أرى بعض التعليقات في العالمين الواقعي والافتراضي على أعمال خير تصدر عن بعض الخيريين من أبناء هذا الوطن اتجاه مواطنيهم مشككة تلك التعليقات في النيات والدوافع لأعمال الخير هذه، تعليقات من قبيل ( ذاك إدور بيه ألا السياسة، الله أعلم بالنوايا، ذيك الحملة سابق وقتها...).
كما حصل مع حملة السقاية التي نظمها قسم التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" في كرو قبل أيام.
رغم أن الإرادة أو (النية) حالة شعورية تدفع الفاعل لعمل معين وهي من أعمال القلوب التي لا يعلم حقيقتها إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى فإننا نقول لأصحاب تلك التعليقات - المطلعين على معرفة قصد الباذلين – فلتكن نياتهم كذلك لأن تأثير النية متعلق بالفاعل من حيث الجزاء الأخروي على عمله، إن كان يريد به وجه الله رضي عنه وأعطاه وإن كان يريد به غير ذلك ضاع عمله وخسر {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" و لا علاقة لها بالمستفيد الذي يهمه أن يطعم من جوع أو يسقى من عطش أو يؤمن من خوف أو يعالج من مرض أو يعلم من جهل أو... دون أن يكون ذلك على حساب كرامته (دون منِّة أو أذى).
وإذا كانت السياسة تعنى في مفهومها العامي هذا كسب ولاء الناس والحصول على أصواتهم فأمثل طريقة لذلك هي أن يتنافس السياسيون في فعل الخير ليتركوا أثرا في هذا الوطن ينفعه في دينه أو دنياه ويفتح له أملا في (المستقبل).
وليس من الإنصاف أن يطالب طيف سياسي بمواساة الناخبين ويقال له تورع عن أصواتهم.
و إذا تكون كريهة أدعى لها *** وإذا يحاس الحيس يدعى جندب؟!!