الأخبار (نواكشوط) - مع بداية كل صباح تبدأ مريم بنت محمد عملها الذي مضت عدة سنوات على بدئها ممارسته، مع رفيقاتها في مهنة تقول إنها لن تتخلى عنها فهي تراث هذه الدولة وستظل تحافظ عليه، حسب تعبيرها.
صانعات الحصائر اتخذن من الشارع مكانا لمهنتهن بعدما لم توفر لهم الدولة، حسب قولهن، مكانا خاصا بهن، واختارت غض الطرف عن دعمهن رغم حفاظهن على هذه المهنة وهذا المنتج التقليدي، حسب قولهن.
مريم بنت محمد التي ورثت هذه المهنة عن أمها تقول في تصريح للأخبار إن غياب الدعم الحكومي أثر على صناعتها، وبات موسم الخريف الموسم الوحيد لبيعها بعدما كانت محلات بيع الحصائر قبلة الزبناء في كل فصول السنة وقبلة للسياح وخاصة المغاربة منهن.
وتقوم بنت محمد ورفيقاتها بصناعة هذه الحصائر التي يعتمدن في صناعتها على عيدان "تشانت" حسب بنت محمد، وتختلف أذواق الزبناء فمنهم من يفضلها باللون الأصلي بينما يفضل آخرون أن تكون الحصائر ملونة بالمادة المعروفة شعبيا بـ "الشرك".
من جهتها آمنة بنت بشيه طالبت الرئيس الموريتاني بدعم العاملات في هذه المهنة فهن حسب قولها يعيلن أسرا ويصرفن على دراسة أبنائهن، فمداخيل بيع الحصائر هذه لا تكفي لسد كل تلك المصاريف ولا لسداد مبلغ ثمانين ألف أوقية يصرفنها شهريا على دكان استأجرنه لعرض منتوجهن.
وتأمل مريم ورفيقاتها أن تلتفت الدولة إليهن وتعينهن في مهنتهن الصعبة بتوفيرها مكانا لصنع منتوجهن بدل صنعه تحت أشعة الشمس وعلى حافة الطريق، حسب تعبيرهن.