في نسختها 2021م تكون جائزة شنقيط. قد بلغت رشدها وقد تتبعت عمرها منذ انشاءها سنة2001م الى يوم الناس هذا.. وكتبت عنها عشرات المقالات لأهميتها كان آخرها مقال منذ اسبوعين بعنوان:جائزة شنقيط في مهرجان مدائن التراث بوادان!!
وقد شاركت في المهرجان بمنشور باسم الفائزين بالجائزة من نسختها الاولى الى آخر نسخة وهي التي نعيشها احداثها اليوم.
تميزت هذه الفترة بالنهوض والهبوط أحيانا الى حد الذوبان ثم اليوم نهوض وأمل..والفيصل في ذلك هو ارادة رئاسة الجمهورية كونها تتبع لها مباشرة.
عاشت جائزة شنقيط أسوأ فتراتها في العشرية السابقة حيث عانت من التهميش والاقصاء بل وحتى الازدراء وقد كنت شاهدا على ذلك!!
أوقفوها لثلاث سنين من 2008م الى 2012م وكادوا يقضون عليها ولما تعالت الاصوات وخاصة من بعض الفائزين بها تحت قبة البرلمان قبل الرئيس السابق على مضض بتعيين مجلس جائزة شنقيط على استعجال بشكلها الحالي!!
وكان يجدد لها كل اربع سنين لأنها غير مهمة عنده بدليل انه لم يحضر لتقسيمها طيلة حكمه عن قصد أو غير قصد مكتفيا بإيكالها لرئيس الوزراء وهو ما حد من أهميتها على المستوى العربي والدولي
وعلى النقيض من هذا تحتفي الرئاسة اليوم بهذه الجائزة تحت اشراف رئيس الجمهورية واعضاء الحكومة وبحضور السلك الدبلوماسي والهيئات الدولية المعتمدة في موريتانيا بل انه يرجعها الى سابق عهدها.
هذا ما ضجت به وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة والمسموعة الرسمية والحرة ومواقع التواصل الاجتماعي بعد توزيعها اليوم الجمعة الموافق 25ديسمبر 2021م.
وبهذا يرد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الاعتبار لجائزة شنقيط وقد طالبناه سابقا بهذا الاجراء الهام في مقال سابق بعنوان: هل يرد رئيس الجمهورية الاعتبار لجائزة شنقيط؟!
ولكي يكمل هذا الاجراء المهم نطالبه أيضا بإعادة هيكلة وتشكيلة هذه الجائزة كما فعل بالمجلس الاعلى للشباب.. لتكتمل المهم.
فمن غير المعقول تهميش وعدم الاستفادة من هذه العقول وتركها بلا اطار جامع لها وهنا تبرز ضرورة وجود أكاديمية للعلوم تسمى أكاديمية شنقيط للعلوم و المعارف.
الغريب ان المرحوم لبروفيسور يحي ولد حامد الذي توزع جائزة باسمه متزامنة مع توزيع جائزة شنقيط. هو أول من فاز بها في حقل العلوم والتقنيات؛ وقد كان يعمل معنا لكي تتبوأ جائزة شنقيط مكانتها اللائقة بها.
قال لي ذات مرة: (أنه كان يذكرها باستمرار في ندواته ومحاضراته العلمية) في وقت كانت تمر بموت سريري البلد!!! رحمه الله.
وقد كتبت آن ذاك مقالا بعنوان: جائزة شنقيط بين الموت السريري في الداخل والانجازات المعتبرة في الخارج!!
ورغم معاناة جائزة شنقيط ستبقى شاهدة على كل من همشها ومن اهتم بها وطورها!!
تقدم لها منذ نشأتها 2001م الى آخر نسخة لها2021م حوالي 3000عملا فاز بها 73 موزعة بين: الدراسات الاسلامية- العلوم والتقنيات-الآداب والفنون.
إن إعادة الثقة في الثقافة، والمثقف، والاستفادة من أصحاب العقول، وتوظيفها، وتنميها، ومساعدة أصحابها، على النهوض والتغلب على العراقيل التي تعترض سبلهم سيؤدي إلى النهوض بالبلد.
فالمواهب ثمينة جدا، وجديرة بالتشجيع، والتنمية، كائنة ما كانت، ولا ينبغي إهمالها، ولا تجاهلها، سواء كانت فنية، أو أدبية، أو علمية.
الإنسان الموهوب، أكثر فائدة لنفسه، ومجتمعه، من ملايين البشر، ممن لا يتمتعون بالموهبة والثقافة للناس أشبه بالسلاح للمقاتل الذي يمنح لصاحبه معنى من القوة والمتعة لا يجده في غيره.
إن من لم يسلح نفسه بالعلوم والتقنيات والبحث العلمي سوف يصفع ويداس وسوف تفرض عليه أجندة لا يرغبها ولكنه سوف يضطر إلى القبول بها لذلك فإن استخدام البحث العلمي في إيجاد المخارج للمشاكل القادمة يجب أن يبدأ من الآن.
وما يطلبه الباحث هو توفير العيش الكريم على غرار الكثير من الدول التي تحترم نفسها مقابل ماينتج من بحوث لصالح الدولة الموريتانية كشخص معنوي دائم.
أيعقل ان الذين لهم قدم في التأليف والنشر لا يحصلون على دخل يؤمن لهم معاشهم ؟!
في حين أن مؤلفاتهم ترفع اسم موريتانيا عاليا في المعارض العربية والدولية!!
ومع هذا كله فانهم يستبشرون خيرا عندما رد رئيس الجمهورية الاعتبار لهم.