني والصحراوي يجمعهم أكثر مما يفرقهم ومصلحتهم في بناء دولتين جارتين وعلاقات متينة بينهم، هذه هي المصلحة الدائمة المشتركة.
الأخبار: ماذا عن المطالب التي يرفعها المتظاهرون أمام المعبر؟
رئيس لجنة الأمن والدفاع بجبهة البوليساريو: مطالب المتظاهرين هي ما يرفعونه، وخلاصتها تتمثل في جلاء الاحتلال المغربي عن الصحراء الغربية، ومن بين هذه المطالب تحمل الأمم المتحدية لمسؤوليتها في تطبيق مخطط السلم وتطبيق استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وإطلاق سراح المعتلقين السياسين، ووقف نهب خيرات البلد وغلق ثغرة الكركرات غير الشرعية…
الخلاصة كما ما قلت في البداية هي المطالبة بجلاء الاحتلال المغربي عن أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب وبناء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
الأخبار: البعض يعتبر أن إغلاق معبر الكركرات مجرد خطوة تكتيكية من البوليساريو؟
لا أبدا هذا ليس تكيتيكا، وإنما هو عمل شعبي نصالي عفوي، عمل راق وهبة شعبية وبالطبع نحن في الجبهة نحنفي وندعم هذا الموقف ونقف إلى جانب شعبنا وإرادته ونحميه وسنبقى أوفياء له ومعه في السراء والضراء وسنواصل نضالنا وكفاحنا من أجل فرض خياراتنا في الاستقلال.
وأخيرا أشكر اهتمامكم بالقضية الصحراوية ومرحبا بكم في أي فرصة قادمة.
الأخبار: شكرا جزيلا لكم.
حاوره: الصحفي محمدلمين حمدي