على مدار الساعة

أسبوع بين مستشفيين.. وضع الرئيس السابق وأحاديث أنصاره

6 يناير, 2022 - 01:48
إحدى نوافذ الطابق الثاني للمستشفى الذي أكمل فيه الرئيس السابق يومه الخامس (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) – في غرفة صغيرة بجناح خاص في الشق الأيمن من الطابق الثاني بمركز أمراض القلب ضاحية نواكشوط الشمالية دخل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أسبوعه الثاني في رحلة العلاج التي بدأت ليلة الأربعاء الماضية.

 

على سرير طبي، حوله مقعدان، وعدة رجال أمن بلباس مدني، يقضي الرئيس فترة نقاهة عقب عملية القسطرة التي خضع لها على يد أطباء موريتانيا، بعد أن أمضى أياما في المستشفى العسكري الذي وصله بعد منتصف ليل الأربعاء قادما من زنزانته الخاصة بمدرسة الشرطة.

 

قلة هم من يسمح له بدخول هذا الجناح الذي يتكون من صالة، وغرفتين صغيرتين، إضافة للغرفة الخاصة التي يوجد فيها الرئيس السابق، يقيم داخل الصالة سبعة من رجال الأمن، اثنان منهما داخل الغرفة الخاصة بالرئيس، ويحضرون أحاديث زواره، فيما ينتشر رجال أمن بزي مدني في كل نواحي المستشفى، ومحطيه.

 

مسار عسير

إحدى أخوات ولد عبد العزيز وصفت زيارته في المستشفى بـ"المسار العسير"، ابتداء من الحصول على الإذن، مرورا بعمليات التفتيش المشددة والمعقدة، وليس انتهاء بانتقاص الوقت الذي ينقلب إلى دقائق بعد أن كان ساعة كاملة قبل المستشفى.

 

تتوقف للحظة، وتلقي نظرة على نافذة الغرفة التي يوجد فيها شقيقها، قبل أن تردف: "إن حالته لا شك في تحسن، مقارنة مع ما وصلته من خطورة. لكن الظروف التي يوجد فيها، والتي وجد فيها سابقا لم تتغير".

 

وتذكر شقيقة الرئيس السابق التي اعتذرت عن التصوير  بأن مسار الزيارة يبدأ بتقديم طلب لقطب التحقيق، وأحيانا يأخذ الأمر وقتا قبل أن تتم الاستجابة له، ثم بعد الحصول عليه يبدأ التواصل مع مسير السجن، وحين يحدد الوقت، ويحين وقت الزيارة يبدأ مسار التفتيش، حيث يمر كل زائر بثلاث محطات تفتيش تستخدم أجهزة دقيقة، وبصرامة زائدة، تفرض إزالة كل ما يحمل حديدا، حتى ولو كان جزءا من مكونات الثياب العادية.

 

وحول ما إذا كان قد بدأ ممارسة رياضة ما ضمن إجراءات النقاهة، ردت أخته: "لا يمكن وصفه بالحركة. إنها تتم داخل غرفة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار"، فيما أشار منسق هيئة دفاعه المحامي محمدن ولد اشدو  إلى أن الأطباء حاولوا "ابتداء من يوم الثلاثاء مساعدته على الوقوف والسير خطوات في الجناح المخصص له".

 

وأردف ولد اشدو: "رغم إصابته برعاف جديد صباح الأحد الماضي، وضعف جسمه البادي، ونقص وزنه الحاد، فإن صحته مستقرة، مع اتجاه بطيء إلى التحسن"، مذكرا بأنه "أصيب بجلطة ناجمة عن تخثر الدم وانسداد بعض الشرايين لدرجة 90%، وبنزيف من الأنف والفم".

 

كما يشير المحامي إلى أنه "رغم خطورة حالته، فإنه لم ينقل إلى المستشفى العسكري إلا بعد مرور ثلاث ساعات على إصابته، ولم يكن محل حفاوة وترحيب في ذلك المستشفى، لحد جعله لا يشعر بفرق بينه وبين زنزانة مدرسة الشرطة! وظل ضغطه مرتفعا رغم ما قدم له من علاجات أولية. ولكن الله سلم".

 

زوار قلة

يقتصر من يسمح لهم بزيارة الرئيس السابق في غرفة حجزه بالمستشفى على ابنته أسماء، والتي يسمح لها بزيارته أكثر من مرة يوميا، ومنسق دفاعه محمدن ولد اشدو، وأخواته.

 

ويمنح القضاء لأخواته عددا من الزيارات وفق شكلية خاصة يتبادلونها بينهم للاطئمنان على وضعه من حين لآخر.

 

انتظار طويل

أمام بوابة المستشفى ينتظر عدد من أقارب وأنصار الرئيس السابق، بعضهم وصل بوصوله ليلة السبت الماضية، وينتظر مغادرته ليغادر.

 

داخل الجموع التي تتكاثر أعدادها كل مساء، وتتراجع ليلا، تدور أحاديث كثيرة، تراوح بين التضامن مع الرئيس السابق، وتعداد إنجازاته التي يحرس غالبيتهم على التدليل عليها بالمستشفى الذي يعالج به.

 

كما تأخذ الأحاديث السياسية مداها، سواء الحديث عن استهدافه سياسيا، أو ما يصفونه "بالانتقاء" الذي كان عرضة له، فيما يتحدث آخرون عن "مؤامرة"، يتعرض له، وترد أسماء سياسيين عدة في هذا المضمار.

 

شائعات كثيرة يتم تداولها أو دحضها في النقاش الدائر بين المتجمهرين، تدور في الغالب حول وضعيته الصحية، وإمكانية رفعه للخارج لاستكمال العلاج، ووجهته بعد مغادرته للمستشفى، ومستقبل الملف الذي يتهم فيه بشكل كلي.

 

وفي التجهمر الذي دخل هو الآخر أسبوعه الثاني، وانتقل بانتقال ولد عبد العزيز من أمام المستشفى العسكري إلى مركز أمراض القلب، برزت عدة شخصيات بحضورها الدائم أبرزهم آمنة الحاج المشهورة بلقب "مجنونة عزيز"، والتي تدور بين الجموع مدافعة عن عزيز، ومهاجمة خصومه بلغة حادة.

 

من التفاؤل الجازم إلى التشاؤم المحبط، ومن التغني بقرب ساعة الفرج إلى البكاء حسرة وافتراض الأسوء تتفاوت مشاعر وتوقعات أقارب وأنصار الرئيس الذي حكم البلاد لأكثر من عقد من الزمن، اختتمها بسليم السلطة للرئيس الحالي، فيما ينتظم الشاي وأحاديث الذكريات شتات متفاوتين في الأعمار والاهتمامات ينتظرون قرارا لا يدرون متى يأتي؟ ولا حقيقة ماهيته؟