بمناسبة انتهاء سنتين من حكم غزواني نتذكر أنهما بدأتا بالمصالحة مع أهل الدنيا السياسيين، وقد انتشر بذلك الخير والطمأنينة على كل مواطن، لأن الله يقول: {والصلح خير} و"الـ" هنا استغراقية، "وخير" نكرة تعم كل فرد.
هذا الخير، وهذه الطمأنينة، كان الأولى أن يراد بها الخير الأخروي:
أولا: لأنه لا ينتهى مع المأموية، ونظرا لهذه الحقيفة، فأنا قرأت في السنة اأاولى رسالة للسلفيين مليئة بالرجوع والتوبة، ومرسلة فى الدنيا لغزواني جهرة، ولا شك أنها أرسلت إلى الله سرا، لأنه يعلم السر وأخفى، ولا شك أن الله فرح بها، فهو يعلم أن الشيطان عزم مبكرا أن لا يقصر فى إضلال عباده، فبشر الله عباده بأنهم حتى لو أضلهم الشيطان فهو يستقبل من رجع إليه من الشيطان بالرحمة والعفو والقبول.
ولا شك أنهم الآن يتمتعون بوعد الله لهم، فكان الأولى بالرئيس الذي يحمل إلى الله مسؤولية خمس سنوات إذا لم يترشح، أن يحمل حسنات من جاء تائبا، ولا سيما أنه تائب من الإفراط في التدين المطوب، راجعا إلى الوسطية والاستقامة، بينما الصلح مع المعارضة وغيرهم دنيوي محض لا تلاحظ هي فيه تفريطا في الدين ولا الاعتراف بالخطأ، وشتان بين مردودية نتيجة الصلح مع من هوعازم للرجوع إلى الإسلام الصحيح، وبين من يريد السماح له بحرية السباحة في الدنيا والوظيفة.
وهنا أقسم بالله أنى كنت أظن أنهم أطلق سراحهم بعد تلك الرسالة العاطفية المليئة بألفاظ التوبة، فأنا لا أعرف عنهم شيئا إلا عبر الكتابة فى المواقع، وظنى إطلاقهم نتيجة سببين:
أولا: اقتداء بالتجربة مع زملائهم الذين حسن عملهم، ووفوا بعهدهم مع العهد الماضى.
وثانيا: كثرة العفو في المناسبات عن أصحاب الجرائم الذين خانو وعادوا إلى الإجرام..
ولذا عندما رأيت رسالتهم الجديدة علمت أنهم لم يشملهم الصلح والهدوء كباقى الشعب.
فهولاء من كان عليه حق شخصي منهم فأمره إلى صاحب الحق، واذا كانت دعوى عمومية فقط، فكما قالت قتيلة للنبي صلي الله عليه وسلم عن أخيها النضر إنه أولى بالعتق من غيره، وقال صلى الله عليه وسلم فى شأنها لوكانت الرسالة جاءت قبل قتله لأطلق سراحه، فكذلك هم بعد التوبة أولى أن يشملهم الصلح الذي نعم به الكثير، وما زال يؤتي أكله الناقص باستمرار سجن هؤلاء، {فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين}.