بعد أكثر من ما يناهز ثلاثين سنة على مجازر رواندا العرقية ، التي صنعت على سمع وبصر القوات الفرنسية ، والتي أسفرت عن قتل أكثر من مليون رواندي توتسي ..
بعد هذه السنوات الطويلة ، أرغمت الأزمات الاقتصادية والسياسية الرئيس الفرنسي المستكبر ، أن يعلن من كيغالي اعتذارا غير مباشر ، بتحمل فرنسا مسؤولية تلك المجازر ، التي أثبت ضباط فرنسيون مساعدة فرنسا عليها..بل ونشرت أبحاث في ذلك الموضوع البشع .
إن اعتذار المستكبر هكذا ينم عن إفلاس أخلاقي ، واضطرار اقتصادي ، ينشئان فصام شخصية لرئيس فاشل مهلهل ، لكنها الأيام تفرض معالجة لا يرتضيها مردة الإجرام الدوليون ..
قبل ثلاثين سنة ، كانت فرنسا لا تسأل عما تفعل في إفريقيا، فهي ساحة لعبثها السياسي والاقتصادي والإجرامي والتجريبي ولا تزال ، وما مالي ولا تشاد عن موريتانيا ببعيدتين..
في موريتانيا فشل جيل من المتقدمين لشغل وظائف أساتذة المواد العلمية في تحصيل المعدل ، لأن أذيال فرنسا فرضت على الشعب دراسة تلك المواد باللغة الفرنسية التي لم ولن يتقنها.. لكن يستمر عناد خدام فرنسا في الحفاظ على عمالتهم لتلك اللغة وأهلها ، على حساب مستقبل وطن بأكمله..
في موريتانيا تدعم فرنسا كل فاسد استبد بالحكم وحافظ على خدمة ديونها المجحفة ، كما تدعم كل مرتزقة العنصريين والملاحدة ، وتفتح لهم منابرها ، وتحميهم ونشركهم في تسيير الشأن العام ، وتوفر لهم التمويل ، لينفخوا في نار الفتنة ، وهكذا حتى نصل ـ لا قدر الله ـ إلى ما وصلت إليه رواندا..
فعلى ساستنا ومثقفينا أن يدركوا أننا على شفا جرف هار ، يوشك أن ينهار ، لتستمتع فرنسا بثرواتنا كيفما تشاء ، فليقصروا قليلا عن التماهي مع سياستها الاستعمارية المستكبرة ..فليس لدينا الاستعداد لنرى ما عاشته رواندا في التسعينيات ، ويجب أن تكون دماؤنا وأموالنا وأعراضنا وأبشارنا علينا حرام ، كما حرمها الله ورسوله عليه السلام ..
إننا لنرغب أن نرى القيادات السياسية والعسكرية والثقافية ، تيمم وجهها شطر الإسلام دين الحق لتفعل سلوكه القويم ، الذي أوجب القسم بالسوية والعدل في القضية ، وأن نجافي فرنسا ولغتها إلى لغتنا واللغة الإنجليزية ، ليسلم مستقبلنا من كيد الأعداء المتربصين (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)..
حفظ الله بلادنا من كيد فرنسا وأذنابها ، ومن كل سوء..