نحو رؤية أمنية شاملة

امتن الله في كتابه العزيز على قريش بالأمن، وهو ما يؤكد على الدور الهام الذي يلعبه في تأسيس الدول، وازدهار الحضارات  وتنمية الاقتصاد وتطوير المجتمعات.

وقد شهدت العاصمة نواكشوط مؤخراً تزايداً ملحوظاً في عدد ونوعية العمليات الإجرامية المسلحة، مما أثار مخاوف الساكنة وأثر على السكينة العامة، ولا شك أن السلطات السياسية والأمنية تسهر على تنفيذ الخطط الأمنية، إلا أن مساهمة الشعب والنخب تعد مكملاً ضروريا لتلك الإجراءات وعاملاً مساعداً على نجاحها، وتأسيساً على ما سبق فقد قمت بإعداد حزمة من الوسائل المساعدة على رسم  الخطوط العريضة لسياسة عامة للأمن الوطني. 

 وتتوزع تلك المقترحات على خمس مرتكزات رئيسية هي:

 

المرتكز الأول: تطوير الأمن الرقمي

 
ساهم التطور التكنولوجي المتسارع في الرفع من أداء وفاعلية الأجهزة الأمنية في الكثير من دول العالم، حيث عملت على اقتناء أحدث التجهيزات الإلكترونية والرقمية، كما بذلت جهوداً مكثفة في مجال تعزيز قدرات مختلف العاملين في المجالات الأمنية والدفاعية، وفي هذا السياق يمكن لصانع القرار الوطني أن يعمل على تعزيز قدرات القطاعات الأمنية من خلال القيام بالخطوات التالية:

* تشغيل متخصصين في مجال تحليل البيانات الكبيرة  Big data التي يتيحها الاستخدام المكثف للهواتف الخلوية ووسائل التواصل الاجتماعي  والبطاقات البنكية...

* اكتتاب نخبة من مهندسي المعلوماتية من أجل إعداد شبكة أمنية تربط جميع القطاعات الأمنية ( المحاكم، إدارة الأمن الوطني،  مفوضيات الشرطة، أمن الطرق، دوريات وأعوان الشرطة)، حيث سيتيح ربط تلك الأجهزة إمكانية ولوج رجال الأمن إلى قاعدة بيانات خاصة بأصحاب السوابق كالبصمات والصور والأرقام الوطنية وفترات العقوبة والجرائم المرتكبة.

* اقتناء الحواسب الكبيرة وأجهزة التصوير الرقمي  ومعدات أشعة الليزر القادرة على تسجيل اللقاءات السرية و الاجتماعات  المغلقة بالصوت والصورة.

* اكتتاب متخصصين في البرمجيات الحاسوبية قادرين على اختراق البنية التحتية الرقمية لشبكات الجريمة المنظمة، واستخدام الإنترنت المظلم Dark web خاصة بعدما أصبح النظام المفضل لمهربي المخدرات والاتجار بالأسلحة وبالبشر.

*  التعاون مع شركات الاتصال من أجل القيام بعمليات وقائية تسبق ارتكاب الجريمة من خلال اعتراض وتسجيل وتحليل المكالمات ذات الصبغة الإجرامية عبر تتبع البرمجيات لبعض المفردات والكلمات المحددة.

يتواصل بإذن الله