هناك قصة تحكي أن مجموعة من الضفادع قررت القيام بمسابقة لتسلق أحد الأبراج الشاهقة، وكان التحدي بينهم على أشده فيمن يستطيع بلوغ قمة ذلك البرج الكبير، وبينما هم كذلك، كانت الحشود المجتمعة من الضفادع تتهكم عليهم وتتندر، لأنهم كانوا على يقين أن أحداً من المتسابقين لن يستطع تحقيق هذا الحلم بعيد المنال. وبدأ السباق، فانطلقت الضفادع تتسلق بسرعة كبيرة نحو الهدف، في حين تتعالى الصيحات التهكمية من جمهور الضفادع، مرددين بصوت واحد: «مستحيل.. مستحيل»، وهي عبارة استهجانية، لتثبيطهم.
في أثناء ذلك، بدأت الضفادع تسقط الواحدة تلو الأخرى، من شدة الإعياء، وعدم مقدرة كثير منهم على مواصلة الصعود نحو القمة، في حين واصلت مجموعة أخرى التسلق بهمة وحماسة، ولكنهم أيضا سرعان ما تساقطوا تباعاً بسبب إرهاقهم وتأثرهم بصيحات المتشائمين، ما عدا ضفدعا واحدا أبهر الجميع، حيث واصل التسلق بأقصى سرعة حتى بلغ قمة البرج، ففاز على الضفادع جميعها. ذهل جمهور المتشائمين، فاحتشدوا حول هذا الضفدع العجيب لمعرفة كيف نجح في تسلق قمة البرج، وجاءت المفاجأة أن الضفدع كان يتصامم عن صيحات وتعليقات المثبطين المشككين مؤمنا بقدرته على الوصول إلى هدفه وذلك ما حصل، فحقق هدفه بنجاح باهر، لأنه كان مدفوعاً بعزيمته وإصراره.
هذا بالتحديد ما حصل مع فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي قرر من يومه الأول أن يجعل من خدمة المواطن هدفا له مهما كانت المعوقات والعقبات، فعمل باكرا على دراسة شاملة حول إمكانية زيادة رواتب صغار المتقاعدين والموظفين وهو ما تم بالفعل حيث زادت تلك الرواتب بنسبة 100% وتزامن ذلك مع توفير رواتب لبعض ذوي الاحتياجات الخاصة، لتكون الوجهة القادمة هي البحث عن أنجع السبل للتخفيف عن من يعاني من أمراض مزمنة فكان توقيع اتفاقية شراكة بين المركز الوطني لأمراض القلب ووزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة إسهاما في تخفيف معاناة المعدمين وتنفيذا لبرنامج تعهداتي، ومثل هذا الاتفاق متنفسا وفرجا للمحتاجين الذين لا يجدون ما ينفقون.
ولم تتوقف الإنجازات في المجال الاجتماعي عند هذا الحد بل تم منح معونات شهرية لمرضى الكلى دون أن تتوقف الدراسة الهادفة إلى حصول أكثر من 620 ألف من المواطنين المعدمين والفقراء على تأمين صحي شامل وكامل يغطي كل المجالات ويمكن الاستفادة منه في أي بقعة من أرض موريتانيا وذلك ما تجسد ميدانيا ليكون باكورة الإنجازات في هذا الميدان.
حصل ما حصل من إنجازات عملاقة في ظرف قياسي أراد فخامة رئيس الجمهورية من خلاله التأكيد على أن العجز في الإرادة وأن إرادته هي البحث عن ما يحجّم مأساة المواطنين ويحد من آلامهم ويداوي أوجاعهم، فكانت هذه الخطوة الموفقة التي لو تحدث أحدهم عن إمكانية حدوثها في الماضي القريب لوجد من التشكيك والسخرية ما يجعله يصرف النظر حتى عن إعادة التفكير في إمكانية تحقيق إنجاز كهذا.
عمد البعض إلى تجاهل هذه المكتسبات فكانت صارخة يتردد صداها على المدى الممتد، ثم عمد إلى تشويهها فكانت آثارها الميدانية لسان صدق لا يمكن التصامم عن ما ينطق به ، ثم كانت الخطوة الموالية وهي التشويش الذي كان فشله أقوى من صداه، واليوم يعزف أولئك على وتر التثبيط والتقليل من شأن هذه الإنجازات لكن محاولتهم حجب الشمس بغربال لا شك أنها أوهى من أن تترك أثرا أو تعطي زخما.
{أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.