لا نحتاج كثيرا إلى تشخيص واقعنا فهو سيء بكل المقاييس ، وعلى جميع الأصعدة ، وبشكل مزمن ، ولا نحتاج إلى ذكر التهديدات الداخلية والتربصات الخارجية الإقليمية والدولية ، (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)..
وإنما الحاجة إلى وضع خارطة طريق جادة وحاسمة وسريعة للتغلب على كثير من المشاكل الخطرة التي قد تفجر الوضع الداخلي القابل للاشتعال أي لحظة ..
وليكن البدء بتفعيل مباشر لأحكام الإعدام لأصحاب قتل الغيلة ، انتهازا للآثار الشنيعة التي تركتها مجزرة نواذيبو الرمضانية وما شابهها من جرائم في نفوس الموريتانيين ، فبإنفاذ ما حكمت به المحاكم في أصحاب الجرائم البشعة رسالة واضحة لنظرائهم بأن الحكومة جادة في مكافحة الجريمة ، ومهتمة بحياة مواطنيها وأمنهم..
كما يجب إغلاق كل منظمة ترفع شعارا شرائحيا ، إذهي مخالفة للإسلام والدستور ، فكل الشعب مهضوم الحقوق ويجب أن نطالب بحقوقه جميعا ، وما يقوم به ميثاق كذا من مسيرات تؤجج مشاعر الكراهية تجاه شريحة مظلومة قام بالتعبئة ضدها كل الأفاكين من حقوقيين كاذبين ، نالوا الجوائز على إفكهم بترشيحهم للرئاسة ، وهم أعداء شريحة بأكملها وتسجيلاتهم تثبت ذلك..
ولتقم الحكومة بمراجعة المحكمة الدستورية وإلزام القضاة بعدم إجازة ملف أي مترشح ثبتت عنصريته قولا أو فعلا أو إقرارا أو تلويحا ..
ولن ننسى هيكلة الأجهزة الأمنية واختيار الأكفاء واستبعاد الفاسدين والمتقاعسين ، فقد عمل في الأجهزة الأمنية طيلة عقود أصحاب سوابق وكانت حفلا للفاشلين دراسيا واجتماعيا ، مما أضعف فاعليتها بل وثبتت تغطية بعض عناصرها لعتاة اللصوص وبائعي المخدرات..
ثم إن قيام وسائل الإعلام بمسؤوليتها في إطفاء آثار الخطاب العنصري للمسعورين المعروفين وإلزامهم بالاعتذار عن ماضيهم البشع في تحريض فئة على البغي على أخرى دون مبرر منطقي ، سيعري من يتستر برداء المظلومية الموهومة ويفتك في الأرواح ويسطو على الممتلكات بتلك الذريعة الغادرة.. وإلا فإن لكل شريحة سفهاءها ، وقد تقع ردة فعل من طرف ضحية ، ولنتصور حفيدا لأحد الأمراء التفليديين رأى دم أخيه قتل غيلة ، ثم انطلق غاضبا منتقما من جنس من يراه قاتلا لمولاه ، إنها الفتنة حقا ، فلنقطع أسبابها بالحق والعدل..
وبالعودة إلى نواذيبو فإن أي مستثمر لن يتجرأ على السفر إليه خشية على روحه .. فتلك رسالة المجرمين .. ولا يمحوها إلا القصاص ، وزرع الكاميرات في كل الأحياء وإحصاء كل المشتبهين .. وتشكيل لجان أمنية في كل حي .. وإشراك الأئمة في التعبئة ضد الجريمة .. وإلزام المفرج عنهم بحضور الصلاة في المسجد ودروس توجيهية تلقى عليهم يوميا..وتعميم التجربة إلى باقي المدن وخصوصا نواكشوط السائبة..
وخلاصة القول أن تفعيل شريعة الإسلام بتوجيهاتها النيرة وحدودها النافعة وإخائها الجميل سيكون عاصما لنا مما نحن متجهون إليه من مصير مظلم .. حفظ الله بلادنا من كل سوء..