على مدار الساعة

أمريكا والمأزق الأفغاني

4 سبتمبر, 2021 - 22:08
الداه يعقوب /صحفي مقيم في أمريكا

لم ترحم الصحافة الأمريكية  الرئيس  بايدن بعد قراره بالانسحاب من أفغانستان وإعلانه  تحمل كامل المسؤولية عن القرار الذي  كان بمثابة هدية لخصوم الرجل في السياسة الأمريكية .

المعكسر الجمهوري وترامب، العائد بقوة  متحدثا  عن هيبة أمريكا التي  مرغها بايدن   بسبب سياساته  العبثية ،  كبريات الصحف الأمريكية" واشنطن بوست  نيويورك تايمز وول ستريت جورنال، كانت عناوينها  متقاربة ، من  حديث عن خيانة ثقة وخيبة أمل كذلك ،واستحضار الهزيمة الأمريكية في سايغون  فيتنام  1975  وضياع الحلم الأمريكي بأفغانستان ديمقراطية  ودولة حداثية بعد 20 سنة من الحرب.

 

ولعل الآفت في تصريح بايدن التبريري تأكيده على أن أفغانستان   مقبرة للإمبراطوريات العظمى مؤكدا أن أي  قوة عسكرية لا يمكنها تغيير مجرى الأحداث في أفغانستان.

 

 تتحسر أمريكا بايدن  أيضا على اكثر من 2  ترليون دولار  استنزفتها  الخزانة الأمريكية  في سراب  بقيعة،  وتأهيل جيش أفغاني  تفرق شيعا ودروبا في أول أيام نزوح طالبان على العاصمة كابول كما أن مراهنة بايدن على الرئيس أشرف غني ذهبت أدراج الرياح ،وكان مشهد هروبه على عجل  مسخرة  تندر عليها العالم .

 

الأمر المقلق الأكثر هو  دخول روسيا والصين بقوة في المشهد الأفغاني  ونسج علاقات جيدة مع طالبان ستتبلور إلى علاقات اقتصادية وسياسية في قادم الأيام ،خصوصا أن افغانستان تمتلك ثروات معدنية تتقاتل القوى الكبرى عليها  زد على ذلك  السخرية التي قابل بها بوتين غريم بايدن الإنسحاب  الأمريكي مؤكدا أن امريكا حققت صفر نتائج  في أفغانستان طيلة عشرين سنة..

 

خلاصة مستقبل امريكا والمأزق الأفغاني هو  الرضوخ مرغمة على التعامل مع طالبان  كحاكم رسمي للبلاد ،والمسارعة إلى التفاوض المباشر  مع الحركة عبر الوسيط القطري ،لضمان حفظ ماء الوجه ،من خلال نقل آمن لرعاياها والمتعاونين ،وكذلك  التحسر على ثروة عسكرية "اسلحة متطورة -دبابات -مروحيات- " تقدر بمليارات الدولار   اصبحت في يد  طالبان .                                           

 

في الداخل الأمريكي تماهي مع قرار بايدن شعبيا بالإنسحاب  ،وعدم عودة مشهد جنائز الجنود الأمريكيين  إلى الواجهة ،وإن كان الخلاف بين الساسة هو على طريقة الإنسحاب الذي ذكر أمريكا بماضيها في فيتنام في السبعينيات و ما حدث من اغتيال وجرح  وأسر لجنود امريكيين في  خليج الخنازير عام 1961 بعد عملية  كان هدفها  قتل  الرئيس الكوبي  فيديل كاسترو.

 

بين هذا الحاضر والماضي يصعد التساؤل الملح هل انتهى الزمن الأمريكي  الذي رسخته امريكا في صناعة افلام هوليود وفي اعلامها المؤدلج.